خطبة : تحريك الفؤاد لذوق حلاوة الأنس برب العباد - عدد شوال 1438هـ من كتاب الواعظ
2017-06-15
تحريك الفؤاد لذوق حلاوة الأنس برب العباد
لله در أَقوام شغلهمْ حب مَوْلَاهُم عَن لذات دنياهم اسْمَع حَدِيثهمْ إِن كنت مَا تراهم خوفهم قد أزعج وأقلق، وحذرهم قد أتلف وأحرق، وحادي جدهم مُجدٌّ لَا يترفق، كلما رأى طول الطَّرِيق نَصَّ وأعنق، وَكَيف يَحسن الفتور وأوقات السَّلامَة تُسرق، دموعهم فِي أَنهَار الخدود تجْرِي وتتدفق، يشتاقون إِلَى الحبيب والحبيب إِلَيْهِم أشوق، يَا حسنهم فِي الدجى ونورهم قد أشرق، وَالْحيَاء فائض وَالرَّأْس قد أطرق..... إِن نَامُوا توسدوا أَذْرع الهمم وَإِن قَامُوا فعلى أَقْدَام القلق.(1)
لسان حالهم ومقالهم: نحن في روضة طعامنا فيها الخشوع وشرابنا فيها الدموع. (2)
أيها المسكين؛ وكلنا مساكين: لَو قُمْت فِي السحر لرأيت طَرِيق العبَّاد قد غص بالزحام، لَو وَردت مَاء مَدين وجدت عَلَيْهِ أمة من النَّاس يسقون. (3)
لله قَوْمٌ شَرُوا مِنْ الله أَنْفُسَهُم. . . فَأَتْعَبُوهَا بِذِكْرِ اللهِ أَزْمَانَا
أَمَّا النَّهَارُ فَقَدْ وَافَوا صِيامَهُمُ. . . وَفِي الظَّلَامِ تَرَاهُمْ فِيهِ رُهْبَانَا
أَبْدَانُهُم أَتْعَبَتْ فِي اللهِ أَنْفُسَهَم. . . وَأَنْفُسٌ أَتْعَبَتْ فِي اللهِ أَبْدَانَا
ذَابَتْ لُحُومُهُمُ خَوْفَ العَذَابِ غَدًا. . . وَقَطَّعُوا اللَّيلَ تَسْبِيحًا وَقُرْآنَا
وإليك بعضًا من اجتهادهم، ونماذج من هديهم، عسى أن نحذو حذوهم، ونتأسى بهديهم.
سيد العابدين وقدوة العاملين
نبدأ بسيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي ما اكتحلت العيون بمثل رؤيته، ولا شرفت النفوس بمثل صحبته، خير من قام لله وركع وسجد، عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة)). (4) ومن كانت قرة عينه في شيء فإنه يود أن لا يفارقه ولا يخرج منه لأن فيه نعيمه وبه تطيب حياته. (5)
والعابد يأنس بعبادته فيستلذ بها بحيث لو منع منها لكان أعظم العقوبات عليه حتى قال بعضهم: ما أخاف من الموت إلا من حيث أنه يحول بيني وبين قيام الليل. (6)
وكان -صلى الله عليه وسلم- اشتغاله بالصلاة راحة له فإنه كان يعد غيرها من الأعمال الدنيوية تعبا، وكان يستريح بالصلاة لما فيها من المناجاة. (7)عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال رجل: ليتني صليت فاسترحت، فكأنهم عابوا عليه ذلك، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها)). (8)
قام من الليل حتى تورمت قدماه، ليؤدي شكر مولاه، عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى حتى انتفخت قدماه، فقيل له: أتكلف هذا؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال: ((أفلا أكون عبدا شكورا)). (9)
وعن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه، قالت عائشة: يا رسول الله أتصنع هذا، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال: ((يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا)). (10)
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، قال: صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء، قلنا: وما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذر النبي -صلى الله عليه وسلم-. (11)
قال عبد الله بن رواحة
وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ. . . إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ من الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا. . . بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ. . . إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْكَافِرِينَ الْمَضَاجِعُ(12)
- إن شئت أن تراه قائمًا، أو راكعًا، أو ساجدًا، أو ذاكرًا، في أي ساعة من ليل أو نهار وجدته -صلى الله عليه وسلم- بأمر الله قائمًا، ولعبادة الله ملازمًا، فقد كان عمله -صلى الله عليه وسلم- ديمة.
عن علقمة، قلت لعائشة -رضي الله عنها-: هل كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يختص من الأيام شيئا؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يطيق ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطيق. (13)
- يقوم بين يدي ربه أحسن قيام وأكمله يجمع فيه بين كمال المحبة وكمال الذل
عن عبد الله بن الشخير -رضي الله عنه-، قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء. (14)
وعن عُبيد بن عُميرٍ؛ أنه قال لعائشة -رضي الله عنها-: أخبرينا بأعجب شيء رأيتِه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فسكتَتْ؛ ثم قالت: لما كانت ليلة من الليالي قال: ((يا عائشة! ذَريني أتعبد الليلة لربي)). قلت: والله إني أحب قربك، وأحب ما يسرك. قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بَلَّ حِجره. قالت: وكان جالساً فلم يزل يبكي -صلى الله عليه وسلم- حتى بلَّ لحيته. قالت: ثم بكى حتى بلَّ الأرض. فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أكون عبداً شكوراً؟ لقد أنُزلتْ عليّ الليلَة آيةٌ؛ ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ})) الآية كلها. (15)
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: افتقدت النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فتحسست ثم رجعت، فإذا هو راكع أو ساجد يقول: ((سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت)). فقلت: بأبي أنت وأمي، إني لفي شأن وإنك لفي آخر. (16)
وعن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: فقدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: ((اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أُحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)). (17)
ولا يعلم ما في هذه الكلمات - من التوحيد والمعارف والعبودية - إلا الراسخون في العلم بالله ومعرفته، ومعرفة عبوديته. (18)
وعند الشدائد والصعاب وتغير الزمان، يكون -صلى الله عليه وسلم- أقرب الخلق من الرحمن.
عن علي -رضي الله عنه-، قال: ما كان فينا فارسٌ يوم بدر غير المقداد ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة يصلي، ويبكي، حتى أصبح. (19)
صيامه -صلى الله عليه وسلم-
وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، قال: خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره في يوم حار حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ما كان من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وابن رواحة. (20)
سماعه -صلى الله عليه وسلم- القرآن
كان -صلى الله عليه وسلم- يحب سماع القرآن من غيره، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((اقرأ علي القرآن)) قال: فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك؟ وعليك أنزل؟ قال: ((إني أشتهي أن أسمعه من غيري))، فقرأت النساء حتى إذا بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء41] رفعت رأسي، أو غمزني رجل إلى جنبي، فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل. (21)
جوده -صلى الله عليه وسلم-
عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة. (22)
نماذج من الصحابة الكرام
قوم أَقبلت قلوبهم تراعي حق الحق، فذهلت بذلك عن مناجاة الخلق، فالأبدان بين أهل الدنيا تسعى، والقُلوب في رياض الملكوت ترعى، نازلهم الخوف فصاروا والهين، وناجاهم الفكر فعادوا خائفين، وجَنَّ عليهم الليل فباتوا ساهرين، وناداهم منادى الصَّلاح حىّ على الفلاح فقاموا متهجدين، وهبت عليهم ريح الأَسحار فتيقظوا مستغفرين، وقطعوا بند المجاهدة فأصبحوا واصلين، فلمَّا رجعوا وقت الفجر بالأَجر نادى الهجر: يا خيبة النائمين. (23)
فمهما سطَّر البنان، وتكلم العلماء بكلِّ لسان؛ فإن سير هؤلاء يعجز عن وصفها إنسان.
فهم أولى بالحديث من قول العباس بن الأحنف عن محبوبته:
وَحَدَّثْتَنِي يَا سَعْدُ عَنْهًا فَزِدْتَنِي جُنُونًا فَزِدْنِي مِنْ حَدِيثِكَ يَا سَعْدُ
فهم مصابيح الدُّجى، وينابيع الرشد والحجى، خصوا بخفي الاختصاص، ونقوا من التصنع بالإخلاص، وهم الواصلون بالحبل، والباذلون للفضل، والحاكمون بالعدل، هم المبادرون إلى الحقوق من غير تسويف، والموفون للطَّاعات من غير تطفيف.
هُم الرِّجَالُ وَعَيْبٌ أَنْ يُقَالَ لِمَنْ. . . لَمْ يَتَّصِفْ بِمَعَانِيَ وَصْفِهم رَجُلُ
أبو بكر الصديق
السّابق إلى التَّصديق، الملقب بالعتيق المؤيد من الله بالتوفيق، {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [سورة التوبة: 40]
كان رقيق القلب غزير الدَّمع، عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: لما مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- مرضه الذي مات فيه أتاه بلال يوذنه بالصلاة، فقال: ((مروا أبا بكر فليصل))، قلت: إن أبا بكر رجل أسيف إن يقم مقامك يبكي، فلا يقدر على القراءة. (24)
ضرب بسهم في كل باب من أبواب الخير، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (( من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة))، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها، قال: ((نعم وأرجو أن تكون منهم)).(25)
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أصبح منكم اليوم صائما؟)) قال أبو بكر -رضي الله عنه-: أنا، قال: ((فمن تبع منكم اليوم جنازة؟)) قال أبو بكر -رضي الله عنه-: أنا، قال: ((فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟)) قال أبو بكر -رضي الله عنه-: أنا، قال: ((فمن عاد منكم اليوم مريضا؟)) قال أبو بكر -رضي الله عنه-: أنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما اجتمعن في امرئ، إلا دخل الجنة)). (26)
تعب في المكاسب فنالها حلالا، ثم أنفقها حتى جعل في الكساء خلالا، قال له الرسول أسلم فكان الجواب نعم بلا: لا، ولو لم يفعل في الإسلام إلا أنه أعتق بلالا.
جمع يوم الردة شمل الإسلام بعد أن نعق غراب البين، وجهز عساكر العزم فمرت على أحسن زين، وصاح لسان جده فارتاع من بين الصفين، فقال: أقاتلهم ولو بابنتي هاتين. (27)
ومع رقته كان أثبت الناس عند الشدائد، فعندما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألا من كان يعبد محمدا -صلى الله عليه وسلم- فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ثم قرأ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إِلَى {الشَّاكِرِينَ}. [آل عمران: 144]. (28)
ومع ما له من السبق والفضل كان يقول: وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن. (29)
ولما قدم أهل اليمن في زمانه فسمعوا القرآن جعلوا يبكون، فقال أبو بكر: هكذا كنا، ثم قست القلوب.(30)
- عمر بن الخطاب
فاروق الأمة، عالي الهمة، وينافس على القمة، يقول -رضي الله عنه- أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما أبقيت لأهلك؟))، قلت: مثله، قال: وأتى أبو بكر -رضي الله عنه- بكل ما عنده، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما أبقيت لأهلك؟)). قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلتُ: لا أسابقك إلى شيء أبدا. (31)
نبذ الدنيا من وراء ظهره فتخفف من الأثقال لأجل السباق، كان يخطب وفي إزاره ثنتا عشرة رقعة، كفَّ كفه عن المال زاهدا فيه حتى أملق أهله. (32)
لما عتبوا عليه قلة نومه قال: مالي وللنوم فلو نمت بالنهار ضيعت المسلمين ولو نمت بالليل ضيعت نفسي. (33)
ومع شدته على الكفّار إلا أنه كان رقيق القلب سريع الدَّمع. عن عبد الله بن شداد، قال: سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح وهو يقرأ: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}.(34)
وكان في وجهه خطان أسودان مثل الشراك من البكاء. وكان يمر بالآية من ورده بالليل فيبكي حتى يسقط ويبقى في البيت حتى يعاد للمرض.
و بعد كل أعماله الجميلة يقول عند موته: الويل لعمر إن لم يغفر الله له!. (35)
عثمان بن عفان
القانت الحيي ذو الهجرتين، الكريم الجواد ذو النورين، كان حظُّه من النَّهار الجود والصيام، ومن الليل السجود والقيام، مبشر بالجنة على بلوى تصيبه.
قالت امرأته حين دخلوا عليه ليقتلوه: إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيي الليل في ركعة يجمع فيها القرآن!. (36)
وقال -رضي الله عنه-: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة))؟ فاشتريتها من صلب مالي. ولما ضاق المسجد بأهله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة))؟ فاشتريتها من صلب مالي. وجهزت جيش العسرة من مالي. (37)
ومع ما له في الإسلام من قدم صدق، كان -رضي الله عنه- إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه)). (38)
علي بن أبي طالب
نُور المطيعين، وولي المتقين، وإمام العابدين، من أسرع الصحابة إجابة، وأعظمهم حلما، وأوفرهم علما، وأقومهم قضية، رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله بشهادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
صلى الفجر يوما، فلما سلم انفتل عن يمينه وعليه كآبة فمكث حتى طلعت الشمس ثم قلب يده وقال: والله لقد رأيت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- وما أرى اليوم شيئا يشبههم كانوا يصبحون شعثا غبرا صفرا قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم وكانوا إذا ذكروا الله مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم وكأن القوم باتوا غافلين. يعنى من كان حوله. (39)
ولما أتت فاطمة -رضي الله عنها- النبي -صلى الله عليه وسلم- تسأله خادما، فقال: ((ألا أخبرك ما هو خير لك منه؟ تسبحين الله عند منامك ثلاثا وثلاثين، وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين، وتكبرين الله أربعا وثلاثين)). قال علي: ما تركته منذ سمعته من النبي -صلى الله عليه وسلم-، قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين. (40)
أبو موسى الأشعري
كان أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- صواما، قواما، ربانيا، زاهدا، عابدا، ممن جمع العلم والعمل والجهاد وسلامة الصدر، لم تغيره الإمارة، ولا اغتر بالدنيا. (41)
قال له معاذ بن جبل: كيف تقرأ القرآن؟ قال: قائما وقاعدا وعلى راحلتي، فقال معاذ: أما أنا فأنام وأقوم، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. (42)
وعن أبي إدريس عائذ الله قَالَ: صَامَ أبو موسى حتى عاد كأنه خلال ( نحل جسده )، فقيل له: يا أبا موسى لو أجممت نفسك، قَالَ: إجمامها أريد، أني رأيت السّابق من الخيل المضمر. (43)
واجتهد أبو موسى الأشعري قبل موته اجتهادا شديدا، فقيل له: لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق؟ فقال: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها، أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك. ، فلم يزل على ذلك حتى مات. (44)
عبد الله بن عمر بن الخطاب
المتعبد المتهجد المتتبع للأثر، وأين مثل ابن عمر في دينه، وورعه، وعلمه، وتألهه، وخوفه، من رجل تعرض عليه الخلافة، فيأباها، والقضاء من مثل عثمان، فيرده، ونيابة الشام لعلي، فيهرب منه؟! فالله يجتبي إليه من يشاء، ويهدي إليه من ينيب. (45)
زكاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي بالليل)) قال سالم: فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا. (46)
قيل لنافع: ماذا كان يصنع ابن عمر في بيته؟ قال: لا تطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما. (47)
وكان -رضي الله عنه- إذا جنَّ الليل يقوم فيصلى ما قُدِّر له، ثم يصير إلى فراشه فيغفى إغفاء الطَّائر، ثم يقوم فيتوضأ، ثم يصلي، ثم يرجع إلى فراشه، فيغفى إغفاء الطَّائر، ثم يثب فيتوضأ، ثم يصلي، فيفعل ذلك في الليلة أربع مرات، أو خمسًا. (48)
وعن نافع قال: كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يصلي بالليل فيمر بالآية فيها ذكر الجنة فيقف فيسأل الله الجنة ويدعو، وربما بكى، ويمر بالآية فيها ذكر النار فيقف ويتعوذ بالله من النار ويدعو، وربما بكى، وكان إذا أتى على هذه الآية {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} بكى، وقال: بلى يا رب، بلى يا رب.
وعن محارب بن دثار قال: دخلت على ابن عمر -رضي الله عنهما- بيته وهو يصلي، فإذا هو يبكي في صلاته، فلما انصرف أقبل علي وعلم أني قد رأيته وهو يبكي، فقال: إن هذه الشمس لتبكي من خشية الله، ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا. (49)
وعن ابن أبي مليكة قال: قرأ ابن عمر -رضي الله عنهما- {ويل للمطففين } فلما أتى على هذه الآية {يوم يقوم الناس لرب العالمين}بكى حتى انقطع عن قراءة ما بعدها. (50)
وقال -رضي الله عنه-: لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار.
وكان ابن عمر، إذا فاتته صلاة في جماعة أحيا تلك الليلة، وأخّر ليلة صلاة المغرب، حتى طلع كوكبان، فأعتق رقبتين!. (51)
عبد الله بن عباس
بدر الأحبار، والبحر الزَّخار، دعا له النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- أن يعلمه الله الفقه وتأويل الأخبار.
عن أبي وائلٍ شقيق بن سلمة قَالَ: خطبنا ابن عباس وهو أمير على الموسم، فافتتح سورة النُّور، فجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول: ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثل هذا، لو سمعته فارس والرُّوم والترك؛ لأسلمت. (52)
وعن ابن أبي مُليكة قَالَ: صَحِبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فكان إذا نزل قام شطر الليل، فسأله أيوب السَّخْتِياني كيف كانت قراءته؟ قَالَ قَرَأ: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [سورة ق: 19] فجعل يرتل، ويكثر في ذلك النَّشيج. (53)
وعن أبي رجاء العطاردي قال: رأيت ابن عباس وأسفل من عينيه مثل الشراك البالي من الدموع. (54)
- عائشة -رضي الله عنها-
الصِّديقة بنت الصديق، أفقه نساء الأمة على الإطلاق، المبرأة من فوق سبع سماوات
بعث ابن الزبير بثمانين ومائة ألف إلى عائشة -رضي الله عنها- فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة، فجلست تقسمه بين الناس، فأمست وما عندها من ذلك درهم، فلما أمست قالت: يا جارية هلمي فطري، فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها الجارية: أما استطعت مما قسمت اليوم أن نشتري لنا بدرهم لحمًا نفطر عليه؟ فقالت لها: لا تعنفيني، لو كنت ذكرتيني لفعلت. (55)
فرحم الله أم المؤمنين، وقد امتلأ قلبها بالإيمان وحب الرحمن، حتى نسيت إلى جنب ذلك نفسها وهي صائمة.
وعن عروة بن الزبير قَالَ: لقد رأيت عائشة تقسم سبعين ألفًا، وهي ترقع درعها. (56)
وعن القاسم بن محمد قال: كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلم عليها. فغدوت يوماً فإذا هي قائمة تصلي سبحة الضحى وتقرأ: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] وتدعو وتبكي وترددها. فقمت حتى مللت القيام فذهبت الى السوق لحاجتي ثم رجعت فاذا هي قائمة كما هي، تصلي وتبكي. (57)
وقرأت عائشة -رضي الله عنها- في الصلاة {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم} [الطور: 27] فبكت، ثم قالت: اللهم مُنَّ عليَّ وقني عذاب السموم إنك أنت البر الرحيم. (58)
أبو الدرداء عويمر بن عامر الأنصاري
قال أبو الدرداء: لولا ثلاث ما أحببت العيش يوما واحدا الظمأ لله بالهواجر والسجود لله في جوف الليل ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر. (59)
قيل لأبي الدرداء - وكان لا يفتر من الذكر -: كم تسبح في كل يوم؟
قال: مائة ألف، إلا أن تخطئ الأصابع. (60)
قالت أم الدرداء: لما احتضر أبو الدرداء، جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا، من يعمل لمثل مضجعي هذا. (61)
خير خلف لخير سلف
- أويس القرني
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: ((يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه، إلا موضع درهم له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)). (62)
كان أويس القرني إذا أمسى يقول: هذه ليلة الركوع فيركع حتى يصبح، وكان يقول إذا أمسى: هذه ليلة السجود فيسجد حتى يصبح، وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب ثم يقول: اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به. (63)
عمر بن عبد العزيز
أمير المؤمنين كان أوحد أهل زمانه في الفضل، ونجيب عشيرته في العدل، جمع زهدًا وعفافًا وورعًا وكفافًا، شغله آجل العيش عن عاجله، كان للرعية أمنًا وأمانًا، كان عالِمًا عابدًا مفهمًا حكيمًا.
قال مالك بن دينار: الناس يقولون عني زاهد، إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها. (64)
عن جويرية بن أسماء قَالَ: قَالَ عُمَرُ: إِنَّ نَفْسِي هَذَه تَوّاقة، لم تعط من الدنيا شيئًا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلمّا أُعطيت الخلافة التي لا شيء أفضل منها، تاقت إلى ما هو أفضل منها! ! أي - الجنة أفضل من الخلافة. (65)
وكان - رحمه الله - قد اجتهد بالعبادة حتى أصبح لا يُغالَب عليها.
وقالت فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز: أنها دخلت عليه فإذا هو في مُصَلّاه يده على خده سائلة دموعه: فقالت: يا أمير المؤمنين أشيء حدث؟! قَالَ: يا فاطمة إني تقلَّدت أمر أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضَّائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، والكبير، وذي العيال في أقطار الأرض، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمي دونهم محمد -صلى الله عليه وسلم- فخشيت ألا تثبت لي حجة عند خصومته! فرحمت نفسي؛ فبكيت.(66)
وعن عمرو بن مهاجر قَالَ: اشْتَهَى عمر تفاحًا، فقال: لو أن عندنا شيئا من تفاح، فإنه طيب، فقام رجل من أهله فأهدى إليه تفاحًا، فلمّا جاء به الرَّسول، قَالَ: ما أطيبه وأطيب ريحه وأحسنه، ارفع يا غلام واقرأ على فلان السَّلام، وقل له: إن هديتك قد وقعت عندنا بحيث تحب، قَالَ عمرو بن مهاجر: فقلت له يا أمير المؤمنين: ابن عمك رجل من أهل بيتك، وقد بلغك أن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، قَالَ: إِنَّ الهدية كانت للنبي -صلى الله عليه وسلم- هدية، وهي لنا رِشْوَة. (67)
قالت فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز: إنه قد يكون في النَّاس من هو أكثر صلاة وصيامًا من عمر بن عبد العزيز، وما رأيت أحدا أشد فرقا من ربه منه، كان إذا صلى العشاء قعد في مسجده؛ ثم يرفع يديه فلم يزل يبكي حتى تغلبه عينه، ثم يتنبه فلا يزال يدعو رافعًا يديه يبكي حتى تغلبه عينه، يفعل ذلك ليله أجمع. (68)
قَالَ الذَّهبي: قد كان هذا الرجل حسن الخلق والخلق، كامل العقل حسن السَّمت جيد السِّياسة، حريصًا على العدل بكل ممكن، وافر العلم فقيه النفس ظاهر الذكاء والفهم، أواهًا منيبًا قانتًا لله حنيفًا زاهدًا مع الخلافة، ناطقًا بالحق مع قِلِّة المعين وكثرة الأمراء الظَّلمة الَّذين ملُّوه، وكرهوا محاققته لهم، ونقصه أعطياتهم، وأخذه كثيرًا مما في أيديهم مما أخذوه بغير حق، فما زالوا به حتى سَقوه السُّم، فحصلت له الشَّهادة والسَّعادة، وعد عند أهل العلم من الخلفاء الرّاشدين، والعلماء العاملين. (69)
أبو مسلم الخولاني
ما ظنك برجل يقول عن نفسه: لو رأيت الجنة عيانًا ما كان عندي مستزاد، ولو رأيت النار عيانًا ما كان عندي مستزاد. (70)
وكان أبو مسلم الخولاني قد علق سوطا في مسجد بيته يخوف به نفسه وكان يقول لنفسه: قومي فوالله لأزحفن بك زحفا حتى يكون الكلل منك لا منى! فإذا دخلت الفترة تناول سوطه وضرب به ساقه ويقول: أنت أولى بالضرب من دابتي! وكان يقول: أيظن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يستأثروا به دوننا كلا والله لنزاحمهم عليه زحاما حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالا. (71)
سليمان التيمي
عن حماد بن سلمة قال: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يُطاع الله عزَّ وجل فيها إلاَّ وجدناه مطيعًا، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليًا، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إمَّا متوضئًا، أو عائدًا، أو مشيعًا لجنازة، أو قاعدًا في المسجد، قال: فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل.(72)
الربيع بن خثيم
كانت ابنة الربيع بن خثيم تقول له: يا أبت مالي أرى الناس ينامون وأنت لا تنام؟ فيقول: يا ابنتاه إنَ أباك يخاف البيات.
ولما رأت أم الربيع بن خثيم ما يلقى الربيع من البكاء والسهر، نادته: يا بني لعلك قتلتَ قتيلاً؟! قال: نعم يا أماه! قالت: فمن هو حتى نطلب أهله فيعفوا عنك؟ فوالله لو يعلمون ما أنت فيه لرحموك، وعفوا عنك! فيقول: يا أماه هي نفسي!. (73)
ثابت البناني
ما ظنك برجل يقول عن مشايخه: أدركت رجالا كان أحدهم يصلى فيعجز عن أن يأتي فراشه إلا حبوا. (74)
قال ثابت البناني: كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة. فكنت أدخل في الصَّلاة فأحمل همَّ خروجي منها ويضيق صدري إذا فرغت لأني خارج منها. (75)
تقول ابنته: كان أبي يقوم الليل خمسين سنة فإذا كان السحر قال في دعائه: اللهم إن كنت أعطيت أحداً من خلقك الصلاة في قبره فأعطنيها. (76)
حماد بن سلمة
قال عبد الرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا.(77)
قال عفان بن مسلم: قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة، لكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير، وقراءة القرآن، والعمل لله -تعالى- منه.
قال موسى بن إسماعيل التبوذكي: لو قلت لكم: إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا، لصدقت، كان مشغولا، إما أن يحدث، أو يقرأ، أو يسبح، أو يصلي، قد قسم النهار على ذلك. (78)
فتشبهوا أن لم تكونوا مثلهم. . . إنَّ التشبه بالكرامِ فلاحُ
---
(1) المدهش لابن الجوزي (ص: 461)
(2) المدهش (ص: 251)
(3) المدهش (ص: 462)
(4) رواه أحمد (3/ 128) والنسائي (7/ 61) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 599)
(5) فتح الباري لابن حجر (11/ 345)
(6) فيض القدير للمناوي (3/ 371)
(7) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 939)
(8) رواه أبو داود (4985) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1307)
(9) رواه البخاري (1130) ومسلم (2819)
(10) رواه البخاري (4837) ومسلم (2820)
(11) رواه البخاري (1135) ومسلم (773)
(12) رواه البخاري (1155)
(13) رواه البخاري (1987) ومسلم (783)
(14) رواه أبو داود (904) والنسائي (3/ 13) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (1/ 316)
(15) رواه ابن حبان (620) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 186)
(16) رواه مسلم (485)
(17) رواه مسلم (486)
(18) مدارج السالكين لابن القيم (1/ 268)
(19) رواه أحمد (1/ 125) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 355)
(20) رواه البخاري (1945) ومسلم (1122)
(21) رواه البخاري (4583) ومسلم (800)
(22) رواه البخاري (6) ومسلم (2308)
(23) مواعظ ابن الجوزي - الياقوتة (ص: 57)
(24) رواه البخاري (712) ومسلم (418)
(25) رواه البخاري (1897) ومسلم (1027)
(26) رواه مسلم (1028)
(27) التبصرة لابن الجوزي (1/ 412)
(28) رواه البخاري (3668)
(29) الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 90)
(30) مصنف ابن أبي شيبة (14/ 5)
(31) رواه أبو داود (1678) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (5/ 366)
(32) التبصرة لابن الجوزي (1/ 426)
(33) إحياء علوم الدين (1/ 350)
(34) رواه البخاري معلقا (1/ 144) وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 355)
(35) التبصرة لابن الجوزي (1/ 428)
(36) الزهد والرقائق لابن المبارك (1/ 453) والتبصرة لابن الجوزي (1/ 438)
(37) رواه الترمذي (3703) وحسنه الألباني في إرواء الغليل(6/ 39)
(38) رواه الترمذي (2308) وابن ماجه (4267) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1/ 347)
(39) إحياء علوم الدين (4/ 411)
(40) رواه البخاري (5362) ومسلم (80) من حديث علي -رضي الله عنه-
(41) سير أعلام النبلاء (2/ 396)
(42) رواه البخاري (4344)
(43) صفة الصفوة (1/ 213)
(44) قصر الأمل لابن أبي الدنيا (ص: 108)
(45) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 235)
(46) رواه البخاري (3739) ومسلم (2479)
(47) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 215)
(48) مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر (ص: 47) وصفة الصفوة (1/ 220)
(49) مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي(ص: 143)
(50) مختصر قيام الليل (ص: 143)
(51) إحياء علوم الدين (4/ 408)
(52) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 351)
(53) صفة الصفوة (1/ 298)
(54) الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 120)
(55) الزهد لهناد بن السري (1/ 337)
(56) صفة الصفوة (1/ 318)
(57) صفة الصفوة (1/ 319)
(58) مختصر قيام الليل(ص: 144)
(59) إحياء علوم الدين (4/ 409)
(60) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 348)
(61) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 352)
(62) رواه مسلم (2542)
(63) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 87)
(64) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 134)
(65) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (5/ 331)
(66) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 131)
(67) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (5/ 294)
(68) الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 242)
(69) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 120)
(70) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 127)
(71) إحياء علوم الدين (4/ 411)
(72) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (3/ 28)
(73) إحياء علوم الدين (4/ 410)
(74) إحياء علوم الدين (4/ 411)
(75) صفة الصفوة (2/ 154)
(76) صفة الصفوة (2/ 155)
(77) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (6/ 250)
(78) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (7/ 447)