باب قطوف من بستان الواعظين: من واحة الشعر الدعوي (سلسلة الواعظ عدد ربيع الأول1437هـ)

2015-11-10

اللجنة العلمية

من واحة الشعر الدعوي

من واحة الشعر الدعوي

قال أبو العتاهية:

لا تَأْمَنِ الموتَ في طَرْف وفي نَفَس ولو تَمَنَّعتَ بالحُجَّابِ والحَرَسِ

فما تزالُ سِهَامُ الموتِ نافذةً في جَنبِ مُدَّرعٍ منّا ومُتَّرسِ

ما بالُ دينكَ تَرْضَى أن تُدَنِّسَهُ وثوبُك الدهر مَغسولٌ من الدَّنَسِ

ترجو النَجاةَ ولم تَسْلُكْ مسَالِكَها إن السفينةَ لا تجرِي على يَبَس

وقال:

إلَهِي لا تُعَذّبْنِي فَإنِّي مُقِرٌّ بالذّي قَدْ كانَ مِنِّي

وَمَا لِي حِيْلَةٌ إلا رَجَائِي وَعَفْوكَ إنْ عَفَوْتَ، وَحُسْنُ ظَني

فكَمْ مِنْ زَلّةٍ لِي في البَرايَا وأَنْتَ عَليّ ذُو فَضْلٍ وَمَنٍّ

يَظُنُّ النّاسُ بِي خَيْرًا، وإِنِّيْ لشَرُّ النّاسِ إنْ لم تَعْفُ عَني

أُجَنُّ بِزهْرَةِ الدّنْيَا جُنُونًا وَأُفِنْي العُمْرَ فيها بالتَّمَني

وَبَيْنَ يَدَيَّ مُحْتَبسٌ ثَقِيلٌ كأنِّي قد دُعِيْتُ لَهُ كَأنِّي

وَلَوْ أَنِّي صَدَقْتُ الزُّهْدَ فيها قَلَبْتُ لأَهْلِهَا ظَهْرَ المِجَنِّ

قال عبدالله بن المبارك:

رأيت الذنوب تميت القلوب ويتبعها الذلّ إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها

وهل بدلّ الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها

وباعوا النفوس فلم يربحوا ولم تغل في البيع أثمانها

لقد رتع القوم في جيفة يبين لذي العقل إنتانها

وقال آخر:

مُنَايَ مِن الدُّنْيَا عُلُومٌ أبثُهَا وأنْشُرُهَا في كُلِ بَادٍ وحَاضِرِ

دُعَاءً إِلَى القُرْآنِ والسُنَّةِ الَّتِي تَنَاسَى رِجُالٌ ذِكْرَهَا في المَحاضِرِ

وَقَدْ أبْدِلُوهَا الجَرَائِد تَارةً وتِلْفَازِهِمْ رأَسُ الشُرور المنَاكِرِ

ومِذْيَاعِهِمْ أيْضًا فلا تَنْس شَرَّهُ فكَمْ ضَاعَ مِن وَقْتٍ بِهَا بالخَسَائِرِ

وقال:

إِنِّي بُلِيتُ بِأَرْبَعٍ مَا سُلِّطُوا إِلا لأَجْلِ شَقَاوَتِي وَعَنَائِي

إِبلَيْسَ وَالدُّنْيَا وَنَفْسِي وَالْهَوَى كَيْفَ الْخَلاصُ وَكُلُّهُمْ أَعْدَائِي

وقال:

فَبَادِرْ إِلَى الْخَيْرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا ... وَخَالِفْ مُرَادَ النَّفْسِ قَبْلَ مَمَاتِهَا

سَتَبْكِي نُفُوسٌ فِي الْقِيَامَةٍ حَسْرَةً ... عَلَى فَوْتِ أَوْقَاتٍ زَمَانَ حَيَاتِهَا

فَلا تَغْتَرِرْ بِالْعِزِّ وَالْمَالِ وَالْمُنَى ... فَكَمْ قَدْ بُلِينَا بِانْقِلابِ صِفَاتِهَا

آخر:

إِذَا مَا اللَّيْلُ أَظْلَمَ كَابَدُوهُ ... فَيُسْفِرُ عَنْهُمُوا وَهُمُوا رُكُوعُ

طَارَ الْخَوْفُ نَوْمَهُمُوا فَقَامُوا ... وَأَهْلُ الأَمْنِ فِي الدُّنْيَا هُجُوعُ

لَهُمْ تَحْتَ الظَّلامِ وَهُمْ سُجُودٌ ... أَنِينٌ مِنْهُ تَنْفَرِجُ الضُّلُوعُ

وَخُرْسٌ فِي النَّهَارِ لِطُولِ صَمْتٍ ... عَلَيْهِمْ مِنْ سَكِينَتِهِمْ خُشُوعُ

عدد المشاهدات 9497