أنصار السنة ودورها في استقرار المجتمع

2010-09-26

صفوت الشوادفى

الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علماً.. وأحصى كل شيء عددا. والصلاة والسلام على رسوله الذي هو بالمؤمنين رءوف رحيم. وبعد ..

فإن جماعة أنصار السنة المحمدية التي أسست دعوتها على تقوى من الله ورضوان في غنى عن التعريف والبيان، وقد أصبح أبناء مجتمعنا يعرفونها إلا قليلاً منهم !! فضلاً عن انتشارها خارج مصر حتى طار ذكرها في المشارق والمغارب .

ونظراً لما تميزت به دعوة أنصار السنة من الحكمة والموعظة الحسنة ، والبصيرة ، والتمسك بالكتاب والسنة ، واتباع منهج السلف والبعد عن الخرافات والبدع .

نظراً لهذا كله فقد أقبل المسلمون بعامة - والشباب بخاصة - على هذه الدعوة المباركة التي تحمل في ذاتها مقومات الدعوة الناجحة وعلى رأسها توفيق الله عز وجل للقائمين بها .

ولسنا نزعم لأنفسنا أننا وحدنا أصحاب السبق في الميدان ! لكن توجد جماعات أخرى تقوم بالدعوة إلى الله ، ومنهجنا يشتمل على ميزات راسخة . وإن كان عندنا سلبيات فالخطأ في التطبيق وليس في المنهج.

وإنما أردت بهذه المقدمة أن أتحدث إلى إخواني القراء في قضية هامة تتعلق بأمن المجتمع واستقراره فأقول مستعيناً بالله معتصماً به:

نحن في زمان الفتن ! ومجتمعنا يعانى من عدم الاستقرار ! وكلنا يريد مجتمعاً آمناً ، وبلداً آمناً !! وقد تفرقت بنا السبل، وتشعبت بنا الطرق ! وما زلنا نبحث عن الحل. فما هو الحل ؟!

* البعض يرى الحل في بدء حوار حقيقى مع الشباب والاستماع إليه بآذان مصغية وقلوب واعية !

* والبعض يرى الحل في القضاء على الإرهاب بمزيد من الإرهاب !

* وشركات التأمين ترى الحل في بوليصة التأمين !! لأنها حصن أمان للملايين !

* والفنانون والفنانات يرون الحل في مزيد من أفلام الدعارة والأغاني الهابطة التي تقلل نسبة العائدين إلى الله فإن كثرة التائبين تزعج الفنانين !!

وقد اكتشفت الجهات الأمنية أن كثيراً من الفنانين متورطون في بيع وشراء وشرب الهيروين !! ولو كان هناك إنصاف لاتجهت الهمم إلى إخراج فيلم سينمائي عن الفنانين وتعاطي الهيروين قبل إخراج فيلم " الإرهاب والكباب " !!

* وصحف المعارضة يرون الحل في مزيد من الديمقراطية بدلاً من المواجهة !

* وأقلام العبيد تؤيد كل القرارات وتبارك جميع الاقتراحات !!

* ونحن نرى الحل في مجتمع الطاعة الذي كان ينام فيه أمير المؤمنين تحت الشجرة لا يخشى أحداً إلا الله !!

كيف نبنى مجتمع الطاعة ؟

إن الناظر في واقعنا ومجتمعنا يرى أن بعضنا يدعو إلى الخير ويأمر به ويدل عليه ويثمر ذلك أمناً واستقراراً.

وفي المجتمع من يدعو إلى الشر وييسر أسبابه ويفتح أبوابه ! ويثمر ذلك عنفاً وإرهاباً !!

وبعبارة أخرى: من يبنى ومنا من يهدم !

فأما الذين يبنون، فإنهم يعملون في صمت بعيداً عن الأضواء.

وأما الذين يهدمون من دعاة الشر وحملة أقلامه فإنهم يدعون إلى حوار لا يقوم على حجة ولا يستند إلى دليل ولا يؤذن فيه بالكلام !!

وأنصار السنة تقوم بدور متميز في الوصول إلى مجتمع الطاعة وهو مجتمع الأمن والاستقرار برغم ما يتعرض طريقها من معوقات .

إننا ندعو إلى التوبة، وكل تائب إلى الله فهو لبنة في بناء مجتمع الاستقرار.

وعندما يتوب اللصوص يأمن الناس على أموالهم وأرواحهم .

وعندما يتوب مدمنو المخدرات والمدخنون يزيد دخل الأسرة أضعافاً ! ويزيد الإنتاج الذي يثمر استقراراً اقتصادياً وأمنياً !

وإذا تاب المتصوفة وأرباب الموالد فإن ذلك معناه الإقلاع عن أكل أموال الناس بالباطل وتحويل الأيدي العاطلة إلى أيد عاملة !

وتوبة الشباب بصفة عامة تحول بينهم وبين الإفساد في الأرض.

وتوبة المتبرجة تمنع من تكرار حادث العتبة !!

وإننا ندعوا إلى العلم النافع ، وعلامة العلم النافع العمل الصالح ، وثمرته الوصول إلى مجتمع الطاعة .

وعندما تقوم أنصار السنة بواجبها في مساعدة الفقراء والمحتاجين ومعالجة المرضى بالمجان وتربية الأيتام فإنها تساهم بذلك مساهمة فعالة في القيام بواجب عجزت عنه جهات الاختصاص !!

والفقراء الذين يتنكر لهم مجتمعهم قد يتحولون إلى لصوص !

والأيتام الذين لا تمتد الأيدي إليهم قد يتحولون إلى منحرفين وقطاع طريق !!

ونحن نحذر المجتمع دائماً من المعاصي والسيئات ونذكره بربه ونعرفه به نحذر من الانحراف في جميع صوره وأشكاله، ونحذر من الربا والرشوة وأكل الحرام، ونحذر تارك الصلاة من عاقبة تركه لها ومانع الزكاة من عاقبة منعه. ونحذر بصفة عامة من ترك الواجبات وفعل المنكرات .

ونحن ندعو دائماً ونطالب من قبل ومن بعد بتطبيق شريعة الله في أرضه فإنها صمام الأمن والاستقرار.

ولن نصل إلى غايتنا بغير تحكيم لشريعتنا ! لا استقرار بغير الشريعة ولا أمان في غيابها !

ودعوتنا إلى الفضيلة من أقوى الأسباب التي تؤدى إلى استقرار المجتمع وبناء مجتمع الطاعة المنشود .

وأخطر شيء على مجتمعنا المسلم دعاة الرذيلة وأصحاب الأقلام المأجورة التي شعارها " يحيا الثبات على المبلغ " !! وهى تحريف لشعار قديم نصه " يحيا الثبات على المبدأ " !

* الفنانون والفنانات عبيد للماسونية العالمية !!

وهذه شهادة أحد الفنانين المشهورين نسوقها إلى المخدوعين من بنى جلدتنا حتى يثوبوا ويتوبوا وما ذلك على الله بعزيز.

في جريدة " المسلمون " الصادر يوم الجمعة 24/1/1413هـ جاء ما يلي :

الفنان حسن يوسف أحد الفنانين الملتزمين داخل الوسط الفني، يقود الآن حركة الإصلاح، أو تصحيح المسار كما يسميه. عاصرت نشأته الفنية موجة من الانحلال في السينما العربية ، والآن تزامن التزامه مع قطار الفنانات التائبات اللاتي اعتزلن الفن وارتدين الحجاب .

في حواره مع " المسلمون " نظر حسن يوسف إلى الوراء بقليل من الرضا وكثير من السخط وأدان في عبارات واضحة كثيراً مما يحدث داخل الوسط الفني .

ودافع عن الفنانات التائبات وأكد أن إصلاح حال الفن أمر محتمل إذا وضع الجميع خدمة الدين والدنيا نصب عينيه.

* قلت: رغبة في البعد عن مساوئ الوسط الفني، يتردد الفنان الملتزم بين اعتزال الوسط الفني نهائياً، وبين الاستمرار مع ترشيد الأعمال الفنية. ماذا اخترت أنت بعد تجربتك الطويلة ؟

أنا أقرر دائماً أنني فنان صححت المسار إلى ما ينفع المجتمع ، ويفيد ديني ودنياي . وأعتقد أن الذي يؤثر السلامة بعد التوبة ويبتعد عن الفن ، فهذا خير ولكن الأفضل منه أن يبقى داخل الوسط ويصحح المسار . وبالنسبة لي فقد اختار لي الله سبحانه وتعالى مجال العمل الفني وأنا الآن أجاهد في سبيل تصحيح العوج الموجود ، حتى أقدم شيئاً يخدم غايات الدعوة الإسلامية .

* كيف يمكن للفن، بوضعه الحالي أن يخدم الدعوة الإسلامية كما تقول ؟

أولاً أقول إن لدى الجميع مفهوماً خاطئاً للفن الذي يخدم الدعوة الإسلامية فالفنان الملتزم ليس هو الذي يقف في كل أدواره ويقول بأعلى صوته : الله أكبر ، لا إله إلا الله محمد رسول الله . الفن الذي يخدم الدعوة هو الفن الذي يحمل قيماً تقدم الخير للمجتمع ، هذه القيم نابعة من روح القرآن الكريم والسنة النبوية ، يجد أنها تحمل الخير للمجتمع في كل المجالات .

فالفنان الذي يقدم ما يفيد المجتمع يجد نفسه تلقائياً يسير على هدى الكتاب وسنة نبيه.

* ماذا ترى في الفن الذي يقدم الآن في العالم العربي ؟

الفن الذي يقدم الآن لا يفيد المجتمع بل يعمل على تحطيمه ، ولقد استطاع المخطط الإسرائيلي أن يصل عن طريق جماعات الماسونية إلى البعض وهم يعرفون أنفسهم كما نعرفهم جيداً . فهناك مجموعة سينمائية تتكون من منتج وسيناريست ومخرج وممثل يعملون أفلاماً نقلاً عن المجتمع الأمريكي وتعمل هذه الأفلام على نشر الفساد في مصر والعمل على نشر الجريمة والإخلال بالمجتمع .

هذه المجموعة التي تحصل على ملايين الدولارات من جماعات الماسونية تجد في جميع أفلامها البطل يمسك ببندقية أو رشاشاً ويمارس العنف بكل السبل ، بالإضافة إلى نشر المخدرات حيث تظهر هذه الأفلام تجار المخدرات بالقوة والسطوة .

ولذلك وجدت بعض الجرائم التي لم نكن نسمع عنها من قبل بهدف زعزعة الأمن في المجتمع العربى .

* ما رؤيتك لكيفية تقديم الأعمال الدينية بما يفيد قضايا المجتمع من رؤية إسلامية.

بداية أنا ضد الشكل الخطابى المباشر لأن العلماء هم أجدر الناس على تقديم المضمون الإسلامي بشكل مباشر .

ولكن العمل الفني لا بد أن يقدم بشكل غير مباشر وفي الإطار قدمت ثلاثين حلقة في برنامج الأطفال " أركان الإسلام ". وعندي أن الأطفال هم البداية في الإصلاح والتوجيه.

* باعتبارك فناناً ملتزماً .. ما تفسيرك لقطار الفنانات التائبات اللاتي يعتزلن الفن ويرتدين الحجاب ؟

الاعتزال سلوك شخصي لا يجب أن يتدخل فيه أحد. هل الفنانة المعتزلة اعترضت على من هاجمها، رغم أنه فرط في عرضه ودينه ؟ والعجيب أن الذين اعترضوا على اعتزال الفنانات من الرجال وليسوا من النساء وهذا نوع من " البجاحة " والتدخل فيما لا يعنيه ! وأقول للجميع اتقوا الله .

إن الأخوات المعتزلات اكتشفن أن آمالهن في هذا المجال تعرضهن للمحظورات فقررن الاعتزال .

* خرجت بعض الأصوات تصف الفنانات المعتزلات بأنهن ضعيفات الشخصية، ما تعليقك؟

قال : هذا كلام فارغ وسوقي لا يقال في ندوات أو على صفحات الجرائد .

ألم أقل لك إن منا من يبنى ومنا من يهدم !! لقد آن الآوان لتوبة صادقة ، والله عز وجل ينادينا " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ " .

عدد المشاهدات 10693