خطبة: قبسات من مشكاة النبوة (حديث سيد الاستغفار) (سلسلة الواعظ عدد جمادى الآخرة 1437هـ)
2016-03-06
قبسات من مشكاة النبوة
(حديث سيد الاستغفار)
عناصر الخطبة:
لفظ الحديث أهمية الحديث في واقعنا.
معنى سيد الاستغفار وسبب التسمية المحاور الرئيسية للحديث
عن شَدَّاد بْن أَوْسٍ -رضي الله عنه-،: عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: (( سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ )). قَالَ: (( وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ)). (1)
و فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ (( أَلَا أَدُلُّك عَلَى سَيِّدِ الِاسْتِغْفَارِ )). (2)
وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ -رضي الله عنه-، عَنْ النَّسَائِيّ (( تَعَلَّمُوا سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ )). (3)
- أهمية الحديث في واقعنا
1- حاجتنا جميعا إلى معرفة كيفية التذلل والخضوع لله تعالى وكيفية تعظيمه وإجلاله من خلال معرفة معاني هذا الحديث.
2- كثرة الذنوب وتنوعها حتى قست القلوب وعلاها الران بسبب الذنوب فنحتاج إلى سبب قوي للتخلص منها.
3- التذكير بأهمية الأذكار في حياتنا وأنها سبب عظيم لتحصيل الجنة.
صيغ الاستغفار:
للاستغفار صيغ عديدة، منها:
- أستغفر الله.
عَنْ ثَوْبَانَ -رضي الله عنه-، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا. (4)
- ومن صيغه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
عن بِلَال بْن يَسَارِ بْنِ زَيْدٍ، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي -رضي الله عنه-، أنه سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: ((مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيَّ القَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ)). (5)
- ومنها: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليك.
عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ: ((سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)). (6)
- ومن صيغه: أستغفر الله وأتوب إليه.
عن أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: ((وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً)). (7)
- لماذا سمي هذا الدعاء بسيد الاستغفار؟
1- لما اشتمل عليه من المعاني العظيمة.
قَالَ بن أَبِي جَمْرَةَ -رحمه الله-: جَمَعَ -صلى الله عليه وسلم-، فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ بَدِيعِ الْمَعَانِي وَحُسْنِ الْأَلْفَاظِ مَا يَحِقُّ لَهُ أَنَّهُ يُسَمَّى سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ فَفِيهِ الْإِقْرَارُ لِلَّهِ وَحْدَهُ بِالْإِلَهِيَّةِ وَالْعُبُودِيَّةِ وَالِاعْتِرَافُ بِأَنَّهُ الْخَالِقُ وَالْإِقْرَارُ بِالْعَهْدِ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيْهِ وَالرَّجَاءُ بِمَا وَعَدَهُ بِهِ وَالِاسْتِعَاذَةُ مِنْ شَرِّ مَا جَنَى الْعَبْدُ عَلَى نَفْسِهِ وَإِضَافَةُ النَّعْمَاءِ إِلَى مُوجِدِهَا وَإِضَافَةُ الذَّنْبِ إِلَى نَفْسِهِ وَرَغْبَتُهُ فِي الْمَغْفِرَةِ وَاعْتِرَافُهُ بِأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا هُوَ. (8)
2- جمع معاني التوبة كلها لذلك فالدعاء به أجزل إثابة وأعجل إجابة.
قَالَ الطِّيبِيُّ -رحمه الله-: لَمَّا كَانَ هَذَا الدُّعَاءُ جَامِعًا لِمَعَانِي التَّوْبَةِ كُلِّهَا اسْتُعِيرَ لَهُ اسْمُ السَّيِّدِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الرَّئِيسُ الَّذِي يُقْصَدُ فِي الْحَوَائِجِ وَيُرْجَعُ إِلَيْهِ فِي الْأُمُورِ. (9)
- معنى ( سيد الاستغفار )
أي أفضل أنواع الأذكار التي تطلب بها المغفرة فهذا هو الذكر الجامع لمعاني التوبة كلها.(10)
- المحاور الرئيسية للحديث:
- في قوله(( اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ))
1- الاعتراف بالربوبية والألوهية لله ربّ البرية
قال ابن القيم -رحمه الله-: فَتَضَمَّنَ هَذَا الِاسْتِغْفَارُ الِاعْتِرَافَ مِنَ الْعَبْدِ بِرُبُوبِيَّةِ اللَّهِ، وَإِلَهِيَّتِهِ وَتَوْحِيدِهِ، وَالِاعْتِرَافَ بِأَنَّهُ خَالِقُهُ، الْعَالِمُ بِهِ، إِذْ أَنْشَأَهُ نَشْأَةً تَسْتَلْزِمُ عَجْزَهُ عَنْ أَدَاءِ حَقِّهِ وَتَقْصِيرَهُ فِيهِ، وَالِاعْتِرَافَ بِأَنَّهُ عَبْدُهُ الَّذِي نَاصِيَتُهُ بِيَدِهِ وَفِي قَبْضَتِهِ، لَا مَهْرَبَ لَهُ مِنْهُ، وَلَا وَلِيَّ بِهِ سِوَاهُ. (11)
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي
الربوبية إفراد الله بالخلق والملك والتدبير. قال تعالى{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [يونس: 3]
( لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ): لهذه الكلمة المباركة أثر كبير في مغفرة الذنوب. .
ولهذا توسَّل بها يونس عليه السلام في بطن الحوت، قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87].
إنها الكلمة التي أنجت صاحبها من النار بعد أن أيقن الهلاك والبوار، فعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ -رضي الله عنهما-، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-،: (( إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ ))، قَالَ: (( فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ )). (12)
ولهذا كان هذا الدعاء هو سيد الاستغفار لاشتماله على كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ).
- ( خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ )
خلقتني: أوجدتني من العدم. وأنا عبدك: قدراً وشرعاً.
تَجري عليَّ أقدارك، ولا حيلة لي في دفع ما قضيت به عليَّ، وأنا عبدك شرعاً، تأمرني بما شئت، وتنهاني عما شئت، فالحلال ما أحللت، والحرام ما حرَّمت، والدين ما شرعت.
وأشرف شيء للإنسان أن يكون عبداً لله؛ فلا انفكاك للعبد من رتبة العبودية؛ فإما أن يكون عبدا لله، أو للشيطان، قال تعالى: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [يس: 60، 61]
وَمَا أَحْسَنُ قَوْلِ الْقَاضِي عِيَاضٍ فِي مِثْلِ هَذَا:
وَمِمَّا زَادَنِي عَجَبًا وَتِيهًا. . . وَكِدْت بِأَخْمَصِي أَطَأُ الثُّرَيَّا
دُخُولِي تَحْتَ قَوْلِك يَا عِبَادِي. . . وَأَنْ صَيَّرْت أَحْمَدَ لِي نَبِيًّا (13)
2- ومن الفوائد: التقديم بين يدي المسألة
فمن السنة أن يبدأ الداعي بالثناء على الله بما هو أهله ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم يشرع في الدعاء
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-،: ((عَجِلْتَ أَيُّهَا المُصَلِّي، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ ادْعُهُ)). (14)
- ((وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ))
فيه معنيان:
1- قَالَ الْخَطَّابِيُّ -رحمه الله-: يُرِيدُ أَنَا عَلَى مَا عَاهدْتُكَ عَلَيْهِ وَوَاعَدْتُكَ مِنَ الْإِيمَانِ بِكَ وَإِخْلَاصِ الطَّاعَةِ لَكَ مَا اسْتَطَعْتُ مِنْ ذَلِكَ.
2- وَقَالَ ابن بَطَّالٍ -رحمه الله-: ( العَهْد ) يُرِيدُ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ حَيْثُ أَخْرَجَهُمْ أَمْثَالَ الذَّرِّ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بربكم فَأَقَرُّوا لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَأَذْعَنُوا لَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ.
وَأراد بِالْوَعْدِ: مَا قَالَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم-، أنَّ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَأَدَّى مَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ. (15)
- فيه ملمح إيماني، كأنَّ الذي ارتكب المعصية خدش إيمانَه؛ بما استدعى تجديد العهدِ مع الله، جَلَّت قُدرته، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-،: ((لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ
يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ)). (16)
فسلبه اسم الإيمان المطلق (الكامل) وإن لم يسلب عنه مطلق الإيمان (أصل الإيمان) لذلك احتاج أن يجدد العهد مع الله.
وسئل جعفر بن محمد -رحمه الله-: عن هذا الحديث فخطَّ دائرة في الأرض وقال: هذه دائرة الإيمان، ثم خطَّ دائرةً أخرى خارجة عنها، وقال: هذه دائرة الإسلام، فإذا زنى العبد خرج من هذه ولم يخرج من هذه. (17)
- وفِي قَوْلِهِ (( مَا اسْتَطَعْتُ ))
- اعتراف العبد بالعجز
أي أَلتزم ذلك بحسب استطاعتي وقدرتي.
واشْتِرَاطُ الِاسْتِطَاعَةِ فِي ذَلِكَ مَعْنَاهُ الِاعْتِرَافُ بِالْعَجْزِ وَالْقُصُورِ عَنْ كُنْهِ الْوَاجِبِ مِنْ حَقِّهِ تَعَالَى، وهذا إِعْلَامٌ لِأُمَّتِهِ -صلى الله عليه وسلم-، أَنَّ أَحَدًا لَا يَقْدِرُ عَلَى الْإِتْيَانِ بِجَمِيعِ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ لِلَّهِ وَلَا الْوَفَاءِ بِكَمَالِ الطَّاعَاتِ وَالشُّكْرِ عَلَى النِّعَمِ فَرَفَقَ اللَّهُ بِعِبَادِهِ فَلَمْ يُكَلِّفْهُمْ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا وُسْعَهُمْ. (18)
- وفي قوله(( أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ))
أعوذُ: أَلجأُ. وإنما يستعيذ المسلمُ بالله من شرِّ ما يصنع لأنه لا عاصم مما يسخط الله من الشر والفساد إلا الله.
قال تعالى: {مَنْ يَهْدِ الله فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 178].
- الذنوب شر وأيما شر
فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول في خطبة الحاجة: (( وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا )). (19)
وهل ظهر الفساد في الأرض وسلبت بركتها إلا بسبب الذنوب {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]
وهل تنزل النقم إلا بسبب الذنوب { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } [الشورى: 30]
وهل تزول النعم إلا بسبب الذوب والمعاصي{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112]
وهل تزول الدول وتهلك الأمم إلا بسبب الذنوب والمعاصي، فعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ -رضي الله عنها-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: ((لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ)) وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: ((نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ)). (20)
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ -رضي الله عنه-، قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ مَدَائِنُ قُبْرُسَ، وَقَعَ النَّاسُ يَقْتَسِمُونَ السَّبْيَ، وَيُفَرِّقُونَ بَيْنَهُمْ وَيَبْكِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَتَنَحَّى أَبُو الدَّرْدَاءِ، ثُمَّ احْتَبَى بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ، فَجَعَلَ يَبْكِي، فَأَتَاهُ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ؟ أَتَبْكِي فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللَّهُ فِيهِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ؟ وَأَذَلَّ فِيهِ الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ، فَضَرَبَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا جُبَيْرُ بْنَ نُفَيْرٍ، مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللَّهِ إِذَا تَرَكُوا أَمْرَهُ، بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى النَّاسِ، لَهُمُ الْمُلْكُ حَتَّى تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى، وَإِنَّهُ إِذَا سُلِّطَ السِّبَاءُ عَلَى قَوْمٍ فَقَدْ خَرَجُوا مِنْ عَيْنِ اللَّهِ، لَيْسَ لِلَّهِ بِهِمْ حَاجَةٌ. (21)
وبالجملة: فَكُلُّ نَقْصٍ وَبَلَاءٍ وَشَرٍّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَسَبَبُهُ الذُّنُوبُ، وَمُخَالَفَةُ أَوَامِرِ الرَّبِّ، فَلَيْسَ فِي الْعَالَمِ شَرٌّ قَطُّ إِلَّا الذُّنُوبَ وَمُوجِبَاتِهَا. (22)
وفي قوله (( أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ))
- الاعتراف بالنعمة من شكر الله، فالشكر يكون بثلاثةٍ: بالاعتراف بها باطناً، والتحدُّث بها ظاهراً، وتسخيرها في مرضاة مسديها. فكل نعمة إنما هي من الله. {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله} [النساء: 79].
وقال تعالى {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله} [النحل: 53]
وعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ -رضي الله عنه-، أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (( أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ )). (23)
وفي قوله (( أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي ))
- مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس
ففي هذا اعْتِرَافٌ بِإِنْعَامِ الرَّبِّ وَذَنْبِ الْعَبْدِ كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: إنِّي أُصْبِحُ بَيْنَ نِعْمَةٍ تَنْزِلُ مِنْ اللَّهِ عَلَيَّ وَبَيْنَ ذَنْبٍ يَصْعَدُ مِنِّي إلَى اللَّهِ فَأُرِيدُ أَنْ أُحْدِثَ لِلنِّعْمَةِ شُكْرًا وَلِلذَّنْبِ اسْتِغْفَارًا. (24)
فجمع -صلى الله عليه وسلم-، في هذه الجملة بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل.
فمشاهدة المنة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان، ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت، وأن لا يرى نفسه إلا مفلساً.
وأقرب باب يدخل منه العبد على الله تعالى هو الإفلاس فلا يرى لنفسه حالاً ولا مقاماً ولا سبباً يتعلق به، بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصِّرف، والإفلاس المحض، دخولَ من كسر الفقر والمسكنة قلبَه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدع وشملته الكسرة من كل جهاته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل، وكمال فاقته وفقره إليه، وأنَّ في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة، وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى، وأنه إن تخلى عنه طرفة عين هلك وخسر خسارة لا تجبر، إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته. (25)
(( وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي ))
- الاعتراف بالذنب سبب لتكفيره.
اعترف آدم وزوجه عليهما السلام بالذنب، {قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [الأعراف: 23]. فقبل الله توبتهما.
واعترف بذنبه الكليم عليه السلام فغفر الله له { قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16].
وقال تعالى عن داود عليه السلام: {وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ } [ص: 24].
وقال عن يونس عليه السلام: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنبياء: 87].
ولما أرادت بلقيس أن تتوب قالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: 44].
فإذا صحَّ اعتراف العبد بذنبه وتاب توبة نصوحا قَبِل الله توبته، كما ورد في حديث الإفك الطويل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال لعائشة -رضي الله عنها-، (( يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ)). (26)
قوله (( فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ )).
هذه الجملة مشتملة على شيئين من أسباب مغفرة الذنوب:
الأول: الدعاء بالمغفرة. قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ الله يَجِدِ الله غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110].
والثاني: الاعتراف بأنه لا يغفر الذنب أحد سوى الله.
فليس سوى الله من يمنح صكوك الغفران! قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا الله فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا الله وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه-، عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: (( وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّ ي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ )). (27)
وعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رضي الله عنه-: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-،: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: (( قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ )). (28)
ففي هذا اعْتِرَافٌ بِذَنْبِهِ أَوَّلًا ثُمَّ طَلَبُ غُفْرَانِهِ ثَانِيًا. وَهَذَا مِنْ أَحْسَنِ الْخِطَابِ وَأَلْطَفِ الِاسْتِعْطَافِ. (29)
فأحسن الظن بربك مهما عظم ذنبك، فإنه سبحانه لا يستعظم عليه ذنب، ولا تكبر عليه معصية
قال ابن القيم -رحمه الله-: فَمَا الظَّنُّ بِمَنْ هُوَ أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ مِنَ الْوَالِدِ بِوَلَدِهِ، وَمِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا إِذَا فَرَّ عَبْدٌ إِلَيْهِ، وَهَرَبَ مِنْ عَدُوِّهُ إِلَيْهِ، وَأَلْقَى بِنَفْسِهِ طَرِيحًا بِبَابِهِ، يُمَرِّغُ خَدَّهُ فِي ثَرَى أَعْتَابِهِ بَاكِيًا بَيْنَ يَدَيْهِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، ارْحَمْ مَنْ لَا رَاحِمَ لَهُ سِوَاكَ، وَلَا نَاصِرَ لَهُ سِوَاكَ، وَلَا مُؤْوِيَ لَهُ سِوَاكَ، وَلَا مُغِيثَ لَهُ سِوَاكَ. مِسْكِينُكَ وَفَقِيرُكَ، وَسَائِلُكَ وَمُؤَمِّلُكَ وَمُرَجِّيكَ، لَا مَلْجَأَ لَهُ وَلَا مَنْجَى لَهُ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، أَنْتَ مَعَاذُهُ وَبِكَ مَلَاذُهُ.
يَا مَنْ أَلُوذُ بِهِ فِيمَا أُؤَمِّلُهُ. . . وَمَنْ أَعُوذُ بِهِ مِمَّا أَحَاذِرُهُ
لَا يَجْبُرُ النَّاسُ عَظْمًا أَنْتَ كَاسِرُهُ. . . وَلَا يَهِيضُونَ عَظْمًا أَنْتَ جَابِرُهُ(30)
ثمرة الدعاء بسيد الاستغفار في الصباح والمساء
قال -صلى الله عليه وسلم-: ((مَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)). موقن بها: مؤمن بما جاء فيها.
---
(1) رواه البخاري (6306)
(2) الترمذي (3393)
(3) النسائي (10228)
(4) رواه مسلم (591)
(5) رواه أبو داود (1517) والترمذي (3577) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (5/ 248)
(6) رواه مسلم (484)
(7) رواه البخاري (6307)
(8) فتح الباري لابن حجر (11/ 100)
(9) فتح الباري لابن حجر (11/ 99)
(10) فيض القدير (4/ 119)
(11) مدارج السالكين (1/ 237)
(12) رواه الترمذي (2639) وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 262)
(13) غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (2/ 475)
(14) رواه الترمذي (3476) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (1/ 293)
(15) فتح الباري لابن حجر (11/ 99)
(16) رواه البخاري (2475) ومسلم (57)
(17) روضة المحبين (ص: 360)
(18) فتح الباري لابن حجر (11/ 100)
(19) رواه الترمذي (1105)، وصححه الألباني في تخريج الكلم الطيب (ص: 159)
(20) رواه البخاري (3346) ومسلم (2880)
(21) رواه سعيد بن منصور في سننه (2660) وإسناده صحيح
(22) مدارج السالكين(1/ 424)
(23) رواه البخاري (846) ومسلم (71)
(24) مجموع الفتاوى (8/ 73)
(25) الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 7)
(26) رواه البخاري (2661)
(27) رواه مسلم (771)
(28) رواه البخاري (834)
(29) سبل السلام (2/ 710)
(30) مدارج السالكين (1/ 429)