الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك

2012-09-02

زكريا حسينى

الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك

الحمد لله رب العالمين، حمدًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد -صلى الله عليه وسلم- . وبعد:

عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- : «ألا تريحني من ذي الخَلَصة؟» فقلت: بلى، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- ، فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري، وقال: «اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديًا». قال: فما وقعت عن فرس بعد، قال: وكان ذو الخلصة بيتًا باليمن لخثعم وبَجِيلة فيه نُصُبٌ تُعْبدُ- يقال الكعبة، قال: فأتاها فخرقها بالنار وكسرها، قال: ولما قدم جرير اليمن كان بها رجل يستقسم بالأزلام، فقيل له: إن رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- هاهنا، فإن قدر عليك ضرب عنقك، قال: فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير: لتكسرنها ولْتشهدْ أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك، قال: فكسرها وشهد، ثم بعث جرير رجلاً من أحمس يكنى أبا أرطاةَ إلى النبي يبشره بذلك، فلما أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فبرَّك النبي -صلى الله عليه وسلم- على جنل أحمس ورجالها خمس مرات.

هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في تسعة مواضع من صحيحه ثلاثة منها في كتاب الجهاد: في باب (حرق اللدور والنخيل) برقم (3020) وباب (من لا يثبت على الخيل) برقم (3036) وباب (البشارة في الفتوح) برقم (3076) وفي موضع واحد في كتاب مناقب الأنصار باب (ذكر جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه) برقم (3823)، وكتاب المغازي في باب (غزوة ذي الخلصة) بالأقارم (4355، 4356، 4357)، وفي كتاب الأدب باب (التبسم والضحك) برقم (6090) وفي كتاب الدعوات باب (قول الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} برقم (6333)، كما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة باب «من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله عنه» برقم (2476). وأخرجه أبو داود في سننه في كتاب الجهاد باب (في بعثة البشراء) برقم (2772)، وأخرجه النسائي في الكبرى في السير وفي المناقب، وأخرجه الإمام أحمد في المسند بالأرقام (4/260، 362، 365).

راوي الحديث:

هو جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن خُشَم بن عوف، الأمير النبيل الجميل، أبو عمرو، وقيل أبو عبد الله البَجَلِيُّ القَسْرِيُّ، وقسر من قطحان، وجرير من أعيان الصحابة وبايع النبي -صلى الله عليه وسلم- على النصح لكل مسلم، وفي مسند احمد بسند قوي عن جرير بن عبد الله قال: لما دنوت من المدينة انحت راحلتي، وحللت عيبتي ولبست حلتي ثم دخلت المسجد فإذا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب فرماني الناس بالحدق. فقلت لجليس: يا عبد الله هل ذكر رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- من أمري شيئًا؟ قال: نعم، ذكرك بأحسن الذكر، بينما هو يخطب إذ عُرَضَ له في خطبته، فقال: «إنه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن، ألا وإن على وجهه مِسْحَةُ ملك». قال: فحمدت الله.

وعنه رضي الله عنه قال: ما رأني رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- إلا تبسم في وجهي، قال: «يَطْلُعُ عليكم من هذا الباب رجل من خير ذي يمن، على وجهه مِسْمَة مُلَكٍ»، وإسناده صحيح. وروى البخاري ومسلم عن همام قال: رأيت جرير بن عبد الله بال ثم توضأ ومسح على خفيه، ثم قام فصلى، فسئل فقال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فعل مثل هذا، قال إبراهيم فكان يعجبهم، لأن جريرًا من آخر من أسلم.

واعتزل جرير عليًّا ومعاوية حتى توفي، وروي أن عليا أرسل إليه ابن عباس والأشعث فقالا: أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول: نعم ما رأيت من مفارقتك معاوية، وإن أنزلك بمنزلة رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- التي أنزلكها. فقال جرير: إن رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- بعثني إلى اليمن أقاتلهم حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا حرمت دماؤهم وأموالهم، فلا أقاتل من يقول لا إله إلا الله.

وتوفي جرير سنة إحدى وخمسين، وقيل سنة أربع وخمسين، فرضي الله عنه وأرضاه.

شرح الحديث:

قوله: «غزوة ذي الخَلَصَةِ» بفتح الخاء واللام والصاد، وحكى ابن دريد فتح أوله وإسكان ثانيه، وحكى ابن هشام ضمها، وقيل بفتح أوله وضم ثانيه، والأول أشهر، قاله الحافظ في الفتح، وقال: والخلصة نبات له حبٌّ أحمر كخرز العقيق، وذو الخلصة اسم للبيت الذي كان فيه الصنم، وقيل: اسم البيت الخلصة، واسم الصنم ذو الخلصة، وحكى المبرد أن موضع ذي الخلصة صار مسجدًا جامعًا لبلدة يقال لها العبلات من أرض خثعم، ووهم من قال إنه كان في بلاد فارس.

كان بيت في الجالية لخثعم يقال له ذو الخلصة، وخثعم قبيلة شهيرة ينتسبون إلى خثعم بن أنمار بن إراش بن عنز بن وائل ينتهي نسبهم إلى ربيعة بن نزار إخوة مضر بن نزار جد قريش، وقد ذكر ذو الخلصة في حديث أبي هريرة عند الشيخين في كتاب الفتن مرفوعًا: «لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة»، وكان صنمًا تعبده دوس في الجاهلية. قال ابن حجر: والذي يظهر لي أنه غير المراد في حديث جرير هذا، لأن دوسًا قبيلة أبي هريرة ينتسبون إلى دوس بن عدثان- بالثاء المثلة- بن عبد الله بن زهران ينتهي نسبهم إلى الأزد، فبينهم وبين خثعم تباين في النسب والبلد، وذكر ابن دحية أن ذا الخلصة المراد في حديث أبي هريرة كان عمرو بن لحليٍّ قد نصبه أسفل مكة، وكانوا يلبسونه القلائد ويجعلون عليه بيض النعام ويذبحون عنده، وأما الذي لخثعم فكانوا قد بنوا بيتًا يضاهون به الكعبة، فظهر الافتراق وقوي التعدد، والله أعلم.

جاء في بعض روايات الحديث: «والكعبة اليمانية والكعبة الشامية». قيل: هو غلط والصواب اليمانية فقط، سموها بذلك مضاهاة للكعبة، والكعبة البيت الحرام بالنسبة لمن يكون جهة اليمن شامية. فسموا التي بمكة شامية والتي عندهم يمانية تفريقًا بينهما.

وقوله -صلى الله عليه وسلم- : «ألا تريحيني»: بفتح اللام مخففة أمر متضمن في الطلب، وخص -صلى الله عليه وسلم- جريرًا بذلك لأنها كانت في بلاده وهو من أشراف قومه، والمراد بالراحة هنا راحة القلب؛ وما كان شيء أتعب لقلب رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- من بقاء الشرك بالله تعالى.

قوله: «فبرك النبي -صلى الله عليه وسلم- على خيل أخمس ورجالها خمس مرات» أَحْمَسُ على وزن أحمر هو إخوة نَجِيلَةَ رهط جرير ينتسبون إلى أخمس بن الغوث بن أغارب وبجيلة اسم امرأة نسبت إليها القبيلة المشهورة. قال الحافظ في الفتح: وفي العرب قبيلة أخرى يقال لها أحمس ليست مرادة هنا ينتسبون إلى أحمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار.

وأما بَرَّك وفي رواية بَارك وفي ثالثة دعا لنا ولأحمس خمس مرات.

قول جرير رضي الله عنه: «وكنت لا أثبت على الخيل فضرب على صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري». أي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك ثم دعا له بقوله -صلى الله عليه وسلم- : «اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا». الذي لا يثبت على الخيل يقال له رجل قِلَعٌ وخاصصته الذي لا تثبت قدمه عند الحرب، فلذلك دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لجرير أن يثبته الله تعالى على فرسه، وزاد في دعائه له أن يجعله الله تعالى هاديا مهديا أي هاديا لغيره مهديا في نفسه.

قوله: «فكسرها وحرقها» أي: هدم بناءها، ورمى النار فيما فيها من الخشب.

وقوله: «ولما قدم جرير إلى اليمن» يشعر باتحاد قصته غزوة ذي الخلصة بقصة ذهابه إلى اليمن، وكأنه بعد فراغه من هدم ذي الخلصة وتحريقها، وأرسل رسوله ليبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استمر ذاهبًا إلى اليمن لدعوة أهلها إلى الإسلام وتعريفهم بخبر رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- وإقامة الدين فيهم.

قوله: «يستقسم بالأزلام» أي يستخرج بواسطة ذلك غيب ما يريد أن يفعله ويمضي فيه من خير أو شر، والاستقسام بالأزلام وهي الأسهم التي لا ريش لها واحدها «زَلَمٌ» فكان الواحد منهم إذا أراد فعل أمر «أخذ ثلاثة أسهم وكتب على أحدها [افعل] وعلى الثاني: [لا تفعل] وترك الثالث غُفْلاً أو كتب عليه [غُفْلٌ]. ويقرع بها فإن خرج الذي فيه الأمر بالفعل فعل، وإن خرج الذي فيه النهي انتهى، وإن خرج الغُفْلُ أعاد، ويعتقدون أن في ذلك الخير أو هو الذي يترتب عليه اختيار الخير للفاعل غير رادين الأمر لصاحب الأمر وهو الله رب العالمين، وقد حرم الله تعالى الاستقسام بالأزلام في قوله تعالى: {وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ} عطفا في المحرمات في قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ} الآية.

قوله: «ثم بعث جرير رجلاً أحْمَسَ يكنى أبا أَرْطَاةَ». قال ابن حجر: وقع مسمى في صحيح مسلم بـ «حصين بن ربيعة»، ولبعض رواة مسلم «حسين» وهو تصحيف، قال: ومنهم من سماه «حصن»، وقلبه بعض الرواة فقال: «ربيعة بن حصين»، ومنهم من سماه «أرطاة»، والصواب: أبو أرطاة حصين بن ربيعة وهو ابن عامر بن لاأزور، وهو صحابي يجلي لم أَرَ له ذكرًا إلا في هذا الحديث. اهـ.

قوله: «كأنها جمل أجرب» كناية عن نزغ زينتها وإذهاب بهجتها، وقال الخطابي: المراد أنها صارت مثل الجمل المطلي بالقطران من جربه، إشارة إلى أنها صارت سوداء لما وقع فيها من التحريق. ووقع في بعض الروايات: «أجوف» بدلاً من أجرب، والمعنى أنها صارت صورة بغير معنى. والأجوف الخالي الجوف مع كبره في الظاهر. والله أعلم.

وفي الحديث من الفوائد الجمة والمطالب العظيمة الكثير وأولها وأهمها حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على توحيد الله تبارك وتعالى، وأنه أظهر حزنه وتعبه لوجود أوثان أو أصنام تعبد من دون الله تعالى في أرض الله، وأن همه كانت انتشال الناس من الشرك إلى التوحيد، وألا يتعلق العبد في أي أمر من أموره إلا برب العالمين الذي خلقه وسواه وجعله في أحسن تقويم، وإن كثيرًا من المجتمعات الإسلامية تعج ويشيع فيها ألوان من الإشراك بالله تعالى في ألوهيته خاصة، فإن كثيرًا من المسلمين تتعلق آمالهم ويتوجهون بحوائجهم إلى القبور وأصحابها راجين منها دفع البلاء والضر، وجلب العافية والنفع، وحتى من لم يتعلق بهؤلاء المقبورين فإنه لا يجرؤ على هدم شيء من قبابهم وما بنى عليهم وذلك خشية أن يصيبه صاحب القبر بضر إن هو فكر في ذلك أو تجرأ عليه، ويمتد هذا الاعتقاد حتى يشمل الذبح عند هذه القبور، والنذر لأصحابها وإقامة الاحتفالات، بل قد يصل الأمر إلى تقديم شكاوى لبعض أصحاب هذه لاقبور ليرد إليه مظلمته ممن ظلمه، ومنهم من يطلب الولد ممن يظن أنه يستطيع أن يمنحه الولد من هؤلاء، ومهمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بل وظيفة الرسل جميعًا والعلماء من بعدهم، وظيفتهم تعبيد الناس لرب الناس، وإنك لتعجب ممن ينكرون على الرسل ومن ينكرون على العلماء من بعدهم، وظيفتهم تعبيد الناس لرب الناس، وإنك لتعجب ممن ينكرون على الرسل ومن ينكرون على العلماء دعوتهم إلى توحيد الله عز وجل، فهل الداعي أو العالم يطلب من المدعو أن يترك عبادة شيخه ليعبد شيخ الداعي، حتى يظن أنه يريد صرفه عن عبادة مخلوق ليعبد مخلوقًا آخر؟

إن هذا لشيء عجاب، إنما يدعو الرسل والعلماء- وهم ورثتهم- إلى عبادة الله وحده وترك عبادة غير الله، إن دعوة الرسل هي دعوة لجميع الخلق أن يتوجهوا بعبادتهم لخالق الخلق جميعًا وارزقهم ومدبر أمورهم من بيده ملكوت كل شيء، ولكن إذا ذهب العقل ضل صاحبه وغوى، وتوجه لعبادة المخلوق غير مفرق بين من يملك النفع والضر والموت والحياة والنشور وبين من لا يملك من ذلك شيئًا لنفسه فضلاً عن أن يملك لغيره.

ولا شك أن الهمَّ الأكبر الذي يوجع القلب ويتعبه إنما يتمثل في وجود من يشرك مع الله أحدًا، وإن آيات القرآن الكريم وأحاديث سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- إنما تفيض بهذا الأمر، وهي معلومة لكل ذي عينين بل لكل ذي قلب سليم.

إنه يجب على المسلمين في كل بقاع المعمورة أن يزيلوا ما يفتن الناس عن دينهم سواء كان بناءً أم صنمًا أم وثنًا، وإن التماثيل التي وضعت بالميادين في بلاد المسلمين لهي نذير شر وخطر على عقائد المسلمين، ولا سيما في زمن الجهل بالدين، ولكن إذا كان زعماء بعض الطوائف يقام على قبره بنيان ويُذكرُ بكل فخر أنه بُنى على هيئة الكعبة وأن أبناء هذه الطائفة يطوفون بالقبر كما يطلق المسلمون بالكعبة، فهؤلاء ينأون بأنفسهم عن التوحيد ويلبسون عن الجهلة من أبناء المسلمين، ويصبح الإسلام في نظر أعداء الإسلام مجموعة من الخرافات والخزعبلات، والله لو أن المسلمين فقهوا الإسلام عقيدة وشريعة وعملوا بمقتضاه لغزوا وارتفعوا وما هانوا ولا ذلوا، وما استطاع أعداؤهم ولا تجرؤا أن يطعنوا في الدين الحق الذي رضيه لاله لعباده دينًا، وأخبر سبحانه أنه لا يقبل منهم دينًا سواه.

قال الحافظ ابن حجر: وفي الحديث- من الفوائد- مشروعية إزالة ما يفتتن به الناس من بناء وغيره سواء كان إنسانًا أو حيوانًا أو جمادًا، وفيه استمالة نفوس القوم بتأمير من هو منهم والاستمالة بالدعاء والثناء والبشارة في الفتوح، وقبول خبر الواحد، والمبالغة في نكاية العدو، ومناقب لجرير وقومه، وبركة يد النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعائه، وأنه كان يدعو وترًا وقد يجاوز الثلاث- وهذا تخصيص لعموم قول أنس رضي الله عنه: «كان إذا دعا دعا ثلاثًا». فيحمل على الغالب، وكأن الزايادة لمعنى اقتضى ذلك، وهو ظاهر في أحمس لما اعتمدوه من دحض الكفر ونصر الإسلام ولا سيما مع القوم الذين هم منهم.

نسأل الله العلي العظيم ربَّ العرش العظيم أن يعز أهل التوحيد أهل الحق وأن يذل أهل الباطل أهل الشرك، وأن يهدي ضال المسلمين إلى هدي كتابه وسنة رسوله وأن ينشر لواء التوحيد في كل مكان من أرض الله، وأن يحيينا على توحيده سبحانه ويميتنا عليه، لا إله غيره ولا رب سواه، ولا معبود بحق إلا هو، وأن يحشرنا في زمرة الموحدين مع سيدهم محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- .

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

عدد المشاهدات 5110