خطبة : رجل حيزت له الدنيا - عدد شوال 1438هـ من كتاب الواعظ

2017-06-15

اللجنة العلمية

رجلٌ حيزت له الدنيا

رجلٌ حيزت له الدنيا

هل سمعتم برجل ملَكَ الدنيا بحذافيرها؟ رجل جُمعت له أسباب السعادة الدنيوية؟ هل رأيتم رجلا مَلَك أركان النعيم الدنيوي؟ إنه أغنى إنسان في العالم! مَنْ يا تُرى هذا الرجل؟ يخبرنا عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما في حديث عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)). (1)

قال المناوي: من جمع الله له بين عافية بدنه وأمن قلبه حيث توجه وكفاف عيشه بقوت يومه وسلامة أهله فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها بأن يصرفها في طاعة المنعم لا في معصية ولا يفتر عن ذكره.

إذا ما كساك الدهرُ ثوبَ مصحَّةٍ ولم يخل من قوت يُحَلَّى ويَعذُب

فلا تغبطنّ المترَفين فإنه على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب(2)

ففي هذا الحديث التذكير بنعم اعتاد على وفرتها أكثر الناس؛ حتى أصبحوا لا يكادون يشعرون بقيمتها، فهي كما يقال: أهون موجود، وأعز مفقود، و هذه النعم التي تضمنها حديثه -صلى الله عليه وسلم- هي أصول النعم التي لا يمكن أن يهنأ عيش الإنسان إلا بها.

سأل رجلٌ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ: أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأْوِي إِلَيْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَنْتَ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ، قَالَ: فَإِنَّ لِي خَادِمًا، قَالَ: فَأَنْتَ مِنَ الْمُلُوكِ. (3)

ولذلك قال بعض الحكماء لما سئل: ما النعيم؟ قال: الغنى، فإني رأيت الفقير لا عيش له، قال: زدنا؟ قال: الأمن، فإني رأيت الخائف لا عيش له، يعني حتى لو كان غنيا، قال: زدنا؟ قال: العافية، فإني رأيت المريض لا عيش له، أي حتى لو كان آمنا. (4)

- نِعمُ الله لا تعد ولا تحصى

فنعم الله الخفية التي لا يُلقي لها العبد بالا ربما تكون كالنعم الظاهرة وأعظم قال تعالى: { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]

وقال الله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18]

قال ابن كثير -رحمه الله-: يخبر عن عجز العباد عن تعداد النعم فضلا عن القيام بشكرها، كما قال طلق بن حبيب، رحمه الله: إن حق الله أثقل من أن يقوم به العباد، وإن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن أصبحوا توابين وامسوا توابين. (5)لذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((اللهم لك الحمد غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنى عنه ربنا)). (6)

- أركان النعيم الدنيوي

- أول أركان النعيم الدنيوي: نعمة الأمن في النفس والأهل والمال والوطن

إذا عَمَّ الأمنُ البلادَ، وألقى بظلِّه على الناس، أَمِنَ الناس على دينهم، وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم ومحارمهم، ولو كتَب الله الأمن على أهل بلد من البلاد، سارَ الناس ليلاً ونهارًا لا يخشَوْن إلا الله.

لذلك بدأ -صلى الله عليه وسلم- بقوله: آمنًا في سربه، والمعنى: آمنا في نفسه وأهله وعرضه وعياله ومسكنه وطريقه وبلاده، والأمن نعمة عظيمة لا يشعر بقيمتها كثير من الناس، لذلك أودُّ أن أُبرز بعضا من أهميتها من الجهة الشرعية ثم من الجهة الواقعية الملموسة حتى نشعر بقدر هذه النعمة

- أولا من الجهة الشرعية

- فقد امتن الله على رسوله وأصحابه بنعمة الأمن في كتابه والأمة تبع لهم فقال تعالى {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: 26]فتأمل كيف قدّم الله عز وجل في الامتنان ذكر المأوى الذي هو محل الأمن قبل رزق الطيبات لتعلم قدر هذه النعمة

- وامتن الله عز وجل أيضا على أهل مكة الذين تعللوا لكفرهم برسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم يخافون أن يتخطفهم الناس، فبيَّن الله كذبهم لأنه سبحانه ضمن لهم أمن بلادهم وبسبب هذا الأمن الذي ضمنه الله لمكة صارت تجبى إليه الثمرات من كل مكان مع أنه بلد قليل الزرع، فقال تعالى: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } [القصص: 57]

وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} [العنكبوت: 67]

ولما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة بدأ أولا بالأمن ثم بالرزق الذي هو الطعام والشراب مع شدة حاجة مكة في ذلك الوقت للطعام والشراب {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ } [البقرة: 126]

فبدأ بالأمن قبل الرزق لسببين: الأول: لأن استتباب الأمن سبب للرزق، فإذا شاع الأمن واستتبَّ ضرب الناس في الأرض، وهذا مما يدر عليهم رزق ربهم ويفتح أبوابه، ولا يكون ذلك إذا فُقد الأمن.

الثاني: لأنه لا يطيب طعام ولا يُنتفع بنعمة رزق إذا فقد الأمن. فمن من الناس أحاط به الخوف من كل مكان، وتبدد الأمن من حياته ثم وجد لذة بمشروب أو مطعوم؟!

أما من الجهة الواقعية:

الأمن من أعظم نعم الله على عباده بعد نعمة الإيمان والإسلام، ولا يشعر بهذه النعمة إلا من فقدها، كالذين يعيشون في البلاد التي يختل فيها النظام والأمن، أو الذين عاصروا الحروب الطاحنة التي تهلك الحرث والنسل، فهم ينامون على أزيز الطائرات وأصوات المدافع، ويضع الواحد منهم يده على قلبه ينتظر الموت في أي لحظة، لا يأمن على نفسه في بيته ولا في شارعه ولا في عمله، وكذلك لا يأمن على أهله وأولاده داخل البيت وخارجه

- سئل بعض العلماء الأمن أفضل أم الصحة؟ فقال: الأمن أفضل، والدليل عليه أن شاة لو انكسرت رجلها فإنها تصح بعد زمان، ثم إنها تقبل على الرعي والأكل ولو أنها ربطت في موضع وربط بالقرب منها ذئب فإنها تمسك عن العلف ولا تتناوله إلى أن تموت وذلك يدل على أن الضرر الحاصل من الخوف أشد من الضرر الحاصل من ألم الجسد. (7)

أعظم أسباب تحقيق الأمن

- تحقيق الإيمان وتجريد العبودية لله

قال تعالى: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام 81: 82]

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، قال: لما نزلت { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } [الأنعام: 82] إيمانهم بظلم شق ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: ((ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لقمان: 13])). (8)

وقال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [يونس: 62 - 64]

قال ابن القيم -رحمه الله-: التوحيد حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين. (9)

وقد وعد الله المؤمنين بالأمن إن حققوا التوحيد وأخلصوا الإيمان، وعملوا الصالحات، قال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور: 55]

- أعظم ما يزيل الأمن وينزل النقم كفران نعم الله

لقد أنْعَم الله على كثيرٍ من الأُمَم بنِعْمَة الأمن، لكنهم لما كَفَرُوا بنعمة الله، وأعْرَضُوا عن شرع الله؛ عاقَبَهُم الله، فبَدَّلَ أمنهم خوفًا، فلا تسلْ عما يحلُّ بهم بعد ذلك؛ يقول سبحانه: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112]

فدوام النِّعَم وشُكْرها مقترنان؛ فكُفْرُ النِّعمة يعرضها للزوَال، وشُكرها يطيل أمَد البقاء، فالذنوبُ مُزِيلَةٌ للنِّعَم، وبها تحل النِّقَم؛ قال سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الأنفال: 53]

- الركن الثاني من أركان النعيم الدنيوي: نعمة العافية

ومعنى الْعَافِيَة: جَمِيع مَا يَدْفَعهُ الله عَن العَبد من البلايا كائنة مَا كَانَت. (10)

قال المناوي: العافية من أجل نعم الله على عبده وأوفر عطاء وأجل منحة. (11)

إنِّي وإن كان جمع المال يعجبني فليس يعدل عندي صحَّة الجسد

في المال زينٌ وفي الأولاد مكرمةٌ والسُّقم ينسيك ذكر المال والولد

عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ((لَمْ تُؤْتَوْا شَيْئًا بَعْدَ كَلِمَةِ الْإِخْلاصِ مِثْلَ الْعَافِيَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ)). وفي لفظ: ((سَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَ عَبْدٌ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الْعَافِيَةِ)). (12)

يقول ابن الجوزي: السعيد من ذلَّ لله، وسأل العافية؛ فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق؛ إذ لا بد من بلاء، ولا يزال العاقل يسأل العافية. (13)

وعَنْ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: ((سَلِ اللَّهَ العَافِيَةَ))، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ، فَقَالَ لِي: ((يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، سَلِ اللَّهَ، العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)). (14)

قال الشوكاني: فلينظر العاقل مقدار هذه الكلمة التي أختارها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمه من دون الكلم وليؤمن بأنه -صلى الله عليه وسلم- أعطي جوامع الكلم واختصرت له الحكم فإن من أعطي العافية فاز بما يرجوه ويحبه قلبا وقالبا ودينا ودنيا ووقي ما يخافه في الدارين علما يقينا فلقد

تواتر عنه -صلى الله عليه وسلم- دعاؤه بالعافية وورد عنه -صلى الله عليه وسلم- لفظا ومعنى من نحو خمسين طريقا. (15)

قال المباركفوري: وفي أمره -صلى الله عليه وسلم- للعباس بالدعاء بالعافية بعد تكرير العباس سؤاله بأن يعلمه شيئا يسأل الله به، دليل جلي بأن الدعاء بالعافية لا يساويه شيء من الأدعية ولا يقوم مقامه شيء من الكلام الذي يدعى به ذو الجلال والإكرام. (16)

ولذلك نجد النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأل ربه صباحا ومساء العافية في دينه ودنياه ونفسه وأهله وماله، وأمر أصحابه بذلك، فقد صح في السنن من حديث ابْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما-، قال: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ، حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ يُصْبِحُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي)) (17)

هكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصبح ويمسي، يقول هذه الدعوات: يقولها النبي -صلى الله عليه وسلم- ليل نهار.

وعلمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا استيقظنا من نومنا أول ما نتكلم بحمد الله على نعمة العافية، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((إِذَا اسْتَيْقَظَ أحدكم من نومه فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ لِلَّهِ

الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ)). (18)

وأعظم العافية العافية في الدين، كما قال عبد الله بن مسعود: إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسما وأمرضهم قلبا، وتلقون المؤمن من أصح الناس قلبا وأمرضهم جسما، وايم الله، لو مرضت قلوبكم، وصحت أجسامكم، لكنتم أهون على الله من الجعلان. (19)

أما من الجهة الواقعية:

زيارة واحدة إلى مستشفيات المسلمين بنية الزيارة والاعتبار، ورؤية ما ابتلي به إخواننا من الأمراض الخطيرة -عافانا الله وإياكم- التي يصعب على الطب الحديث علاج بعضها، يجعلنا نعرف قيمة هذه النعمة، أمراضٌ خطيرة علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نكثر الاستعاذة منها عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ)). (20)

لذلك كان مطرف بن عبد الله بن الشخير، يقول: لأن أعافى فأشكر، أحب إلي من أن ابتلى فأصبر. (21)

- شكا بعضهم فقره إلى بعض أرباب البصائر وأظهر شدة اغتمامه به، فقال له: أيسرُّك أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال: لا. فقال: أيسرك أنك أخرس ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال لا. فقال: أيسرك أن أقطع اليدين والرجلين ولك عشرون ألفاً؟ فقال لا. فقال: أيسرك أنك مجنون ولك عشر آلاف درهم؟ فقال: لا. فقال: أما تستحي أن تشكو مولاك وله عندك عروض بخمسين ألفاً. (22)

حفظ نعمة العافية

لما كانت الصحة والعافية من أجلّ نعم الله على عبده وأجزل عطاياه وأوفر منحه بل العافية المطلقة أجل النعم على الإطلاق، فحقيق لمن رزق حظا من التوفيق مراعاتها وحفظها وحمايتها عما يضادها، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الكثير من الناس مفرط ومغبون في هذه النعمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ)). (23)

قال ابن الجوزي: قد يكون الإنسان صحيحا ولا يكون متفرّغا لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطّاعة فهو المغبون، وتمام ذلك الدّنيا مزرعة الآخرة، وفيها التّجارة الّتي يظهر ربحها في الآخرة، فمن استعمل فراغه وصحّته في طاعة الله فهو المغبوط، ومن استعملها في معصية الله فهو المغبون، لأنّ الفراغ يعقبه الشّغل، والصّحّة يعقبها السّقم ولو لم يكن إلّا الهرم لكفى. (24)

- من سره أن تدوم له العافية فليتق الله في السر والعلانية. (25)

كما أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته إلى اغتنام الصحة قبل المرض؛ ففي حديث ابن عباس، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك)). (26)

وكان ابن عمر -رضي الله عنهما-: إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. (27)

- الركن الثالث من أركان النعيم الدنيوي: نعمة القوت

ملكُ قوت اليوم الواحد وليس قوت الشهر والسنة من أصول النعم، ومن أركان النعيم الدنيوي وذلك لأمور منها:

1- أنه ليس للإنسان من ماله إلا ما أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث عبد الله بن الشخير -رضي الله عنه-، قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ: ألهاكم التكاثر، قال: ((يقول ابن آدم: مالي، مالي، قال: وهل لك، يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟)). (28)

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((يقول العبد: مالي، مالي، إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى، وما سوى ذلك فهو ذاهب، وتاركه للناس)). (29)

2- كم من إنسان لا يجد قوت يومه، وحال إخواننا في الصومال وأفريقيا خير شاهد، لذلك ينبغي لنا أن ننظر دائما في أمور الدنيا إلى من هو أسفل منا حتى لا نزدري نعم الله علينا

عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)). (30)وفي لفظ لمسلم أيضا: ((إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه)).

والمسلم يدور حاله بين الرضا والشكر في السراء والضراء، عن صهيب الرومي -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له)). (31)

وما هلك مَن هلك إلا بالاعتراض على قدر الله والسخط على قضاءه، عَن عَبْد الواحد بْن زيد قَالَ قلت للحسن: يا أبا سَعِيد من أين أُتي هذا الخلق؟ قَالَ: من قلة الرضا عَن اللَّه! قلت: ومن أين أُوتى قلة الرضا عَن اللَّه؟ قَالَ: من قلة المعرقة بالله. (32)

جاع ابن الراوندي ( الضال ) يومًا، واشتد جوعه، فجلس على الجسر وقد آلمه الجوع، فمرت خيل مزينة بالحرير والديباج، فقال: لمن هذه؟ فقالوا: لعلي بن بلتق غلام الخليفة. فمرت جوار مستحسنات، فقال: لمن هذه؟ فقالوا: لعلي بن بلتق، فمر به رجل، فرآه وعليه أثر الضر، فرمى إليه رغيفين، فأخذهما، ورمى بهما، وقال: كل هذا لعلي بن بلتق، وهذان لي؟! وظل جائعا معترضا على قدر الله وساخطا لقضائه. (33)

فاجتمعت فيه خصال الحسد والغل وعدم الرضا بما قسمه الله فختم الله على قلبه فبعد أن كان من أهل السنة انتقل إلى المعتزلة ثم صار رافضيا ثم صار ملحدا ومات على ذلك.

تقنَّع بما يكفيك والتمس الرِّضا فإنَّك لا تدري أتصبح أم تمسي

فليس الغنى عن كثرة المال إنَّما يكون الغنى والفقر من قبل النَّفس

لذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من الفقر لأنه ربما يودي بالإنسان إلى الكفر، كما في حديث أبي بَكرةَ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ: ((اللَّهُمَّ إِن أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ)).(34) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ)).(35)

من النعم التي لا يعرف قدرها كثير من الناس نعمة الماء

الماء نعمة تعدل الحياة، إذا فقد الإنسان الماء لم يرغب في شيء إلا الماء وحده دون غيره.

نعمة الماء، نعمة عظيمة، وهو أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ - يَعْنِي العَبْدَ مِنَ النَّعِيمِ - أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، وَنُرْوِيَكَ مِنَ المَاءِ البَارِدِ )). (36)

ودخل ابن السماك على هارون الرشيد يوما، فبينا هو عنده إذ استسقى ماء، فأتى بقلة من ماء، فلما أهوى بها إلى فيه ليشربها، قال له ابن السماك: على رسلك يا أمير المؤمنين، أسألك بالله لو منعت هذه الشربة فبكم كنت تشتريها؟ قال: بنصف ملكي، قال: اشرب هنأك الله، فلما شربها، قال له: يا أمير المؤمنين أسألك بالله، لو منعت خروجها من بدنك، فبماذا كنت تشتريها؟ قال: بجميع ملكي، قال ابن السماك: إن ملكا قيمته شربة ماء، لجدير ألا ينافس فيه فبكى هارون. (37)

- التذكير بحال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه

يا من ترفل في النعم اسمع إلى حال سيد البشر لتشكر ربك وتعتبر

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا{كَفَافًا}".(38)

حاله في بيته

- عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا، حَتَّى قُبِضَ. (39)وفي لفظ{ مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، حَتَّى قُبِضَ }.(40)

- عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: وَاللهِ يَا ابْنَ أُخْتِي إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ، ثُمَّ الْهِلَالِ، ثُمَّ الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- نَارٌ، قَالَ: قُلْتُ: يَا خَالَةُ فَمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ. (41)

- وذَكَرَ عُمَرُ -رضي الله عنه- مَا أَصَابَ النَّاسُ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي، مَا يَجِدُ دَقَلًا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ. (42)

وعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، بِثَلاَثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. (43)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: إِنِّي مَجْهُودٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ: لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ، فَقَالَ: ((مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللهُ؟))، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا، يَا رَسُولَ اللهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، قَالَ: فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ، فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئِ السِّرَاجَ، وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ، فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ، فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ، قَالَ: فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: ((قَدْ عَجِبَ اللهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ)). (44)

حاله في العزو

عن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ وعتبة بن غزوان، قالا: لَقَدْ كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقُ الشجر { حتى قرحت أشداقنا } حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ. (45)

وفي حديث جابر -رضي الله عنه- في قصة حفر الخندق ( وَلَبِثْنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ نَذُوقُ ذَوَاقًا))(46)

- التذكير بالنعيم الباقي

الدنيا دار فانية والآخرة هي الباقية ونعيمها هو النعيم المقيم

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ)). (47)

هذه هي الدنيا، وتلك هي الآخرة، فأيهما نقدم؟

---

(1) رواه الترمذي (2346) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1044)

(2) فيض القدير للمناوي (6/ 68)

(3) رواه مسلم (2979)

(4) إحياء علوم الدين للغزالي (4/ 104)

(5) تفسير ابن كثير ت سلامة (4/ 511)

(6) رواه البخاري (5458) من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه-.

(7) تفسير الرازي (19/ 104)

(8) رواه البخاري (3429)

(9) بدائع الفوائد (2/ 245)

(10) تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني(ص: 459)

(11) فيض القدير (6/ 361)

(12) رواه أحمد (1/ 4) و(1/ 8) وصححه لغيره محققوا المسند

(13) صيد الخاطر (ص: 234)

(14) رواه الترمذي (3514) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1314)

(15) تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين (ص: 462)

(16) تحفة الأحوذي (9/ 348)

(17) رواه أبو داود (5074) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 30)

(18) رواه الترمذي (3401) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1/ 121)

(19) الزهد لهناد بن السري (1/ 247)

(20) رواه أبو داود (1554) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 275)

(21) الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا (ص: 127)

(22) إحياء علوم الدين (4/ 124)

(23) رواه البخاري (6412)

(24) فتح الباري لابن حجر (11/ 230)

(25) روضة المحبين ونزهة المشتاقين (ص: 441)

(26) رواه الحاكم (4/ 341) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 244)

(27) رواه البخاري (6416)

(28) رواه مسلم (2958)

(29) رواه مسلم (2959)

(30) رواه مسلم (2963)

(31) رواه مسلم (2999)

(32) روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص: 160)

(33) صيد الخاطر (ص: 479)

(34) رواه أحمد (5/ 36) والنسائي (3/ 73) وصححه الألباني في إرواء الغليل (3/ 356)

(35) رواه أبو داود (1547) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1/ 275)

(36) رواه الترمذي (3358) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 406)

(37) تاريخ الطبري (8/ 357)

(38) رواه البخاري (6460) ومسلم (1055)

(39) رواه البخاري (5416) ومسلم (2970)

(40) رواه مسلم(2970)

(41) رواه البخاري (2567) ومسلم (2972)

(42) رواه مسلم (2978)

(43) رواه البخاري (2916)

(44) رواه مسلم (2054)

(45) رواه البخاري (3728) من حديث سعد، ورواه مسلم (2967) من حديث عتبة بن غزوان

(46) رواه البخاري (4101)

(47) رواه مسلم (2054)

عدد المشاهدات 15464