العمل للدين مسئولية الجميع
مكانة العمل للدين
السلف والعمل للدين
واقع الأمة
جهد أهل الباطل في نصرة باطلهم
مفاتيح خدمة الدين
مقدمة:
إنَّ قضيةَ العمل للدين، والبذل في سبيل إعلاء كلمة الله، وعودة هذه الأمة لقيادة الدنيا
بدين الله عز وجل، وتعبيد الناس لرب الناس سبحانه وتعالى؛ ليست مسئوليةَ شخصٍ بعينه
أو هيئةٍ أو مؤسسة بعينها، وإنما هي مسئوليةُ كل مسلم على حسب طاقاته وإمكانياته وقدراته،
فينبغي لكل مسلم أن يحاسب نفسه ويسألها: ماذا قدَّم لدين الله؟ ينبغي لكل مسلم أنْ
يفكّر في سبل إيصال الحق إلى الخلق فيخاف أن يقصّر، ويقلق وينزعج من ظهور الفسق والفساد،
ويَجْزَع من قلة الناصرين لدين الله، لا يفكر في جاره فقط أو صديقه كيف يدعـوه، وإنما
يفكر في سكّان الكرة الأرضية كيف يُدخلهم في دين الله أفواجا، هذه هي الشخصية المسلمة
التي تحمل الخير للبشرية جمعاء، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]
قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: مَن سرَّه
أن يكون من تلك الأمة فليؤدِّ شرطَ الله فيها.(1)
أولا: مكانة
العمل للدين وأهميته
- العمل
للدين أول الواجبات وأعلاها قدرا
إنَّ خدمة ليست مَهْنَةً أو وظيفة، أو منصبا تشريفيا يخيّر
المسلم بين قبوله أو الإعراض عنه، وليست تبرعا ولا فرض كفاية ولا مجرد أداء واجب، وإنما
خدمة الدين ركن من أركانه وضروريٌّ من ضرورياته وأساس من أسسه. ولقد كان هذا المعنى
مستقرا عند السلف الصالح استقرارَ المعتقَد في القلوب، ولم يحتاجوا أن يستدلوا له أو
أن يقرِّروه لأنفسهم بشتى وجوه الاستدلال، بل كان يكفي أن يُسْلِمَ الواحد منهم أو
يستقرَّ الإسلام في قلبه ليعتبرَ نفسه من أول لحظةٍ جنديا لهذا الدين يَصرِف مجهوداتِها
في نصرته والذَّوْدِ عن حَوْزَتِه.
- إن من
أوائل الأوامر الربانية التي نزلت في القرآن: الأمر بالنِّذارة وتبليغ الوحي
للخليقة، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر:
1، 2]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فواجبٌ علَى الأمةِ
أَنْ يُبلِّغُوا ما أُنْزلَ إليه ويُنْذِرُوا كما أَنْذَرَ. قَالَ تَعَالَى {فَلَوْلَا
نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا
قَوْمَهُمْ إذَا رَجَعُوا إلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} وَالْجِنُّ لَمَّا سَمِعُوا
الْقُرْآنَ {وَلَّوْا إلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ}. (2)
- والعمل
للدين هو سبيل النبي -صلى
الله عليه وسلم-
ومنهجه ومسلكه وكذلك سبيل اتباعه، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى
اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا
مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108]
قال ابن
القيم:
وَلَا يكون من أَتبَاع الرَّسُول على الْحَقِيقَة إِلَّا من دَعَا إِلَى الله على بَصِيرَة،
فسبيله وسبيل أَتْبَاعه الدعْوَة إِلَى الله، فَمن لم يدع إِلَى الله فَلَيْسَ على
سَبيله. (3)
قال ابن
كثير:
أي طريقه ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك، ويقين وبرهان، هو وكل من اتبعه، يدعو إلى ما دعا
إليه رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-
على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي. (4)
فعلينا
القيام بثلاثة أمور: الأول: أن
نجعل حياتنا تابعة لحياة النبي -صلى
الله عليه وسلم-.
الثاني:
أن
نقوم بجهد النبي -صلى
الله عليه وسلم-
بالدعوة إلى الله لعموم البشرية.
الثالث:
أن
نقيم الأمة على جهد النبي -صلى
الله عليه وسلم-
وهو الدعوة إلى الله، كما أقام النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة على ذلك من أول يوم.
(5)
- ألا يستطيع
المسلم أن يُبلغ عن الله تعالى آية أو حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو -رضي الله عنهما-
أَنَّ النَّبِيَّ -صلى
الله عليه وسلم-
قَالَ: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً). (6)
قال المعافى
النهرواني:
ولو آية، أي واحدة ليُسارع كلُّ سامعٍ إلى تبليغ ما وقع له من الآي ولو قلَّ، ليحصل
بذلك نقلُ جميع ما جاء به -صلى
الله عليه وسلم-.
(7)
قال ابن
القيم:
وتبليغُ سنته -صلى
الله عليه وسلم-
إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو، لأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس،
وأما تبليغ السنن فلا تقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم. (8)
- العمل
لدين الله أعظم وظيفة يصل إليها الإنسان
وإذا أردتَ
أن تعرف مقامَك فانظر أين أقامك، يقول سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا
إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:
33]
فلا أحبَّ عند الله من المسلم الذي يدعو الناس إلى ربهم،
ويحببهم إليه، ويردهم
إليه،
يقول الحسن البصري في هذه الآية: هذا حبيبُ الله، هذا وليُّ الله، هذا صفوةُ
الله،
هذا خِيرةُ الله، هذا أحبُّ أهل الأرض إلى الله،
أجابَ اللهَ في دعوته، ودعا الناسَ إلى ما أجاب الله فيه مِن دعوته، وعمل صالحا في
إجابته. (9)
فإن كلمة الدعوة هي أحسن كلمة تقال في الأرض، وتصعد في مقدمة
الكلم الطيب إلى السماء
- وعَنْ
أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ -رضي الله عنه- أن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ
فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ). (10)
- وعَنْ
سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
-رضي
الله عنه-
أن النَّبِيَّ -صلى
الله عليه وسلم-
قال لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-
حين بعثه إلى خَيْبر: (فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ
مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ). (11)
- وعن عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
-رضي
الله عنه-
عَنِ النَّبِيِّ -صلى
الله عليه وسلم-
قَالَ: (نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا،
فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ). (12)
فلا عذر لمسلم يستطيع خدمة دينه ثم يتقاعس عن ذلك أو يتخاذل، قال الغزالي: اعْلَمْ
أَنَّ كُلَّ قَاعِدٍ فِي بَيْتِهِ أَيْنَمَا كَانَ فَلَيْسَ خَالِيًا فِي هَذَا الزَّمَانِ
عَنْ مُنْكَرٍ مِنْ حَيْثُ التَّقَاعُدُ عَنْ إِرْشَادِ النَّاسِ وَتَعْلِيمِهِمْ وَحَمْلِهِمْ
عَلَى الْمَعْرُوفِ، فَأَكْثَرُ الناس جاهلون بالشرع في شروط الصلاة في البلاد فكيف
في القرى والبوادي، وواجب أن يكون في مَسْجِدٍ وَمَحَلَّةٍ مِنَ الْبَلَدِ فَقِيهٌ
يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ وَكَذَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ وَوَاجِبٌ عَلَى كل فقيه
أَنْ يَخْرُجَ إِلَى مَنْ يُجَاوِرُ بَلَدَهُ مِنْ أَهْلِ السواد ومن العرب والأكراد
وغيرهم ويعلمهم دينهم. (13)
- العمل
للدين وظيفة العمر
العمل للدين
ليس مؤقتا بوقت ولا محددا بزمان ولا مكان وإنما هو وظيفة العمر كلها، هذا نوح عليه
السلام يصف برنامجه في الدعوة إلى الله فيقول {رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا
وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا
دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا
ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ
جِهَارًا} [نوح: 5 - 8]
ماذا بقي من حياة نبي الله نوح؟ الليل والنهار،
العلن والإسرار، كل ذلك سخر للدعوة، كل ذلك سخر للرسالة آلف سنة إلا خمسين عاما. الحياة
كلها دعوة، ليل ونهار، علن وإسرار {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ
فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [العنكبوت: 14]
- ويظل نبي الله نوح عليه السلام يدعو إلى الله إلى
أن نام على فراش الموت، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ نَبِيَّ اللهِ نُوحًا لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ،
قَالَ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِنِّي مُوصِيكَ، فَقَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ، آمُرُكَ
باثْنَتَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَلَوْ
أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ وُضِعْنَ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتْ
لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،
وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً،
لقَصَمَتْهُنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأُوصِيكَ بِسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ،
فَإِنَّهَا صَلاَةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّركِ
وَالْكِبْرِ)، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ الشِّرك قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا
الْكِبْرُ؟ قَالَ: (أَنْ تُسَفِّهَ الْحَقَّ، وَتَغْمَصَ النَّاسَ). (14)
- وهذا
يعقوب عليه السلام
عندما ينزل به الموت بكرباته وشدته، إلا أن الدعوة إلى الله لا تتوقف قال تعالى: {أَمْ
كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ
مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 133]
- وهذا
رسول الله
-صلى الله
عليه وسلم-
يوصي أمته ويذكرهم وهو يعاين السكرات، فعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ آخِرُ كَلَامِ
النَّبِيِّ -صلى
الله عليه وسلم-:
(الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ). (15)
- العمل
للدين مستمر في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء
- هذا رسول
الله -صلى
الله عليه وسلم-
يحكي لنا نبيا من الأنبياء يدعو قومه إلى الله لينتشلهم من الضلال والعذاب، وهم مع
ذلك يضربوه حتي يسيل الدم من وجهه، فعن عَبْد اللَّهِ بن مسعود -رضي الله عنه-، قال: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى
النَّبِيِّ -صلى
الله عليه وسلم-
يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ
الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ).(16)
- وهذا
يوسف الصديق عليه السلام،
يعاني في السجن لوعة الغربة، وألم البعد، وقهر الظلم، يعاني كل هذه الآلام ويكابدها
في ظلمات السجن وثقل القيد، ولكن مع هذا كله لا ينسى أبدا دعوته وقضيته ورسالته، فإذا
به يحول السجن إلى مدرسة للتوحيد، مدرسة للدعوة {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ
مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ
دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا
إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
[يوسف: 39، 40]
- العمل
للدين ليس وقفا على فئة معينة
ومن أروع الأمثلة في ذلك؛ هذا الرجل الذي سبقه إلى القرية ثلاثةٌ من الرسل ليدعوهم
إلى الله، فقابلوهم بالتكذيب والإعراض، فلما علم بذلك لم يركن ولم يقل: لقد بلغهم الرسل
وقامت عليهم الحجة! وإنما جاء مسرعا لينذر قومه عاقبة تكذيبهم للرسل، فقتله قومه، فشكر
الله له سعيه فذكره في القرآن ليكون مثالا يحتذى في صدق الدعوة إلى الله: {وَجَاءَ
مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ
(20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ
لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ
آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا
وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ
فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ
(26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس: 20 - 27]
ثانيا: منهج السلف في حمل همِّ الدين
إنّ تحرك صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته في أقطار الأرض لَدَليلٌ على أن الشخصية التي
صاغها النبي -صلى الله عليه وسلم- هي الشخصية المتحركة للدين التي لا تعرف السكون أو الركون
إلى الدنيا.
فكان من أوائل اهتماماته -صلى الله
عليه وسلم- صِيَاغَةُ الشَّخصية الدعوية التي تحمل هَمَّ الدين وتبذُل
له؛ وكان أول من دعاه النبي -صلى الله عليه وسلم- للإسلام
هو أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-
- فلم يكن الصديق -رضي
الله عنه- حين أسلم عَالَةً على الدعوة وعِبْئَاً عليها، بل تحرك من
أول يوم ينشر هذا الدين حتى دخل بجهوده الدعوية في أول الأمر ستة من سادات قريش الشبان،
إضافةً إلى سعايته في فِكاك العبيد الذين أسلموا من أَسْر الرِّق.
لما علم أن الدعوة إلى الله تحتاج منه بعض المال، أتعرف ماذا فعل أبو بكر -رضي الله عنه-؟! جاء بكل ماله، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟) قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ. (17)
ولما راجعه عمر -رضي
الله عنه- في قتال مانعي الزكاة قَالَ: لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا لَجَاهَدْتُهُمْ
عَلَيْهِ؛ أَيَنْقُصُ الدين وَأَنا حَيّ؟. (18) ما
أعظمها مِن كلمة خرجت من قلب رجل عظيم.
- وهذا أبو هريرة -رضي
الله عنه- كان مشروعه حِفظ حديث رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- فلم يغادر الدنيا حتى تجاوزت محفوظاته خمسة آلاف حديث، فنفع
اللهُ به الأمة نفعا عظيما.
- وهذا ضمام بن ثعلبة -رضي
الله عنه- يأتي إلى رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- يقف يسأله عن أركان الإسلام، حتى إذا عرفها آمن بها ثم قال:
يا رسول الله: والله لا أزيد على هذه ولا أنقص. لكنه لا يرى أن العمل للدين داخل فيما
تحلل منه، ولكنه رآه داخلاً في واجب عليه، فإذا به ينقلب إلى قومه داعيًا إلى الله
يقول لهم: يا قومِ: بِئْسَتِ اللاتُ وَالْعُزَّى. فيظل بين ظهرانيهم حتى لا يبقى بيتٌ
من بيوتهم إلا دخله الإسلام، يقول ابن عباس -رضي
الله عنهما-: فَوَاللَّهِ مَا أَمْسَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَفِي حَاضِرِهِ
رَجُلٌ وَلا امْرَأَةٌ إِلاَّ مُسْلِمًا. قَالَ: فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ
كَانَ أَفْضَلَ مِنْ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ. (19)
- وهذا ربعي بن عامر -رضي
الله عنه- يرسله سعد بن أبي وقاص -رضي
الله عنه- قبل القادسية رسولا إلى رستم قائد الجيوش الفارسية، فيدخل
عليه فيسأله رستم: مَن أنتم وما جاء بكم؟ فيقول: اللهُ ابتعثنا لنخرج من شاء من
عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
(20)
- وهذا عمر بن عبد العزيز -رضي
الله عنه- يقول: يا ليتني عملتُ فيكم بكتاب الله وعملتم به فكلما عملت
فيكم بسنة وقع مني عضو حتى يكون آخر شيء منها خروج نفسي. (21)
وكما قال بعض السلف: وددتُ
أن الخلقَ كلهم أطاعوا الله وأن لحمي قُرِّض بالمقاريض.(22)
- وهذا مالك بن دينار، فعن جعفر بن سليمان قال: سمعت
مالك بن دينار يقول: لو استطعت ألا أنامَ لَمْ أَنَمْ مَخافةَ أن يَنـزِلَ العذابُ
وأنا نائم، ولو وجدت أعوانا لفرَّقْتُهم ينادون في سائر الدنيا: يا أيها الناس: النارَ
النارَ. (23)
وقال إبراهيم بن الأَشْعَث: كنا
إذا خرجنا مع الفُضيل بن عِياض في جنازة لا يزال يَعِظُ ويُذكّر ويبكي حتى لَكَأَنّه
يودّع أصحابه ذاهبا إلى الآخرة حتى يبلغَ المقابر. (24)
- وهذا سفيان الثوري يقول عن نفسه: إن كنتُ لأرى المنكر لا أستطيع تغييره فأبول
دماً.(25)
تفتت كبده حرقة على دين الله تعالى، إنه همُّ الدين إذا وافق
قلبا حيا
وعن شجاع بن الوليد قال:
كنت أخرج مع سفيان الثوري، فما يكاد لسانه يفتر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ذاهبا وراجعا. (26)
وكان الفقيه الواعظ أحمد الغزالي - شقيق
أبي حامد الغزالي رحمهما الله - كان يدخل القرى والضِّياع ويعظ لأهل البوادي تقربـا
إلى الله. (27)
- نماذج من المعاصرين
- على سبيل المثال الألباني -رحمه الله- مشروعه لا
يغيب عن ذاكرة أيّ إنسان في عصرنا الحاضر، مشروعه تحقيق الحديث النبوي، فكان مجدد علم
الحديث في هذا العصر بشهادة مَن عاصره من العلماء ومَن جاء بعده، فقام بعمل عملي ضخم
لا تقوم به كتيبة من العلماء.
- وهذا عبد الرحمن السّميط (رجلٌ بأمة) طبيب كويتيّ، أراد
أن يكون مشروعه الخاصّ الدعوة إلى الله، فأوقف حياته لذلك
إنجازاته: أسس جمعية العون المباشر (مسلمي أفريقيا سابقا).
أسلم على يده أكثر من 11 مليون شخص في أفريقيا، بعد أن قضى
أكثر من 29 سنة ينشر الإسلام في القارة السوداء، في حوالي 40 دولة
- بناء ما يقارب
من 5700 مسجد، ورعاية 15000 يتيم، وحفر حوالي 9500 بئراً ارتوازية في أفريقيا.
- إنشاء 860 مدرسة، و 4 جامعات، و204 مركز إسلامي.
- قام ببناء 124 مستشفى ومستوصفاً، و840 مدرسة قرآنية.
- دفع رواتب شهرية لـ 3288 داعية ومعلماً.
- توزيع أكثر من 51 مليون نسخة من المصحف الشريف.
- طبع وتوزيع 6 ملايين كتيب إسلامي بلغات أفريقية مختلفة.
وأنتَ أيها المسلم: دعني أسألك: ماذا قدمتَ لدينك؟ كم ساعة
تبذلها من وقتك لأجل دينك؟! ما مشروعك الذي تودّ أن تخدم به دينَك وتدخل به الجنة غدًا
بإذن الله تعالى؟!
ثالثا: الواقع الذي نحياه و ما تعاني الأمة منه اليوم
لقد مرِضَ
المسلمون اليومَ بالتدينِ السلبيِ الجامدِ الهامد الذي لا يقدمُ ولا يؤخر، يظن أحدهم
أنه متى صلى ركعتين فقد سبق إلى ما لم يصل إليه أحد، ولا يعنيه حال أمته، ولا يبذل
أيّ جهد في تغيير واقع المسلمين، وربما لم يخطر ذلك بباله، فأيّ دين هذا؟
يقول ابن
القيم
يصف لنا هذه الفئة من الناس: وأيُّ دينٍ وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك
وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت
اللسان؟ شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء
الذين إذا سَلِمَتْ لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين؟ ، وخيارهم
المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد
واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه. وهؤلاء - مع سقوطهم من عين الله
ومقت الله لهم - قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب؛
فإنه القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى، وانتصاره للدين أكمل.(28)
وتكلم يحيى
بن معاذ الرازي
يوما في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقالت له امرأة: هذا واجب قد وُضع
عنّا، فقال: هَبي أنه قد وُضع عنكن سلاح اليد
واللسان، فلم يُوضع عنكن سلاح القلب، فقالت: صدقتَ
جزاك الله خيرا.(29)
وسئل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن ميتِ الأحياء، فقال: الذي
لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه.(30)
رابعا: أهل الباطل والدعوة إلى الباطل
إذا كان أهل الباطل يدعون إلى باطلهم فيجب أن يسعى أهل الحق
لنصرة ذلك الحق بالدعوة إليه والذب عنه. قال جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ
حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال:
36].
فاليهود يسعون إلى تهويد العالم، والنصارى
يسعون إلى تنصير العالم بكل قوة وجدٍّ ونشاط
يقول د. عبد الودود شلبي في كتابه
"في محكمة التاريخ": أذكر أنني ترددت كثيرًا جدًّا على مركز من مراكز إعداد
المبشرين في مدريد، وفي فناء المبنى الواسع وضعوا لوحة كبيرة كتبوا عليها: "أيها
المبشر الشاب: نحن لا نعدك بوظيفة أو عمل أو سكن أو فراش وثير، إننا ننذرك بأنك لن
تجد في عملك التبشيري إلا التعب والمرض، كل ما نقدمه إليك هو العلم والخبز وفراش خشن
في كوخ فقير، أجرك كله ستجده عند الله إذا أدركك الموت، وأنت في طريق المسيح كنت من
السعداء".
وهذه الكلمات حرَّكت كثيرًا من جند الشيطان المبشرين
بالنيران، من حملة الشهادات في الطب والجراحة والصيدلة وغيرها من التخصصات للذهاب إلى
الصحاري القاحلة التي لا توجد فيها إلا الخيام، والمستنقعات المليئة بالنتن والميكروبات،
والمكوث هناك السنين الطوال دون راتب، ودون منصب، ولو أراد أحدهم العمل بمؤهله لربح
مئات الآلاف من الدولارات، ولكنه ضحى بكل هذا من أجل الباطل الذي يعتقد صحته.(31)
- وهذ قصة يرويها أحد الدعاة إلى الله عندما
ذهب لأدغال أفريقيا. . غابة صغيرة مليئة بالهوام. . والوحوش. . وعدد السكان قليل وقد
ألمَّ بهم الجوع والفقر والأمراض والأوبئة. . في هذه الغابة قصر صغير به عجوز قد ضعف
بصرها. . تعيش بمفردها. . فلما سئل عنها. قالوا: هذه العجوز مكثت هُنا قُرابة (35)
عامًا. . لنشر الدعوة إلى النصرانية. . فلِمَ كل هذا؟! وما هذا الصبر؟! صبرت على الجوع
والأمراض والفقر لتعيش في تلك الغابة المُخيفة من أجل نشر الباطل. ويبقى السؤال. .
الذي نقف حيارى أمامه: أليس هذا الدين أولى بالنشر والتمكين. . لاسيما أنه الحق المبين.(32)
ويحكى بعض الشباب المسلمين في
"ألمانيا" أنه منذ الصباح الباكر ينتشر دعاة فرقة "شهود يهوه"
في الشوارع وينطلقون إلى البيوت، ويطرقون الأبواب للدعوة إلى عقيدتهم، فجاءت فتاة ألمانية
منهم طرقت بابه في السادسة صباحًا، فلما علم أن غرضها دعوته إلى عقيدتها، بيَّن لها
أنه مسلم، وأنه ليس في حاجة إلى أن يستمع منها، فظلت تجادله وتلح عليه أن يمنحها ولو
دقائق "من أجل المسيح"! فلما رأى إصرارها أوصد الباب في وجهها، ولكنها أصرت
على تبليغ عقيدتها، ووقفت تخطب أمام الباب المغلق قرابة نصف ساعة تشرح له عقيدتها،
وتغريه باعتناق دينها! ! فما بالنا معشر المسلمين يجلس الواحد منا شبعان متكئًا على
أريكته، إذا طُلِب منه نصرة دين الحق، أو كلف بأبسط المهام، أو عوتب لاستغراقه في اللهو
والترفيه، انطلق كالصاروخ
مرددًا قوله -صلى الله عليه وسلم- (يا
حنظلة ساعة وساعة) كأنه لا يحفظ من القرآن والسنة غيره.(33)
خامسا وأخيرا: ما يجب علينا
إن الطاقة موجودة تحتاج إلى توظيف، والقوى كامنة تحتاج إلى
تحريك، وصدق النية أيضًا موجود، ولكن نحتاج إلى عزيمة وهمّ يخرج للوجود.
- ولنعلم أن ما كان مستحبًا بالأمس من البذل والعطاء لهذا
الدين أصبح اليوم واجبًا، وما كان بالأمس فرضًا على الكفاية أصبح اليوم فرض عين على
كل مسلم، وكلٌّ بحسب قدرته وإمكاناته ومواهبه التي حباه الله عز وجل بها.
وهذه بعض المفاتيح لخدمة الدين والعمل له
1- التزامك بشرع
الله وتربية أولادك على الإسلام مِن أعظم النصرة للدين.
2- الدعوة إلى الله
تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالضوابط الشرعية.
3- تعلُّم الدين
وتعليمه للناس من خلال الدروس العلمية والدورات التأهيلية.
4- الاهتمام بقضايا
المسلمين في كل مكان، وتعريف الناس بها وبحقيقتها
5- رعاية الأيتام
والفقراء والمساكين وكفالتهم.
6- تفوقك الدراسي،
وذلك مِن أجل تقدم أمة الإسلام: اقتصاديًا، وسياسيًا، وعلميًا
7- خدمة المسلمين
في مكان عملك، والبعد عن الحرام؛ سواءً كنت موظفًا أو عاملاً
8- الدعاء
والتضرع إلى الله أن ينصر المسلمين ويعزهم، وهذا عمل لا يعجز عنه أحد
9- إعلان عن درس علم أو محاضرة نافعة، أو دورة علمية، نصرة
لدين الله
والمرأة كذلك لها دور؛ فلا بد أن تعيش قضايا أمتها فهي ليست
بمعزل عن العمل للإسلام ونصرته، فمن أدوارها:
1- التزامها بشرع الله وخاصة فريضة الحجاب، وأن تكون أسوة
وقدوة لغيرها في حسن الخلق، وحسن الأدب والحياء.
2- تربية أولادها
على الإسلام.
3- دفع زوجها وأولادها
وحثهم على طاعة الله والعمل لدين الله.
4- تهيئة البيت
لزوجها وأولادها للعمل والبذل، "فزوجة الداعية الجندي المجهول".
5- ألا تُرهق زوجها
بالمطالب والمصاريف حتى لا تشغله عما هو أهم.
ثم أخيرا: حقيق بأهل العلم
والإيمان أن يضاعفوا جهودهم في الدعوة إلى الله سبحانه وإرشاد العباد إلى أسباب النجاة
وتحذيرهم من أسباب الهلاك ولا سيما في هذا العصر الذي غلبت فيه الأهواء وانتشرت فيه
المبادئ الهدامة والشعارات المضللة وقلّ فيه دعاة الهدى وكثُر فيه دعاة الإلحاد والإباحية؛
فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
---
(1) تفسير ابن كثير (2/ 103)
(2) مجموع الفتاوى (16/ 327)
(3) رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه (ص: 21)
(4) تفسير ابن كثير (4/ 422)
(5) موسوعة فقه القلوب للتويجري (3/ 2277)
(6) رواه البخاري (3461)
(7) فتح الباري لابن حجر (6/ 498)
(8) جلاء الأفهام (ص: 415)
(9) تفسير ابن كثير (7/ 180)
(10) رواه مسلم (1893)
(11) رواه البخاري (2942)
(12) رواه الترمذي (2658) وابن ماجه (232) وصححه الألباني في
مشكاة المصابيح (1/ 78)
(13) إحياء علوم الدين (2/ 342)
(14) رواه أحمد (2/ 170) والبخاري في الأدب المفرد (548)
والطبراني (13655) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 259)
(15) رواه أبو داود (5156) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 847)
(16) رواه البخاري (3477) ومسلم (1792)
(17) رواه أبو داود (1678) من حديث عمر -رضي الله عنه-،
وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (3/ 1700)
(18) رواه رزين. راجع مشكاة المصابيح (3/ 1701) والرياض
النضرة في مناقب العشرة لأبي العباس الطبري (1/ 147)
(19) رواه أحمد (1/ 264) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود
(2/ 391)
(20) البداية والنهاية ط هجر (9/ 622)
(21) غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (1/ 47)
(22) إحياء علوم الدين (4/ 349)
(23) الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 259)
(24) حلية الأولياء (8/ 84)
(25) سير أعلام النبلاء (7/ 243)
(26) سير أعلام النبلاء (7/ 259)
(27) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (6/ 62)
(28) إعلام الموقعين عن رب العالمين (2/ 121)
(29) إعلام الموقعين عن رب العالمين (2/ 120)
(30) إحياء علوم الدين (2/ 311)
(31) علو الهمة (ص: 296)
(32) موسوعة الكتيبات الإسلامية (540/ 5)
(33) علو الهمة (ص: 296)