المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة

2011-02-06

صفوت نور الدين

  في غمرة أحداث الهزة الأرضية التي أصابت قلب القاهرة النابض ( حماها الله من كل بأس وصانها بالإيمان والعمل الصالح ) وفى مطلع جمادى الأولى توافد إلى القاهرة رجال أعزاء من المهتمين بقضايا الإسلام والمسلمين في كافة بقاع الأرض هم أعضاء الهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة وكان اجتماعهم في المدة من 28/10- إلى 30/10/92 وكان هذا هو الاجتماع الرابع لهذه الهيئة الموقرة وكانت اجتماعاتها الأول من 10- 11 صفر 1409 والثاني 21- 22 صفر 1410 والثالث 12-13 صفر 1412 وهذا هو الرابع من 2- 4 جمادى الأولى 1413 وهى تضم أربعين هيئة ومؤسسة وجمعية من المهتمين بالدعوة والإغاثة فكان الوقت مناسباً حيث أحداث الزلزال لا تزال ماثلة في نفس القاهرة التي تعقد فيها اجتماعات الهيئة التأسيسية ولهذا المجلس اهتمامات بقضايا المسلمين في كافة بقاع الأرض خاصة أن شيخ الأزهر هو رئيس المجلس ووزير الأوقاف المصري من بين أعضائه وللمجلس ولجانه أعمال جليلة يحتاجها المسلمون في كل بقاع الأرض ونستطيع أن نقدم للقارئ الكريم مقتضيات يسيرة جداً مما حوته ملفات وتناولته جلسات المجلس ولجانه.

  * وأبدى المجلس قلقه الشديد لما تقدمه بعض أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية في العالم الإسلامي من موارد إعلامية ذات تأثير سيء على فكر الشباب المسلم وخلقه وعلى المجتمع وأهاب بأجهزة الإعلام الإسلامية أن تدقق النظر فيما تقدمه للشباب وأن تتجنب بث ما يسيء إلى الإسلام أو يمس القيم الإسلامية السامية وكُلفت الأمانة العامة بمداومة الاتصال بالجهات المسؤولة بكل الوسائل الممكنة للحد من هذه الأخطار الهدامة حيث تبين أن ميدان الإعلام والصحافة رغم خطره الكبير في صياغة الرأي العام لا يحظى باهتمام الشباب المسلم لأسباب مختلفة ويرى المجلس ضرورة الاتصال بالجامعات الإسلامية وكليات الشريعة ودعوتها لتدريس فروع هذه المادة وإعداد كوادر من الشباب المؤمن ليأخذ مكانه في أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية وغيرها .

* وفى تقرير اللجنة الدائمة للإعلام والنشر فى 7/10/92 جاء فيها .

  أكد الحاضرون على ضرورة قيام اللجنة والمجلس بدور إيجابى لتقريب وجهات النظر بين الجماعات الإسلامية والسلطات الحاكمة وإزالة ما بينهما من خلاف أدى إلى التصادم وإراقة المزيد من الدماء بما يعطى صورة سيئة عن المسلمين ويسىء للإسلام بما يستغله الأعداء وفى هذا الإطار ينبغى أن يعاود المجلس القيام بزيارات للرؤساء ويلتقى مع الجماعات الإسلامية لإنهاء ما بينهما من تنافر وصدامات لا تخدم إلا أعداء الإسلام .

 * ومن الجدير بالذكر أن المجلس قام بسبع زيارات للرؤساء والملوك شملت زيارة الرئيس محمد حسنى مبارك فى 21/9/ 89 والملك حسين فى عمان فى 14/ 8/ 89 والملك فهد بن عبد العزيز فى 8/ 2/ 90 والشيخ جابر الأحمد فى 28/ 10/ 89 والرئيس السنغالى عبده ضيوف فى 3/11/ 89 والرئيس الموريتانى معاوية ولد طايع فى 5/ 11/ 89 ورئيس وزراء المغرب فى 7/ 11/ 89 .

* تكليف مجموعات عمل لأعداد وتأليف بعض الكتب عن الإسلام بعيداً عن الخلافات وبفكر موحد منفتح ملتصق بالعالم الإسلامى المعاصر يوضح مفهوم الإسلام ودوره فى حل المشكلات على أن يسير هذا الإعداد على محورين محور يقدم للمسلمين والآخر لغير المسلمين وذلك بما يتناسب مع كل فئة وذلك فى إطار تنسيق متبادل مع الجامعات والهيئات والجهات القادرة على القيام بمثل هذا العمل فى شكل موسوعة كاملة أو سلسلة من الكتب لخدمة الفكر الإسلامى من كل جوانبه .

 * الصهيونية وحلفاؤها من المسيحيين الغربيين يحرصون على الصاق تهم الأصولية بالإسلام كدين وعقيدة ويرفضون التسليم بوجود إسلام معتدل مسالم لأن أى قدر من الإسلام يحقق قدراً من الفضيلة والالتزام لدى الفرد العربى أو المسلم هو قدر مناوىء للاحتلال الصهيونى كاره لإسرائيل وإذن يجب أن يحارب من البداية حتى لو كان معتدلاً ، وقد حاول أصدقاء الصهيونية ترويج هذا المفهوم حتى بين بعض القادة السياسيين المسلمين وهى ظاهرة خطيرة تلتقى فيها عوامل مختلفة السياسييت المسلمين وهى ظاهرة خطيرة تلتقى فيها عوامل مختلفة صحيحة وزائفة وتحتاج إلى الدراسة والتأمل من المفكرين المسلمين لإحباط هذه الجهود الشريرة .

 * يجب التفريق بين ما يسمى الإسلام الأصولى – مع الخلاف على هذه التسمية أصلاً – وبين الصحوة الإسلامية المشروعة التى تعمل على إدخال فضائل الإسلام وأخلاقه وقيمه فى الحياة العامة ، وما يحمله ذلك من نتائج إيجابية على المجتمعات العربية والإسلامية وعلى علاقاتها بالآخرين ، وإذا كان من الممكن تحديد الأصولية بأنها استخدام العنف بدل الحوار ، فإن ذلك ليس قاصراً على المسلمين ، ونحن نرى مثله فى إيرلندا الشمالية على سبيل المثال ، ولا يمكن أن يتخذ ذلك ذريعة لالصاق التهمة بالمسيحية كدين ، وقد عتبنا أن الصحافة تبالغ فى نشر أخبار العنف " الإسلامى " لكنها تتجاهل حقيقة أن القادة المسلمين البارزين والمفكرين وغالبية الشعوب الإسلامية تستنكر العنف المنفلت . وهنا يجب التحذير من وضع الإسلام كله تحت تسمية الأصولية لأن ذلك سيوقد لتعميم التطرف وليس العكس .

 هذا ولقد بذل المجلس ولجانه جهوداً كبيرة في التعرف على مشكلات المسلمين فى العالم واقتراح الحلول والتوصيات بها وتنفيذ ما يمكن تنفيذه من هذه التوصيات .

 فيقول الأمين العام للمؤتمر : من المفيد أن نذكر فى هذه المناسبة أن المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة هو أول محاولة جادة لجمع العمل الإسلامى الشعبى والرسمى فى مشروع موحد . يقوم على المرونة والاعتدال والاعتراف بالواقع القائم الذى يحكم استناد العمل على تطوير هذا الواقع باستمرار ليكون أكثر قوة وصلابة فى وجه التحديات ووسائلنا لذلك هى التشاور والموعظة والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم .

 ويقول : لقد استطاع هذا المجلس والحمد لله رغم حداثة مولده وتواضع إمكاناته والظروف الصعبة التى مر بها فى هذه الفترة القصيرة أن يعلو على موج الأحداث وأن يحقق الكثير فى مجالات التنسيق التى أشرنا إلى طرف منها غير أن الشوط الأكبر لا يزال أمامنا ينتظر العمل والإقدام . وثقتنا فى الله تعالى أولاً ثم إخواننا ، وهم على مستوى المسئولية وعند حسن الظن إن شاء الله أن يدعموا هذه المسيرة .

 هذا ونحن إذ نشكر لله هذه الجهود وندعو الله لها نسعد أن نكون مع كل جهد مخلص وعمل جاد للدعوة إلى الله سبحانه بالحكمة والموعظة الحسنة والله من وراء القصد .

عدد المشاهدات 4736