فضائل معاوية بن أبي سفيان
التعريف به
ذكر فضائله
ذكر شيء عن ولايته، وفتوحاته
اعتقادنا فيما حدث بين معاوية وعلي من قتال
مقدمه
لقد قَضى الله بحِكمته أن يكونَ لنبيِّه المختار -صلى الله عليه وسلم- صحبٌ كرام، ورجال أفذاذ، هم خيرُ الخلق بعد الأنبياء، وهم الذين حملوا رسالةَ هذا الدِّين وبثِّها في أصقاع المعمورة، واختصَّهم الله سبحانه بصحبة نبيِّه الكريم -صلى الله عليه وسلم- فكانت أجل مرافقة على مرِّ العصور؛ كيف لا، وهي مرافقةُ أفضلِ الخَلق وأكرمهم؟!
ومن المؤسِف أن يقع البعضُ في الصحابة الأخيار، وأن ينالوا منهم لهوى متبع أو اعتقاد باطل
ومِن هؤلاء الصحابة الكرام: الصحابيُّ الجليل، الخليفة والملك القائد، صاحب الفتوحات الإسلاميَّة، والقائد المحنَّك، وداهيةُ زمانه: معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه وأرضاه.
خالُ المؤمنين، وكاتبُ وحي رسول ربِّ العالمين، وكاتب رسائل النبي -صلى الله عليه وسلم- لرؤساء القبائل العربيَّة.
ولا ريب أن معاوية من أكابر الصحابة نسبا وقرباً من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلماً وحلماً، فاجتمع لمعاوية شرف الصحبة وشرف النسب، وشرف مصاهرته للنبي -صلى الله عليه وسلم- وشرف العلم والحلم والإمارة، ثم الخلافة، وبواحدة مما ذكرنا تتأكد المحبة لأجلها فكيف إذا اجتمعت؟ وهذا كاف لمن في قلبه أدنى إصغاء للحق، وإذعان للصدق.
أولًا: التعريف به:
هو معاويةُ بنُ أبي سفيانَ صخرِ بنِ حربِ بنِ أميةَ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ منافِ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلابٍ، أميرُ المؤمنينَ، ملكُ الإسلامِ، أبو عبدِ الرحمنِ خالُ المؤمنينَ، وكاتبُ وحيِ رسولِ ربِّ العالمينَ، القرشيُّ الأُمَوِيُّ المَكِّيُّ.
مولده: وُلِدَ معاويةُ -رضي الله عنه- قبلَ البَعثةِ بخمسِ سنينَ على الأشهَرِ، وقيلَ بسبعٍ، وقيلَ بثلاثَ عشرةَ.
إسلامه: أسلمَ معاويةُ عامَ الفتحِ، ورُوِيَ عنه أنَّه قال: أسلمتُ يومَ القضيةِ، ولكنْ كتمتُ إسلامي من أبي، ثم علم بذلك فقالَ لي: هذا أخوك يزيدُ، وهو خيرٌ منك على دينِ قومِهِ، فقلتُ له: لم آلُ نفسي جُهدًا.
قال معاويةُ: ولقد دخل عليَّ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مكةَ في عمرةِ القضاءِ، وإني لمُصَدِّقٌ به، ثم لما دخلَ عامَ الفتحِ أظهرتُ إسلامي فجئتُه فرَحَّبَ بي، وكتبتُ بين يديهِ.
وتزوجَ في عهدِ عمرَ -رضي الله عنه-، وله من الأولادِ: عبدُ الرحمنِ، وعبدُ اللهِ؛ وأمُّهما فاختةُ بنتُ قَرَظَةَ بنِ عبدِ عمرِو بنِ نَوفَلِ بنِ عبدِ مناف.
ويَزيدُ الذي تولى الخلافةَ، وأُمُّه مَيْسُونُ بنتُ بَحدل الكَلبية.
وصفه: كان طويلًا، أبيضَ، جميلًا، مَهيبا، أَجْلَح، إذا ضَحِكَ انقلبت شَفَتُه العُليا، وأصابته لَقْوَةٌ آخرَ عُمُرِه.
وكان من الكَتَبةِ الحَسَبَةِ الفَصَحَةِ الفُقهاءِ، ويُضرَبُ المَثَلُ بحِلْمِهِ، وعَقْلِهِ.
مكث أميرًا على الشامِ في خلافةِ عمرَ، وعثمانَ عشرينَ سنةً، ثم خليفةً للمسلمين مثلَها.
تُوُفِّيَ بدمشقَ للنصفِ من رجبٍ سنةَ ستين، وصلَّى عليه الضَّحَّاكُ بنُ قيسٍ الفِهْريُّ -رضي الله عنه- وعاشَ معاويةُ ثمانيةً وسبعينَ عامًا، وقيل غيرُ ذلك -رضي الله عنه-.
حَدَّثَ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وكتبَ له مراتٍ يسيرةً، وحدَّث أيضًا عن أختِه أمِّ المؤمنينَ أمِّ حبيبةَ، وعن أبي بكرٍ، وعمر (1).
ثانيا: ذكر فضائله:
أولًا: صحبته للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
ونذكر في هذا نصوصًا عامةً في القرآنِ والسنةِ في فضائلِ الصحابةِ يندرجُ تحتَها معاويةُ.
فمعاويةُ بنُ أبي سفيانَ -رضي الله عنه- هو أحدُ الصحابةِ الذين أكرمهم اللهُ بصحبةِ نبيِّه محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وكلُّ كلامٍ يُقَالُ في الصحابةِ فيما يتعلقُ بفضلِهِم عمومًا، وما يجبُ لهم عمومًا، فإنَّ معاويةَ -رضي الله عنه- يدخلُ في ذلك، ولهم فيه كلامٌ يخصُّه، ويتعلقُ به مما ينبغي أن يوصفَ به.
﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَمِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍرَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ (التوبة: 100).
ومن السنة حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَسُبُّوا أصحابي، لا تَسُبُّوا أصحابي: فو الذي نفسي بيدِه! لو أنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مثلَ أُحُدٍ ذهبًا، ما أَدركَ مُدَّ أَحَدِهِم، ولا نَصِيَفهُ" وفي سياق " لا تسبوا أحدا من أصحابي". (2)
فهذه نصوصٌ عامةٌ في فضائلِ الصحابةِ -رضي الله عنهم- ويدخلُ فيها معاويةُ -رضي الله عنه-
ثانيًُا: كتابته بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي ذلك حديثان:
* الأول: عن ابنِ عباسٍ -رضي الله عنه- قال: كنتُ ألعبُ مع الصبيانِ فجاءَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فتَوَارَيْتُ خلفَ بابٍ، قال: فجاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً(3)، وقال: اذهبْ وادعُ لي معاويةَ. قال: فجئتُ، فقلتُ: هو يأكلُ. قال: ثم قال لي: اذهبْ فادعُ لي معاويةَ. قال: فجئتُ فقلتُ:
هو يأكلُ. فقالَ: لا أَشْبَعَ اللهُ بطنَه(4).
وعندَ أبي داودَ الطيالسيِّ: "أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بعثَ إلى معاويةَ ليكتبَ له."(5).
وعندَ أحمدَ: قال: "اذهبْ فادعُ لي معاويةَ، وكان كاتبَه. . . "(6)
وموضعُ الدِّلالةِ من الحديثِ على فضيلةِ معاويةَ -رضي الله عنه- في هذا الحديثِ من وجهين:
الوجه الأول: دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-: وبيانُ ذلك فيما ترجمَ به النوويُّ - رحمهُ اللهُ تعالى- حيث قال: بابُ مَن لَعَنَهُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أو سَبَّه أو دَعَا عليه، وليس هو أهلًا لذلك، كان له زكاةً وأجرًا ورحمةً.
وهذا الحكم استدلالًا بحديث عائشة - رضي الله عنها- قالت: دخلَ على رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- رجلانِ فكلَّمَهما بشيءٍ لا أدري ما هو، فأَغْضَبَاه فلَعَنَهما، وسَبَّهما، فلما خَرَجَا قلتُ: يا رسولَ اللهِ، مَنْ أصابَ من الخيرِ شيئًا ما أصابَه هذانِ، قال: وما ذاك؟ قالت: قلتُ: لعنتَهما وسببتَهما، قال: أَوَ ما علمتِ ما شَارَطْتُ عليه ربي؟ قلتُ: اللهم إنما أنا بشرٌ؛ فأيُّ المسلمين لعنتُه أو سببتُه فاجعلْه له زكاةً وأجرًا(7).
وبحديثِ أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إنما أنا بشرٌ؛ فأيُّما رجلٍ من المسلمين سببتُه أو لعنتُه أو جلدتُه فاجعلْها له زكاةً ورحمةً وقُرْبَةً تقربُه بها إليك يومَ القيامةِ"(8).
وهذا هو الظاهرُ من صنيعِ الإمامِ مسلمٍ رحمه اللهُ حيث أوردَ هذه الأحاديثَ السابقةَ ثم أوردَ بعدَها حديثَ ابنِ عباسٍ -رضي الله عنه- في قولِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في معاويةَ: "لَا أَشْبَعَ اللهُ بطنَه" وكأنَّه يذكرُ هذا الحديثَ في شأنِ معاويةَ ليجعلَه مثالًا على ما شَرَطَه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على ربِّه.
وفي روايةٍ: "إني اشترطتُ على ربي، فقلتُ: إنما أنا بشرٌ؛ أَرضَى كما يَرضَى البشرُ، وأَغضَبُ كما يَغضَبُ البشرُ، فأيُّما أحدٍ دعوتُ عليه من أمتي بدعوةٍ ليس لها بأهلٍ أنْ تجعلَها له طَهورًا وزكاةً وقُرْبَةً".(9)
قال النووي: هذه الأحاديثُ مُبَيِّنَةٌ ما كان عليه -صلى الله عليه وسلم- من الشَّفَقَةِ على أمتِه، والاعتناءِ بمصالحِهم، والاحتياطِ لهم، والرغبةِ في كل ما ينفعُهم، وهذه الروايةُ المذكورةُ آخرًا تُبَيِّنُ المرادَ بباقي الرواياتِ المطلَقةِ، وأنَّه إنما يكون دعاؤه عليه رحمةً، وكفارةً، وزكاةً، ونحوَ ذلك، إذا لم يكن أهلًا للدعاءِ عليه، والسبِّ، واللعنِ ونحوِه، وكان مسلمًا، وإلا فقد دعا -صلى الله عليه وسلم- على الكفارِ، والمنافقين ولم يكن ذلك لهم رحمةً، فإنْ قيلَ: كيف يدعو على من ليس هو بأهلٍ للدعاءِ عليه، أو يسبُّه، أو يلعنُه، ونحوُ ذلك؟ فالجوابُ ما أجابَ بِه العلماءُ، ومختَصَرُه وجهانِ:
أحدهما: أنَّ المرادَ ليس بأهلٍ لذلك عندَ اللهِ تعالى وفي باطنِ الأمرِ، ولكنَّه في الظاهرِ مستوجِبٌ له فيظهرُ له -صلى الله عليه وسلم- استحقاقُه لذلك بأمارةٍ شرعيةٍ، ويكونُ في باطنِ الأمرِ ليس أهلًا لذلك، وهو -صلى الله عليه وسلم- مأمورٌ بالحكمِ بالظاهرِ، واللهُ يتولى السرائرَ.
والثاني: أنَّ ما وقع من سبِّه ودعائِه ونحوِه ليس بمقصودٍ، بل هو مما جَرَتْ به عادةُ العربِ في وصلِ كلامِها بلا نيةٍ كقولِه: "تَرِبَتْ يمينُك" و "عَقرَى حَلقَى" و"لا أشبعَ اللهُ بطنَه" ونحوِ ذلك لا يقصدون بشيءٍ من ذلك حقيقةَ الدعاءِ فخافَ -صلى الله عليه وسلم- أنْ يصادفَ شيءٌ من ذلك إجابةً فسأل ربَّه سبحانه وتعالى، ورَغِبَ إليه في أن يجعلَ ذلك رحمةً وكفارًة، وقربةً، وطَهورًا، وأجرًا، وإنما كان يقعُ هذا منه في النادرِ، والشاذِّ من الأزمانِ، ولم يكن -صلى الله عليه وسلم- فاحشًا، ولا متفحشًا، ولا لعانًا، ولا منتقمًا لنفسه، وقد سبق في هذا الحديثِ أنهم قالوا: ادعُ على دوسٍ فقال: اللهم اهدِ دوسًا، وقال: اللهم اغفرْ لقومي فإنهم لا يعلمون. . واللهُ أعلمُ.
وأما دعاؤه على معاويةَ أن لا يَشْبعَ حين تأخرَ، ففيه الجوابان السابقان:
أحدهما: أنه جرى على اللسانِ بلا قصدٍ.
والثاني: أنه عقوبةٌ له لتأخرِه.
وقد فهم مسلمٌ -رحمَه اللهُ- من هذا الحديثِ أنَّ معاويةَ لم يكن مستحقًا للدعاءِ عليه؛ فلهذا أَدخَلَه في هذا البابِ، وجَعَلَه غيرُه من مناقبِ معاويةَ -رضي الله عنه- لأنَّه في الحقيقةِ يصيرُ دعاءً له.(10)
قال ابن كثير رحمه الله:
وقد انتفعَ معاويةُ -رضي الله عنه- بهذه الدعوةِ في دنياه وأُخراه؛ أما في دنياه: فإنَّه لما صارَ إلى الشامِ أميرًا كان يأكلُ في اليومِ سبعَ مراتٍ يُجاءُ بقصعةٍ فيها لحمٌ كثيرٌ، وبصلٌ فيأكلُ منها، ويأكلُ في اليومِ سبعَ أَكْلاتٍ بلحمٍ، ومن الحلوى والفاكهةِ شيئًا كثيرًا، ويقولُ: واللهِ ما أشبعُ، وإنما أعيا وهذه نعمةٌ، ومَعِدَةٌ يرغبُ فيها كلُّ الملوكِ، وأما في الآخرةِ فقد أتبعَ مسلمٌ هذا الحديثَ بالحديثِ الذي رواه البخاريُّ، وغيرُهما من غيرِ وجهٍ عن جماعةٍ من الصحابةِ أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم إنما أنا بشرٌ فأيُّما عبدٍ سببتُه، أو جلدتُه، أو دعوتُ عليه، وليس لذلك أهلًا فاجعل ذلك كفارةً، وقربةً تقر بُه بها عندك يومَ القيامةِ".
فرَكَّبَ مسلمٌ من الحديثِ الأولِ وهذا الحديثِ فضيلةً لمعاويةَ. اﻫ(11)
الوجه الثاني: وهو كتابتُه للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.
قال ابنُ تيميةَ: استَكْتَبَه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لخِبْرَتِه، وأمانتِه. (12)
الحديث الثاني: عن ابنِ عباسٍ - رضي اللهُ عنهما- قال: قال أبو سفيان للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: معاويةَ تجعلُه كاتبًا بين يديكَ. قال: نعم(13).
قال ابن كثير: والمقصودُ منه أنَّ معاويةَ كان من جملةِ الكُتَّاب بين يديْ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الذين يكتبون الوحيَ(14).
ثالثًا: دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- له.
كما استنبطه العلماءُ من الحديثِ الأولِ مع قولِه: "إنما أنا بشرٌ أرضى كما يرضى البشرُ، وأغضبُ كما يغضبُ البشرُ، فأيُّما أحدٍ دعوتُ عليه من أمتي بدعوةٍ ليس لها بأهلٍ أن تجعلها له طَهورًا، وزكاةً، وقُربَةً، وقد مر بيانُ هذا الوجهِ من هذا النصِّ، وفي هذا المعنى أحاديثُ منها:
* منها حديثُ عبدِ الرحمنِ بنِ أبي عُمَيرَةَ، قال: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لمعاويةَ -رضي الله عنه-: "اللهم اجعلْهُ هادِيًا مَهدِيًّا واهدِه واهدِ بِه". (15)
رابعًا: كونه أول من ركب البحر مجاهدًا في سبيل الله.
فعن أمِّ حَرامٍ أنها سمعتْ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "أولُ جيشٍ من أمتي يغزون البحرَ قد أَوجَبُوا"(16).
وموضعُ الفضيلةِ في الحديثِ من وجهين:
الأول: دعوةُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "قد أَوجَبُوا" أي: فعلوا فعلًا وَجَبَتْ لهم به الجنةُ أو أَوجَبُوا لأنفسِهم المغفرةَ والرحمةَ بذلك. (17)
قال ابنُ عبد البر: أرادَ -واللهُ أعلمُ- أنَّه رأى الغُزاةَ في البحرِ مِن أُمَّته مُلوكًا على الأَسِّرة في الجنّة، ورُؤياهُ وَحْيٌ، وقد قال الله تعالى في صِفةِ أهلِ الجنَّة: ﴿ عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ (الصافات: 44)، وقال: ﴿ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴾ (يس: 56)، والأرائكُ: السُّرُرُ في الحِجال. (18)
فإذا تبيَّن هذا الفضلُ العظيمُ، كان معاويةُ من أَولَى الناسِ به؛ إذ إنَّه أميرُ تلك الغَزَاةِ بالاتفاقِ، كما تقدَّم قريبًا، وقد قال ابنُ عبدِ البرِّ عن هذا الحديثِ: وفيه فضلٌ لمعاويةَ -رحمه الله-؛ إذ جَعَلَ مَن غَزا تحتَ رايَتِه مِن الأوَّلين. (19)
الثاني: أنَّ معاويةَ -رضي الله عنه- أولُ من سنَّ هذه السنةَ في أمةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فله أجرُها وأجرُ من عَمِلَ بها إلى يومِ القيامةِ من غيرِ أنْ يَنْقُصَ من أجورِهم شيءٌ.
خامسًا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن معاوية -رضي الله عنه- فلم يذكر فيه إلا فقره، وقلة ماله.
كما في حديثِ فاطمةَ بنتِ قيسٍ-رضي الله عنها- أن أبا عمرِو بنِ حفصٍ -رضي الله عنه- طلَّقَها البتةَ، وهو غائبٌ فأرسلَ إليها وكيلُه بشعيرٍ فسَخِطَتْه، فقال: واللهِ مالكِ علينا من شيءٍ، فجاءتْ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فذكرتْ ذلك له، فقال: ليس لكِ عليه نفقةٌ، فأَمَرَها أنْ تَعْتَدَّ في بيتِ أمِّ شَرِيكٍ، ثم قال: تلك امرأةٌ يغشاها أصحابي، اعتَدِّي عند ابنِ أمِّ مكتومٍ؛ فإنَّه رجلٌ أعمى تضعين ثيابَك، فإذا حَلَلْتِ فآذنيني قالت: فلما حللتُ ذكرتُ له أنَّ معاويةَ ابن أبي سفيانَ، وأبا جهمٍ خطباني، فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أما أبو جهمٍ فلا يضعُ عصاه عن عاتِقِه، وأما معاويةُ فصُعلُوكٌ لا مالَ له؛ انكِحِي أسامةَ بنَ زيدٍ، فكرهتُهُ ثم قال: انكِحِي أسامةَ، فنَكَحْتُهُ. فجعلَ اللهُ فيه خيرًا، واغْتَبَطْتُ به(20).
فلو كان في دينِ مُعاويةَ أو خُلُقِهِ شيءٌ لذَكَرَه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من بابِ أَولَى، ولم يكن من حالِه عيبٌ إلا أنَّه خفيفُ ذاتِ اليدِ وقتَها، إذ كان في أوَّلِ شبابِه -رضي الله عنه-، وحالُه في المالِ يتبيَّنُ في قصةِ أُمِّه هِندَ -في البخاريِّ ومسلمٍ- وفيها أنها سألتْ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: إنَّ أبا سُفيان رجلٌ شَحيحٌ، وليس يُعطيني ما يَكفيني ووَلَدي، إلا ما أَخَذْتُ مِنه وهو لا يَعلمُ؟ قال: "خُذي ما يَكفيكِ ووَلَدَكِ بالمعروفِ".
سادسا: معاوية خال المؤمنين.
فهو أخو أمِّ المؤمنين زوجِ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمِّ حَبيبة رَمْلةَ بنتِ أبي سفيانَ -رضي الله عنهم-؛ ولذلك قال الإمامُ أحمدُ: أقول: معاويةُ خالُ المؤمنين، وابنُ عمرَ خالُ المؤمنين. (21)
سابعا: ثناء الصحابة -رضي الله عنهم- عليه.
وتاللهِ إنَّه لايَعْرِفُ قدرَ الرجالِ إلا الرجالُ، وهل هناك في الكونِ رجالٌ –بعد الأنبياء عليهم الصلاةُ والسلامُ- أفضلُ من أصحابِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- الذين تَرَبَّوا في حِجرِه -صلى الله عليه وسلم-.
* وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنَّه قال لأهلِ الشامِ: ما رأيتُ أحدًا أشبهَ صلاةً بصلاةِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- من إمامِكم هذا (يعني معاويةَ). (22)
* عن أبي الدرداءِ -رضي الله عنه- قال: لا مدينةَ بعدَ عثمانَ، ولا رخاءَ بعدَ معاويةَ رضي اللهُ عنهما.(23)
* قال عمرُ بنُ الخطابِ -رضي الله عنه-: تذكرون كِسرَى وقيصرَ ودهاءَهما وعندَكم معاويةُ.(24)
ذكر شيء عن ولايته، وفتوحاته.
قال ابن كثير رحمه الله: فلم يزلْ معاويةُ -رضي الله عنه- نائبًا على الشامِ في الدولةِ العُمَرِيَّةِ والعثمانيةِ مدةَ خلافةِ عثمانَ، وافتتحَ في سنةِ سبعٍ وعشرين جزيرةَ قبرصَ وسكنَها المسلمون قريبًا من ستينَ سنةً في أيامِه ومِن بعدِه، ولم تزلْ الفتوحاتُ والجهادُ قائمًا على ساقِه في أيامِه في بلادِ الرومِ والفرنجِ وغيرِها، فلما كان من أمرِه وأمرِ أميرِ المؤمنين عليٍّ-رضي الله عنهما- ما كان، لم يقعْ في تلك الأيامِ فتحٌ بالكليةِ، لا على يديه ولا على يديْ عليٍّ، وطَمِعَ في معاويةَ ملكُ الرومِ بعد أن كان قد أخشاه وأذلَّه، وقَهَرَ جندَه ودحاهم، فلما رأى ملكُ الرومِ اشتغالَ معاويةَ بحربِ عليٍّ تدانَى إلى بعضِ البلادِ في جنودٍ عظيمةٍ وطَمِعَ فيها، فكتب معاويةُ إليه: واللهِ لئن لم تنتهِ وترجعْ إلى بلادِك يا لعينُ لأصطلحنَّ أنا وابنُ عمي عليك ولأُخرِجَنَّك من جميعِ بلادِك، ولأُضَيِّقَنَّ عليك الأرضَ بما رَحُبَتْ. فعند ذلك خافَ ملكُ الرومِ وانكفَّ، وبعثَ يطلبُ الُهدنَةَ.
ثم كان من أمر التحكيمِ ما كان، وكذلك ما بعدَه إلى وقتِ اصطلاحِه مع الحسنِ بنِ عليٍّ كما تقدم، فانعقدتْ الكلمةُ على معاويةَ، وأجمعتْ الرعايا على بيعتِه في سنةِ إحدى وأربعين، فلم يزلْ مستقلًّا بالأمرِ في هذه المدةِ إلى هذه السنةِ التي كانت فيها وفاتُه، والجهادُ في بلادِ العدوِّ قائمٌ، وكلمةُ اللهِ عاليةٌ، والغنائمُ تَرِدُ إليه من أطرافِ الأرضِ، والمسلمون معه في راحةٍ وعدلٍ، وصفحٍ، وعفوٍ(25).
ومما يضاف إلى فضائله ذكر جهود معاوية -رضي الله عنه- في الجهاد، والفتوحات؟
ومن ذلك فتح قيسارية على يد معاوية -رضي الله عنه- سنة 19 من الهجرة. (26)
فتح قبرص سنة 28 من الهجرة. (27)
فُتِحَتْ على يدِ معاويةَ خلالَ خلافةِ عثمانَ -رضي الله عنهما-، فقد ركب معاويةُ في جيشٍ كثيفٍ من المسلمين، ومعه عُبادةُ بنُ الصامتِ، و زوجتُه أمُّ حَرَامٍ بنتُ مِلحَانَ، وقد بشَّرَها رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بتلك الغزوةِ "فقد نام عندَها -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ الله يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ أَوْ مِثْلَ المُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ -شَكَّ إِسْحَاقُ- قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهمْ، فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ الله -كَمَا قَالَ فِي الْأَوَّلِ- قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ، فَرَكِبَتْ الْبَحْرَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنْ الْبَحْرِ فَهَلَكَتْ(28).
غزو الروم سنة 32 من الهجرة. (29)
اعتقادنا فيما حدث بين معاوية وعلي من قتال
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وَكَذَلِكَ نُؤْمِنُ " بِالْإِمْسَاكِ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ " وَنَعْلَمُ أَنَّ بَعْضَ الْمَنْقُولِ فِي ذَلِكَ كَذِبٌ. وَهُمْ كَانُوا مُجْتَهِدِينَ؛ إمَّا مُصِيبِينَ لَهُمْ أَجْرَانِ؛ أَوْ مُثَابِينَ عَلَى عَمَلِهِمْ الصَّالِحِ مَغْفُورٌ لَهُمْ خَطَؤُهُمْ؛ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ السَّيِّئَاتِ - وَقَدْ سَبَقَ لَهُمْ مِنْ اللَّهِ الْحُسْنَى - فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُهَا لَهُمْ: إمَّا بِتَوْبَةِ أَوْ بِحَسَنَاتِ مَاحِيَةٍ أَوْ مَصَائِبَ مُكَفِّرَةٍ؛ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. فَإِنَّهُمْ خَيْرُ قُرُونِ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَا قَالَ -صلى الله عليه وسلم-{خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي الَّذِي بُعِثْت فِيهِمْ؛ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ} وَهَذِهِ خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ.
وَنَعْلَمُ مَعَ ذَلِكَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ أَفْضَلَ وَأَقْرَبَ إلَى الْحَقِّ مِنْ مُعَاوِيَةَ وَمِمَّنْ قَاتَلَهُ مَعَهُ لِمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-أَنَّهُ قَالَ: {تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ تَقْتُلُهُمْ أَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ إلَى الْحَقِّ}. وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ مَعَ كُلِّ طَائِفَةٍ حَقٌّ؛ وَأَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقْرَبُ إلَى الْحَقِّ " (30)
وقال ابن قدامة المقدسي: "ومن السنَّة تولي أصحاب رسول الله، ومحبتهم وذكر محاسنهم، والترحم عليهم، والاستغفار لهم، والكف عن ذكر مساوئهم، وما شجر بينهم، واعتقاد فضلهم، ومعرفة سابقتهم.(31)
من انتقص معاوية أو أحد من الصحابة
وسُئل الإمام أحمد عن رجل انتقص معاوية، وعمرو بن العاص: أيقال له: رافضي؟ قال: إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحد أحدًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا له داخلة سوء(32)
قَالَ الإِمَامُ مَالِكٌ: "مَن شَتَمَ أَحَدًا مِن أَصحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَبَا بَكرٍ، أَو عُمَرَ، أَو عُثمَانَ، أَو عَلِيًّا، أَو مُعَاوِيَةَ، أَو عَمرَو بنَ العَاصِ، فَإِنْ قَالَ: كَانُوا عَلَى ضَلَالٍ وَكُفرٍ قُتِلَ، وَإِنْ شَتَمَهُمْ بِغَيرِ هَذَا مِن مُشَاتَمَةِ النَّاسِ نُكِّلَ نَكَالًا شَدِيدًا"(33)
فعلى المؤمن أن يكون طموحا عالي الهمة حريصا على اتباع الأنبياء واتباع الصحابة والعمل بعملهم، فمعيار الهداية الصحيح أن يكون إيمان العبد مثل إيمان الصحابة كما قال سبحانه وتعالى في الأنبياء: أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ {الأنعام: 90} وقال تعالى في الصحابة: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا }[البقرة: 137] ولكنه ينبغي أن يعلم أن العبد مهما عمل من الأعمال وتكلف من المجاهدات لن يبلغ درجة خواص الصحابة رضوان الله عليهم، فإن من تأخر إسلامه من الصحابة لم يبلغ درجة أولئك الخواص الذين أسلموا وأنفقوا من قبل الفتح فكيف بمن كان بعد ذلك، قال الله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا }[الحديد: 10]
وعند مسلم عن أبي سعيد قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لاتسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه.
فاحرص على اتباع أولئك القوم ومحبتهم لعل الله يسكنك معهم في الجنة وحسن أولئك
وفي الختام لا نقول إلا كما قال الله تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )
اللهم ارض عن أصحاب نبيك أجمعين واحشرنا وإياهم في زمرة سيد المرسلين
والحمد لله رب العالمين
---
(1) سير أعلام النبلاء (3/119)
(2) البخاري (3470)، ومسلم (2540).
(3) قال النووي: أما حَطَأَني فبحاءٍ ثم طاءٍ مهملتين وبعدها همزةٌ، وقولُه: حَطْأَةً بفتحِ الحاءِ وإسكانِ الطاءِ بعدها همزةٌ، وهو الضربُ باليدِ مبسوطةً بين الكتفين، وإنما فعل هذا بابنِ عباسٍ ملاطفةً وتأنيسًا. اﻫ من شرح مسلم للنووي (16/156)
(4) مسلم (2604).
(5) مسند الطيالسي (2746)، وصححه الألباني في الصحيحة 1/81.
(6) مسند أحمد (1/291).
(7) مسلم (2600).
(8) مسلم (2601).
(9) مسلم (2603).
(10) شرح مسلم للنووي (16/152-156).
(11) البداية والنهاية (8/120).
(12) منهاج السنة (4/439).
(13) أخرجه مسلم (2501).
(14) البداية والنهاية (8/119).
(15) أخرجه الترمذي (3842)، والبخاري في التاريخ الكبير (5/240). قال الترمذي: حسن غريب، وصححه الألباني في الصحيحة (1969).
(16) أخرجه البخاري (2766).
(17) فيض القدير (3/84).
(18) التمهيد 1/232.
(19) التمهيد (1/235)، وعدّه الآجري (5/2441)، واللالكائي (8/1438)، وغيرهما من فضائل معاويةَ -رضي الله عنه-.
(20) أخرجه مسلم (1480)
(21) رواه الخلال في السنة (657). وسنده صحيح.
(22) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (282)، (283).
(23) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (526)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/152).
(24) أخرجه الطبراني (5/330) من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري به. وإسناده حسن.
(25) البداية والنهاية لابن كثير (8/118).
(26) تاريخ الطبري (2/446)، وتاريخ خليفة (1/27)، والبداية والنهاية (7/96).
(27) تاريخ ابن خلدون (2/575).
(28) البخاري (2636)، ومسلم (1912).
(29) تاريخ الطبري (2/627).
(30) مجموع الفتاوى (3/ 407).
(31) لمعة الاعتقاد (ص31).
(32) البداية والنهاية (11/450)
(33) الشفاء في حقوق المصطفى للقاضي عياض (2 /308).