أثر الإيمان بأسماء الله وصفاته
إن أجلّ المقاصد وأنفع العلوم: العلم بمعاني أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، فإن التعرّف على الله تعالى من خلال تعلم أسمائه وصفاته يورث العبد محبة الله وخشيته، ويوجب له تعظيمه وإجلاله. قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ ). (1) وفي رواية: ( لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرَ ). (2) والحفظ والإحصاء يكون بمعرفتها لفظاً ومعنى والقيام بحقها والدعاء بها.
قال ابن القيم -رحمه الله- : في بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة، وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح
المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها
المرتبة الثانية: فهم معانيها، ومدلولها
المرتبة الثالثة: دعاؤه بها كما قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) وهو مرتبتان:
أحدهما: دعاء ثناء وعبادة.
والثاني: دعاء طلب ومسألة، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وكذلك لا يسأل إلا بها، فلا يقال: يا موجود، أو يا شيء أو يا ذات اغفر لي وارحمني، بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب، فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الاسم. (3)
ولنا مع هذا الموضوع المهم عدة محاور ووقفات:
- المحور الأول: خطورة الجهل بالله وأسمائه وصفاته
مع أهمية هذا الجانب وجلالة قدره، إلا أنك تلحظ غفلة عنه، وتقصيرا في معرفة وتعلم أسماء الله وصفاته، وإهمال التعبّد والدعاء بها، وضعف الالتفات إلى ما تقتضيه هذه الأسماء الحسنى من الآثار والثمرات؛ قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [الزمر: 67]
قال شيخ الإسلام -رحمه الله- : الجهل بالله سُمٌّ مُهلك. (4)
وَفِى الجهلِ قَبْلَ الموْتِ مَوْتٌ لأَهْلِه. . . وَأَجْسَامُهُمْْ، قَبْلَ القُبُورِ، قُبُورُ
وَأَرْوَاحُهُمْ في وَحْشَةٍ مِنْ جُسُومِهم. . . وَلَيْسَ لَهُمْ حَتَّى النُّشُورِ نُشُورُ
1- أجهل الناس من لم يعرف ربه
كل إنسان يستنكف أن ينسب إلى الجهل أو يقال له يا جاهل!. . . تخيل إنسانا لا يعرف أباه ولا يعرف صفاته ولا أسمائه، فما بالك بمن جهل ربه؟!
لو توصل الإنسان إلى أعلى درجات العلم الدنيوي ولم يتعرف على ربه فهو أجهل الناس
قال ابن القيم -رحمه الله- : لو عرف العبدُ كلَّ شيء ولم يعرف ربه، فكأنه لم يعرف شيئا. (5)
2 - الجهل بالله سبب كل جريمة على وجه الأرض
إنَّ أغلظ الحجب عن الله هو الجهل به؛ فالمرء عدو ما يجهل، فمن لا يعرفون الله يكرهونه، من لا يعرفون الله يعبدون الشيطان من دونه
قَالَ بشر الحافي: لو فكّر النَّاس فِي عَظمَة الله مَا عصوه. (6)
- فما كفر مَن كفر إلا لجهله بالله
- وما ضل من ضل إلا لجهله بالله
- وما قصَّر من قصَّر، ولا أعرض من أعرض، ولا انتكس من انتكس إلا لجهله بالله
- وما عصى من عصى، ولا تجرأ متجرأ، ولا حارب الله من حاربه إلا لجهله بالله، قال تعالى: { مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحج: 74]
3- الجهل بالله أظهر دليل على موت القلب وفساده
قال ابن القيم -رحمه الله- : القلب الميت الذى لا حياة به، هو قلب مَن لا يعرف ربه، ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقف مع شهواته ولذاته؛ ولو كان فيها سخط ربه وغضبه.(7)
المحور الثاني: أهمية العلم بأسماء الله وصفاته
1- العلم بأسماء وصفاته أشرفُ العلوم وأفضلُها وأعلاها مكانةً وأجلُّها شأناً، وشرف العلم وفضلُه من شرف معلومه، ولا أشرف وأفضل من العلم بالله وأسمائه وصفاته الواردة في الكتاب والسنة، ولهذا فإنَّ الاشتغال بفهمه والعلم به والبحث عنه اشتغال بأشرف المطالب وأجلِّ المقاصد.
قال ابن القيم -رحمه الله- : العلم بِاللَّه وأسمائه وَصِفَاته هُوَ أشرف الْعُلُوم على الإطلاق وَهُوَ مَطلُوب لنَفسِهِ ومُرَاد لذاته قَالَ الله تَعَالَى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12] فَهَذَا الْعلم هُوَ غَايَة الْخلق الْمطلُوبَة. (8)
وقال -رحمه الله- : شرف الْعلم تَابع لشرف معلومه لوثوق النَّفس بأدلة وجوده وبراهينه ولشدة الْحَاجة إِلَى مَعْرفَته وَعظم النَّفْع بهَا وَلَا ريب أنَّ أجلَّ مَعْلُوم وأعظمه وأكبره هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ رب الْعَالمين.(9)
2- أول فرض على العباد توحيد الله، ولا يتم إلا بالعلم بالله وأسمائه وصفاته
أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الْعَبِيدِ. . . مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ(10)
يقول قوام السنة الأصفهاني -رحمه الله- : قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: أَوَّلُ فَرْضٍ فَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ مَعْرِفَتُهُ فَإِذَا عَرَفَهُ النَّاسُ عَبَدُوهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَاعْلَم أَنه لَا إِلَه إِلَّا الله}. فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَعْرِفُوا أَسْمَاءَ اللَّهِ وَتَفْسِيرَهَا فَيُعَظِّمُوا اللَّهَ حَقَّ عَظَمَتِهِ.
قَالَ: وَلَوْ أَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَتَزَوَّجَ إِلَى رَجُلٍ أَوْ يُزَوِّجُهُ أَوْ يُعَامِلُهُ طَلَبَ أَنْ يَعْرِفَ اسْمَهُ وَكُنْيَتَهُ، وَاسْمَ أَبِيهِ وَجَدِّهِ، وَسَأَلَ عَنْ صَغِيرِ أَمْرِهِ وكبيره، فَالله الَّذِي خلقنَا ورزقنا وَنحن نرجوا رَحْمَتَهُ وَنَخَافُ مِنْ سَخَطِهِ أَوْلَى أَنْ نَعْرِفَ أَسْمَاءَهُ وَنَعْرِفَ تَفْسِيرَهَا. (11)
3- العلم بأسماء الله وصفاته هو أساس الإسلام وقاعدة الإيمان
يقول ابن القيم -رحمه الله- : لَا يَسْتَقِرُّ لِلْعَبْدِ قَدَمٌ فِي الْمَعْرِفَةِ - بَلْ وَلَا فِي الْإِيمَانِ - حَتَّى يُؤْمِنَ بِصِفَاتِ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ، وَيَعْرِفَهَا مَعْرِفَةً تُخْرِجُهُ عَنْ حَدِّ الْجَهْلِ بِرَبِّهِ، فَالْإِيمَانُ بِالصِّفَاتِ وَتَعَرُّفُهَا: هُوَ أَسَاسُ الْإِسْلَامِ، وَقَاعِدَةُ الْإِيمَانِ، وَثَمَرَةُ شَجَرَةِ الْإِحْسَانِ، فَمَنْ جَحَدَ الصِّفَاتِ فَقَدْ هَدَمَ أَسَاسَ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَثَمَرَةَ شَجَرَةِ الْإِحْسَانِ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْعِرْفَانِ.(12)
ويقول الشيخ السعدي -رحمه الله- : حقيقة الإيمان، أن يعرف الرب الذي يؤمن به، ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته، حتى يبلغ درجة اليقين، وبحسب معرفته بربه يكون إيمانه، فكلما ازداد معرفة بربه ازداد إيمانه وكلما نقص، نقص. وأقرب طريق يوصله إلى ذلك، تدبر صفاته وأسمائه من القرآن. (13)
4- تمام العبادة وكمالها متوقف على معرفة الله
قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]
قال الشيخ السعدي -رحمه الله- : تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم. (14)
5- مدار القرآن على ذكر أسماء الله وصفاته وآثارها
القرآنُ كلّه يدعو الناسَ إلى النظر في صفات الله وأفعالِه وأسمائه؛ قال شيخ الإسلام -رحمه الله- : القرآن فيه من ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله أكثر مما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة. (15)
6- فاضل الله تعالى بين آيات القرآن وسوره لما احتوته من ذكر أسمائه وصفاته
قال شيخ الإسلام -رحمه الله- : الآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته أعظم قدرا من آيات المعاد، فأعظم آية في القرآن آية الكرسي المتضمنة لذلك؛ كما في حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه- ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ ) قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ( يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ ) قَالَ: قُلْتُ: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}. قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: (وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ ). (16)
وأفضل سور القرآن سورة أم القرآن، كما في حديث أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى -رضي الله عنه- ، أنه قال: قَالَ لِي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي القُرْآنِ، قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ. . . . قَالَ: {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ}. هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ ). (17)
وقد ثبت في الصحيح عنه -صلى الله عليه وسلم- من غير وجه أن: {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن. (18)
وثبت في الصحيح أنه بشر الذي كان يقرأها ويقول: إني لأحبها لأنها صفة الرحمن: بأن الله يحبه(19)؛ فبين أن الله يحب من يحب ذكر صفاته سبحانه وتعالى، وهذا باب واسع. (20)
المحور الثالث: ثمرات معرفة الله تعالى والعلم بأسمائه وصفاته
1- أطيب ما في الدنيا
قال ابن القيم -رحمه الله- : ما طابت الدنيا إلا بمعرفة الله ومحبته، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته. (21)
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله- : مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها؟ قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله تعالى ومعرفته وذكره. (22)
2- على قدر علم العبد بربه على قدر خشيته له
قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]
وهذا ما يسمى بهيبة الجلال، فإنها متعلقة بذات الله وصفاته، وكلما كان عبده به أعرف وإليه أقرب، كانت هيبته وإجلاله في قلبه أعظم، وهي أعلى من درجة خوف العامة. (23)
وقال أحمد بن عاصم: من كان بالله أعرف كان له أخوف. (24)
قال ابن القيم -رحمه الله- : كلما كان العبد بالله أعرف كان له أشد خشية، وكلما كان به أجهل كان أشد غرورا به وأقل خشية. (25)
وها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ تقول عَائِشَة -رضي الله عنها- : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَمَرَهُمْ، أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ، قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: ( إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا ).(26)
3- من كان لله أعرف كان له أشد وأكثر حبا
قال ابن القيم -رحمه الله- : كل من عرف الله أحبه، وأخلص العبادة له ولا بد، ولم يؤثر عليه شيئا من المحبوبات، فمن آثر عليه شيئا من المحبوبات فقلبه مريض. (27)
قال ابن القيم -رحمه الله- : من كان بالله سبحانه وأسمائه وصفاته أعرف، وفيه أرغب، وله أحب، وإليه أقرب وجد من الحلاوة في قلبه ما لا يمكن التعبير عنه، ومتى ذاق القلب ذلك لم يمكنه أن يقدم عليه حبا لغيره، وكلما ازداد له حبا ازداد له عبودية وذلا، وخضوعا ورقا له، وحرية عن رق غيره. (28)
قال الشيخ السعدي -رحمه الله- : معرفة الله تعالى تدعو إلى محبتهوخشيته، وخوفه ورجائه، وإخلاص العمل له، وهذا عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله، إلا بمعرفة أسمائه وصفاته، والتفقه في فهم معانيها. (29)
4- حظ العبد من السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة على قدر معرفته بربه وطاعته له
قال شيخ الإسلام: العبد نجاتُه وسعادته في أن يعرف ربّه، ويُحبّه، ويُثني عليه. (30)
5- من عرف الله رضي به ربا ومن رضي بالله ربا ذاق طعم الإيمان
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ -رضي الله عنه- ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ( ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا ). (31)
قال ابن القيم -رحمه الله- : كلما كان العبد بالله أعرف كان به أرضى فقضاء الرب سبحانه في عبده دائر بين العدل والمصلحة والحكمة والرحمة لا يخرج عن ذلك البتة كما قال في الدعاء المشهور ( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك ). (32)
6- معرفة الله والعلم بأسمائه وصفاته توجب للعبد دوام ذكره لربه
قال ابن القيم -رحمه الله- : كلما كَانَ العَبْد بِالله أعرف كَانَ ذكره غير ذكر الغافلين اللاهين، وَفرق بَين من يذكر صِفَات محبوبه الَّذِي قد ملك حبه جَمِيع قلبه ويثني عَلَيْهِ وَبهَا ويمجده بهَا وَبَين من يذكرهَا لفظا لَا يدْرِي مَا مَعْنَاهُ لَا يُطَابق فِيهِ قلبه لِسَانه. (33)
7- لا صلاح للقلوب إلا بمعرفة باريها
قال ابن رجب -رحمه الله- : لا صلاحَ للقلوبِ حتَّى تستقرَّ فيها معرفةُ اللَّهِ وعظمتُه ومحبّتهُ وخشيتُهُ ومهابتُه ورجاؤه والتوكلُ عليه، وتمتلئ مِنْ ذلك، وهذا هو حقيقةُ التوحيدِ، وهو معنى "لا إله إلا اللَّهُ "، فلا صلاحَ للقلوبِ حتَّى يكونَ إلهُها الذي تألهُه وتعرفُه وتحبه وتخشاه هو اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ. (34)
قال ابن تيمية -رحمه الله- : صلاح القلب في أن يحصل له وبه المقصود الذي خلق له من معرفة الله ومحبته وتعظيمه، وفساده في ضد ذلك، فلا صلاح للقلوب بدون ذلك قط.(35)
8- معرفة الله هي أعظم دوافع خشوع القلب وخضوعه لله
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- : أصلُ الخشوع الحاصلُ في القلبِ، إنَّما هوَ من معرفةِ اللَّه، ومعرفةِ عظمتِهِ وجلاِلهِ وكمالِهِ، فمن كانَ باللَّه أعرفَ كانَ له أخشعَ.
وتتفاوتُ القلوبُ في الخشوع بحَسبِ تفاوُتِ معرفَتِهَا لمن خشعت.
وبحسبِ تفاوتِ مشاهدةِ القلوبِ للصفاتِ المقتضيةِ للخشوع، فمِنْ خاشع لقوةِ مُطالعتهِ قُربَ اللَّهِ من عبدِهِ واطَلاعِهِ على سِرِّه وضميرِه المقتضي للاستحياءِ من اللَّهِ تعالى ومراقبتهِ في الحركاتِ والسكناتِ، ومن خاشع لمطالعتِه لجلالِ اللَّه وعظمتهِ وكبريائهِ المقتضي لهيبتهِ، ومن خاشعِ لمطالعتهِ لكمالهِ وجمالهِ المقتضِي للاستغراقِ في محبتهِ والشوقِ إلى لقائهِ ورويتهِ، ومن خاشع لمُطالعتهِ شدَّةَ بطشِه وانتقامِه وعقابِه المقتضِي للخوفِ منهُ. (36)
10- معرفة الله أعظم سبيل للاستقامة على طريق الله
قال ابن رجب -رحمه الله- : متى استقامَ القلب على معرفةِ اللهِ، وعلى خشيتهِ، وإجلالهِ. ومهابتهِ، ومحبتهِ، وإرادتهِ، ورجائهِ، ودعائهِ، والتوكُّلِ عليه، والإعراضِ عما سِواه، استقامت الجوارحُ كلُّها على طاعتهِ. (37)
11- لذة النظر إلى الله سبحانه هي ثمرة معرفته وعبادته في الدنيا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : أعظم لذات الآخرة لذة النظر إلى الله سبحانه، وهو ثمرة معرفته وعبادته في الدنيا؛ فأطيب ما في الدنيا معرفته وأطيب ما في الآخرة النظر إليه سبحانه. (38)
قال ابن القيم -رحمه الله- : لذة النظر إليه سبحانه تابعة لمعرفة العباد بربهم ومحبتهم له، فإن اللذة تتبع الشعور والمحبة. فكلما كان المحب أعرف بالمحبوب، وأشد محبة له كان التذاذه بقربه ورؤيته ووصوله إليه أعظم. (39)
قال ابن الجوزي مبينا أن المحبة تتفاوت على قدر العلم والمعرفة: من لم يُشَاهد جمال يُوسُف لم يعلم مَا الَّذِي ألم قلب يَعْقُوب. (40)
من لم يبت والحب حشو فؤاده. . . لم يدر كيف تفتت الأكباد
المحور الرابع: كيف نتعبد الله بأسمائه وصفاته؟
المقصود بالتعبد بأسماء الله تعالى وصفاته: تحقيق العلم بها ابتداءً، وفقه معاني أسمائه وصفاته، وأن يعمل بها، فيتصف بالصفات التي يحبها الله تعالى: كالعلم، والعدل، والصبر، والرحمة. . ونحو ذلك، وينتهي عن الصفات التي يكرهها له تعالى من عبيده مما ينافي عبوديتهم لله تعالى، كالصفات التي لا يصح للمخلوق أن يتصف بها كالكبر والعظمة والجبروت. . . فيجب على العبد إزاءها الإقرار بها والخضوع لها. (41)
قال ابن بطّال -رحمه الله- : طريق العمل بها ( أي أسماء الله ): أن الذي يسوغ الاقتداء به فيها كالرحيم والكريم: فإن الله يحب أن يرى حالاها على عبده، فليمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها، وما كان يختص بالله تعالى كالجبار والعظيم: فيجب على العبد الإقرار بها، والخضوع لها، وعدم التحلي بصفة منها، وما كان فيه معنى الوعد: نقف منه عند الطمع والرغبة، وما كان فيه معنى الوعيد: نقف منه عند الخشية والرهبة. (42)
ويقول ابن تيمية -رحمه الله- : إن من أسماء الله تعالى وصفاته ما يُحمد العبد على الاتصاف به كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك، ومنها ما يذم العبد على الاتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبر، وللعبد من الصفات التي يُحمد عليها ويؤمر بها ما يمنع اتصاف الربّ به كالعبودية والافتقار والحاجة والذل والسؤال ونحو ذلك. (43)
وقال ابن القيم -رحمه الله- : لما كان سبحانه يحبّ أسماءه وصفاته: كان أحبّ الخلق إليه من اتصف بالصفات التي يحبها، وأبغضهم إليه: من اتصف بالصفات التي يكرهها، فإنما أبغض من اتصف بالكبر والعظمة والجبروت؛ لأن اتصافه بها ظلم، إذ لا تليق به هذه الصفات ولا تحسن منه؛ لمنافاتها لصفات العبيد، وخروج من اتصف بها من ربقة العبودية، ومفارقته لمنصبه ومرتبته، وتعديه طوره وحدّه، وهذا خلاف صفة العلم والعدل والرحمة والإحسان والصبر والشكر، فإنها لا تنافي العبودية، بل اتصاف العبد بها من كمال عبوديته، إذ المتصف بها من العبيد لم يتعدّ طوره، ولم يخرج بها من دائرة العبودية. (44)
درجات ومراتب التعبد بأسماء الله وصفاته
التعبد بالأسماء والصفات الحسنى درجات ومراتب، وكلما زاد علم العبد بالله تعالى ارتفع في درجة التعبد، وأكمَلُ الناس عبوديّةً المتعبِّد بجميع الأسماء والصفاتِ
قال ابن القيم -رحمه الله- : أكمل الناس عبودية المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر، فلا تحجبه عبودية اسم عن عبودية اسم آخر، كمن يحجبه التعبد باسمه القدير عن التعبد باسمه الحليم الرحيم، أو يحجبه عبودية اسمه المعطي عن عبودية اسمه المانع، أو عبودية اسمه الرحيم والعفو والغفور عن اسمه المنتقم، أو التعبد بأسماء التودد، والبر، واللطف، والإحسان عن أسماء العدل، والجبروت، والعظمة، والكبرياء ونحو ذلك.
وهذه طريقة الكُمَّل من السائرين إلى الله، وهي طريقة مشتقة من قلب القرآن، قال الله تعالى {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}. والدعاء بها يتناول دعاء المسألة، ودعاء الثناء، ودعاء التعبد، وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها، ويأخذوا بحظهم من عبوديتها. وهو سبحانه يحب موجب أسمائه وصفاته.(45)
أعظم أنواع المعرفة: معرفة الله تعالى بجلاله وجماله وكماله
قال ابن القيم -رحمه الله- : من أعز أَنْوَاع الْمعرفَة معرفَة الرب سُبْحَانَهُ بالجمال وَهِي معرفَة خَواص الْخلق وَكلهمْ عرفه بِصفة من صِفَاته وأتمهم معرفَة من عرفه بِكَمَالِهِ وجلاله وجماله سُبْحَانَهُ لَيْسَ كمثله شَيْء فِي سَائِر صِفَاته وَلَو فرضت الْخلق كلهم على أجملهم صُورَة وَكلهمْ على تِلْكَ الصُّورَة ونسبت جمَالهمْ الظَّاهِر وَالْبَاطِن إِلَى جمال الرب سُبْحَانَهُ لَكَانَ أقل من نِسْبَة سراج ضَعِيف إِلَى قرص الشَّمْس وَيَكْفِي فِي جماله أَنه لَو كشف الْحجاب عَن وَجهه لأحرقت سُبْحَاته مَا انْتهى إِلَيْهِ بَصَره من خلقه وَيَكْفِي فِي جماله أَن كل جمال ظَاهر وباطن فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَمن آثَار صَنعته فَمَا الظَّن بِمن صدر عَنهُ هَذَا الْجمال.(46)
المحور الخامس: ثمرات التعبد بأسماء الله وصفاته (47)
- الظفر بمعية الله ومحبته
قال ابن القيم -رحمه الله- : وَمَنْ وَافَقَ اللَّهَ فِي صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ قَادَتْهُ تِلْكَ الصِّفَةُ إِلَيْهِ بِزِمَامِهِ، وَأَدْخَلَتْهُ عَلَى رَبِّهِ، وَأَدْنَتْهُ مِنْهُ، وَقَرَّبَتْهُ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَصَيَّرَتْهُ مَحْبُوبًا، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ رَحِيمٌ يُحِبُّ الرُّحَمَاءَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكُرَمَاءَ، عَلِيمٌ يُحِبُّ الْعُلَمَاءَ، قَوِيٌّ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْقَوِيَّ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، حَتَّى يُحِبَّ أَهْلَ الْحَيَاءِ، جَمِيلٌ يُحِبُّ أَهْلَ الْجَمَالِ، وَتْرٌ يُحِبُّ أَهْلَ الْوَتْرِ.(48)
- حسن الخلق وسلامة السلوك
التعبد بأسماء الله تعالى وصفاته له آثاره الطيبة في حسن الخلق وسلامة السلوك، كما أن تعطيل أسماء الله تعالى وصفاته لا ينفك عن مساوئ الأخلاق ورديء السلوك.
ومثال ذلك: أن القدرية النفاة لما كانوا ينفون علم الله تعالى المحيط بكل شيء، ويزعمون أن العبد يخلق فعله نفسه، فالخير هو الذي أوجده العبد وفَعَله على حدّ زعمهم، ودخوله الجنة عوض عمله، فأورثهم ذلك غروراً وعُجباً. قال أبو سليمان الداراني -رحمه الله- : كَيْفَ يَعْجَبُ عَاقِلٌ بِعَمَلِهِ وَإِنَّمَا يُعَدُّ الْعَمَلُ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ، إِنَّمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْكُرَ وَيَتَوَاضَعَ، وَإِنَّمَا يَعْجَبُ بِعَمَلِهِ الْقَدَرِيَّةُ. (49)
- السلامة من الآفات والأمراض
والتعبد بأسماء الله تعالى وصفاته سبب رئيس في السلامة من الآفات: كالحسد، والكبر، كما قال ابن القيم -رحمه الله- : لو عرف العبد ربّه بصفات الكمال ونعوت الجلال، لم يتكبر ولم يحسد أحداً على ما آتاه الله؛ فإن الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله؛ فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله، ويحب زوالها عنه والله يكره ذلك، فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته. (50)
- الرضا والتسليم لما قضاه الله شرعا وقدرا
والتعبد بأسماء الله تعالى وصفاته يثمر الموقف الصحيح تجاه ما قضاه الله شرعا وقدرا، فإن الإنسان ظلوم جهول، والله تعالى بكل شيء عليم، وهو سبحانه حَكَمٌ عدْل، ولا يظلم تعالى أحداً، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]
يقول ابن القيم -رحمه الله- : من صحت له معرفة ربه والفقه في أسمائه وصفاته علم يقيناً أن المكروهات التي تصيبه والمحن التي تنزل به فيها ضروب من المصالح والمنافع التي
لا يحصيها علمه ولا فكرته، بل مصلحة العبد فيما كره أعظم منها فيما يحب. (51)
ويقول أيضاً:. . . فكل ما تراه في الوجود من شر وألم وعقوبة ونقص في نفسك وفي غيرك فهو من قيام الرب تعالى بالقسط، وهو عدل الله وقسطه، وإن أجراه على يد ظالم، فالمسلط له أعدل العادلين، كما قال تعالى لمن أفسد في الأرض: {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَاًسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً } [الإسراء: 5]. (52)
يقول ابن القيم -رحمه الله- : وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله، وأسماءه وصفاته، وعرف موجب حكمته وحمده. . .
ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تَعَتّباً على القدَر وملامة له. . . وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقل ومستكثر، وفتش نفسك هل أنت سالم. . . . . . من ذلك؟.(53)
---
(1) رواه البخاري (2736) ومسلم (2677)
(2) البخاري (6410) ومسلم (2677)
(3) بدائع الفوائد (1/ 164)
(4) شرح العقيدة الأصفهانية (ص: 166)
(5) إغاثة اللهفان( 1/ 68)
(6) مفتاح دار السعادة (1/ 180)
(7) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 9)
(8) مفتاح دار السعادة (1/ 178)
(9) مفتاح دار السعادة (1/ 86)
(10) معارج القبول بشرح سلم الوصول (1/ 29)
(11) الحجة في بيان المحجة (1/ 134)
(12) مدارج السالكين (3/ 324)
(13) تفسير السعدي (ص: 35)
(14) تفسير السعدي (ص: 813)
(15) درء تعارض العقل والنقل (5/ 310)
(16) رواه مسلم (810)
(17) رواه البخاري (4474)
(18) روى ذلك البخاري (6643) من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- ، ومسلم(811) و (812) من حديث أبي الدرداء وأبي هريرة -رضي الله عنهما-.
(19) رواه البخاري (7375) ومسلم (813) من حديث عائشة -رضي الله عنها-
(20) درء تعارض العقل والنقل (5/ 312)
(21) مدارج السالكين(3/ 292)
(22) الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 48)
(23) مدارج السالكين (1/ 512)
(24) مدارج السالكين (3/ 317)
(25) إعلام الموقعين عن رب العالمين (3/ 256)
(26) رواه البخاري (20)
(27) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 68)
(28) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (2/ 198)
(29) تفسير السعدي (ص: 35)
(30) النبوات لابن تيمية (1/ 407)
(31) رواه مسلم (34)
(32) الفوائد لابن القيم (ص: 93)
(33) جلاء الأفهام (ص: 452)
(34) تفسير ابن رجب الحنبلي (2/ 54)
(35) الفتاوى الكبرى لابن تيمية (1/ 95)
(36) تفسير ابن رجب الحنبلي (2/ 11)
(37) تفسير ابن رجب الحنبلي (2/ 264)
(38) مجموع الفتاوى (14/ 163)
(39) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 33)
(40) المدهش (ص: 413)
(41) مجلة البيان (99/ 86) مقال للدكتور: عبد العزيز آل عبد اللطيف ( أسماء الله الحسنى الفقه والآثار )
(42) فتح الباري لابن حجر (11/ 226)
(43) الصفدية (2/ 338 - 339)
(44) طريق الهجرتين (ص: 129)
(45) مدارج السالكين (1/ 420)
(46) الفوائد لابن القيم (ص: 181)
(47) مجلة البيان (99/ 86) مقتبس من مقال للدكتور: عبد العزيز آل عبد اللطيف ( أسماء الله الحسنى الفقه والآثار )
(48) الداء والدواء (ص: 67)
(49) حلية الأولياء لأبي نعيم(9/ 263)
(50) الفوائد لابن القيم (ص: 158)
(51) الفوائد لابن القيم (ص: 91 - 92)
(52) مدارج السالكين (1/ 425)
(53) زاد المعاد (3/ 206)