الآثار الإيمانية لأسماء الله وصفاته، مع أول الأسماء وأعظمها "اللـّــه جـلَّ جـلالُـه"

2019-01-21

اللجنة العلمية

الآثار الإيمانية لأسماء الله وصفاته

مع أول الأسماء وأعظمها "اللـّــه جـلَّ جـلالُـه"

اللـــه؛ اسمٌ لصاحبه كلّ كمال، وكل مدح، وكل حمد، وكل ثناء، وكل مجد، وكل جلال، وكل إكرام، وكل عزٍّ، وكل جمال، وكل خير وجود وبرٍّ وفضل وإحسان.

فما ذُكِر هذا الاسم في قليل إلا كثَّره، ولا عند خوف إلا أزاله، ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عندَ هَمٍّ وغَمٍّ إلا فَرَّجَه، ولا عند ضِيقٍ إلا وَسَّعه، ولا تعلَّقَ به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليلٌ إلا أناله العِزَّ، ولا فقيرٌ إلا أغناه، ولا مُسْتَوْحِش إلا آنسَه، ولا مغلوب إلا أيّده ونصره، ولا مضطر إلا كشف ضرَّه، ولا شَرِيد إلا آواه.

فهو الاسم الذي تُكشَف به الكُربات، وتُسْتَنْزَل به البَرَكات وتُستجاب به الدعوات، وتُقَالُ به العثرات، وتُسْتَدْفَع به السيئات، وتُسْتَجْلَب به الحسنات، وبه قامت الأرض والسموات.(1)

المسألة الأولى: معنى لفظ الجلالة

 "الله" هو الاسم المُفرد العَلَمُ الدَّالُّ على جميع الأسماء الحسنى والصفات العُلَى مطابقةً وتضمنا والتزاما.(2)

قال ابن القيم: فاسم الله هو الاسم الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال، ويدخل في هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى.(3)

فاسم (الله) دالٌّ على الأسماء الحسنى بالإجمال؛ والأسماء الحسنى تفصيلٌ وتبيين لصفات الإلهية التي اشتق منها اسم الله.(4)

- (الله ) هو الإله الحق

فالإله بمعنى المألوه وهو المعبود؛ فالله سبحانه ذو الألوهية التي لا تنبغي إلا له ومعنى ألِه يأله إلهة، عَبَدَ يعبد عبادة، فالله المألوه أي: المعبود.(5)

عن عبد الله بن عباس -رضى الله عنهما- قال: الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.(6)

قال تعالى: { وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} [الزخرف: 84]

فهو وحده سبحانه المألوه المعبود في السماوات والأرض فأهل السماوات كلهم، والمؤمنون من أهل الأرض، يعبدونه، ويعظمونه، ويخضعون لجلاله، ويفتقرون لكماله.(7)

المسألة الثانية: مكانة هذا الاسم وخصائصه

اسم " الله " جلّ جلاله هو الاسم الجامع، وعلم الأعلام، ولهذا كان له خصائص كثيرة، منها:

1- أنّه علَمٌ اختصّ به سبحانه، فلم يتسمّ به أحدٌ حتّى أعْتى الجبابرة.

2- أنه الأصل لجميع الأسماء الحسنى وتُضاف الأسماء إليه، ولا يُضاف إليها، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180] وقال تعالى: { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } [طه: 8]

ألا ترى أنك تقول الرحمن من أسماء الله تعالى والرحيم من أسماء الله ونحو ذلك؛ ولا تقول الله من أسماء الرحمن.وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ).(8)

3- مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى

فاسم (الله) مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى، دالٌّ عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية التي اشتق منها هذا الاسم.(9)

فمرجع الأسماء الحسنى كلها لهذا الاسم ومدار معانيها راجع إليه.

4- وهو أيضا الاسم الذي اقترنت به عامة الأذكار المأثورة، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41، 42]

فالتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير والحوقلة والحسبلة والاسترجاع والبسملة وغيرها من الأذكار مقترنة بهذا الاسم غير منفكة عنه، فإذا كبّر العبد أو حمد أو سبح أو هلل ذكره ولابد، وهكذا عامة الأذكار.(10)

5- ومن خصائص هذا الاسم أنه اختص بكلمة التوحيد التي لا يصحّ إسلام أحد من النّاس إلاّ بالنّطق بها.عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضى الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ).(11)

6- لا تنعقد صلاة أحد من النّاس إلاّ بالتلفّظ به، فلو قال: الرّحمن أكبر! لم تنعقد صلاته.

7- ومن خصائصه أيضا أنه أكثر الأسماء الحسنى ورودا في القرآن، فقد ورد هذا الاسم في القرآن أكثر من ألفين ومأتي مرة، وهذا لم يكن لغيره من الأسماء.(12)

المسألة الثالثة: ثبوت التفاضل بين الأسماء الحسنى

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ).(13)

وكما هو معلوم عند أهل السنة أن هذا الحديث لا يفيد حصر الأسماء الحسنى في هذا العدد، وأنَّ قصاراه الدلالةُ على فضيلة هذه الأسماء التسعة والتسعين، وأنَّها اختصت بأنَّ مَن أحصاها دخل الجنة، وفي هذا دلالةٌ على تفاضل الأسماء الحسنى خلافاً لمن نفى ذلك.(14)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقول من قال صفات الله لا تتفاضل ونحو ذلك قولٌ لا دليل عليه..، وكما أنَّ أسماءه وصفاته متنوعة فهي أيضًا متفاضلة كما دلَّ على ذلك الكتابُ والسنةُ والإجماعُ مع العقل.(15)

ومن هذا اختصاص اسم الله الأعظم بالأفضلية على باقي الأسماء الحسنى، وليس معنى القول بتفاضل الأسماء أن يكون في الاسم المفضول مظنة العيب والنقص، وإنما يكون هناك فاضل وأفضل، وحسَنٌ وأحسن، وعظيم وأعظم.

- هل لفظ الجلالة هو الاسم الأعظم؟

وَرَدَ في تعيين الاسم الأعظم أقوال تبلغ عشرين قولاً جمعها السيوطي في كتابه "الدر المنظم في الاسم الأعظم" وكثير منها ظاهرٌ ضعفه لعدم قيام دليل صحيح صريح على صحته وثبوته.

والتحقيق أنَّ الاسم الأعظم اسم جنس لا يراد به اسم معين، فإنَّ أسماء الله نوعان:

أحدهما: ما دلَّ على صفة واحدة أو صفتين أو تضمن أوصافًا معدودة.

والثاني: ما دلَّ على جميع ما لله من صفات الكمال، وتضمَّن ما له من نعوت العظمة والجلال والجمال، فهذا النوع هو الاسم الأعظم لما دلَّ عليه من المعاني التي هي أعظم المعاني وأوسعها.

فاللهُ اسم أعظم، وكذلك الصمد، وكذلك الحي القيوم، وكذلك الحميد المجيد، وكذلك الكبير العظيم، وكذلك المحيط.وهذا التحقيق هو الذي تدل عليه التسمية وهو مقتضى الحكمة، وبه أيضًا تجتمع الأقوال الصحيحة كلُّها، والله أعلم.(16)

- هل إجابة الدعاء متوقفة على ذكر اسم الله الأعظم في الدعاء؟

الثابت القطعي أن من حقَّق شروط إجابة الدعاء، وانتفت عنه موانع الإجابة، استجاب الله له وإن لم يدعُه باسمه الأعظم، فليس أمر الاسم الأعظم كما يظن البعض- كلمة سِحْرية يردِّدها البعض ليضمن الإجابة على الفور مهما كان حاله.

قال أبو سليمان الداراني: كان عندنا شيخ يزعمون أنه يعرف اسم الله الأعظم، فأتيته فقلت: يا عم، بلَغَنا أنك تعرف اسمَ الله الأعظم فقال: يا ابن أخي، تعرف قلبك؟ قلت: نعم، قال: فإذا رأيته رَقَّ وأقبل فسَلِ الله حاجتَك فذلك اسم الله الأعظم.(17)

قال الشيخ ابن باز: الصواب أنَّ الأعظم بمعنى العظيم، وأنَّ أسماء الله سبحانه كلّها حسنى، وكلها عظيمة، ومن سأل الله سبحانه بشيء منها صادقًا مخلصًا سالمًا من الموانع رُجيت إجابته، ويدل على ذلك اختلاف الأحاديث الواردة في ذلك، ولأنَّ المعنى يقتضي ذلك، فكلُّ أسمائه حسنى، وكلّها عظمى.(18)

المسألة الرابعة: وقفات مع صفة الإلهية

الوقفة الأولى: بيان أهمية هذه الصفة ومكانتها

أ- هي الصفة الجامعة للأسماء الحسنى والصفات العُلى

قال ابن القيم: لأن الاسم الدال على هذه الصفة هو اسم (الله) جل جلاله، فإِن هذا الاسم هو الجامع للأسماء والصفات، ولهذا تضاف الأَسماءُ الحسنى كلها إليه فيقال: الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أَسماء الله، ولا يقال: الله من أَسماءِ الرحمن، قال الله تعالى: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف: 180].(19)

ب بالألوهية بعث الله الرسل وأنزل الكتب

الدعوة إلى صفة الإلهية هي وظيفة الرسل وأتباعهم الحنفاء.قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]

ج- صفة الألوهية هي الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

مع الألوهية افترق الناس، وصاروا فريقين: فريقا مشركين في السعير، وفريقا موحدين في الجنة.فالإلهية هي التي فرقتهم، كما أن الربوبية هي التي جمعتهم.

فألّهه وحده السعداءُ، وأقروا له طوعا بأنه الله الذي لا إله إلا هو، الذي لا تنبغي العبادة والتوكل، والرجاء والخوف، والحب والإنابة والإخبات والخشية، والتذلل والخضوع إلا له.(20)

د صفة الألوهية عليها قيام الشرع والأمر

فالدين والشرع، والأمر والنهي مبدأه وقيامه من صفة الإلهية.(21)

هـ - صفة الألوهية هي الحق الذي سيُسأل عنه الأولون والآخرون

فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟.فجواب الأولى بتحقيق " لا إله إلا الله " معرفة وإقرارا وعملا.

وجواب الثانية بتحقيق " أن محمدا رسول الله " معرفة وإقرارا وانقيادا وطاعة.(22)

- أعظم الصفات أجرًا وأقواها أثرًا

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رضى الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ نَبِيَّ اللهِ نُوحًا لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ وُضِعْنَ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً، لقَصَمَتْهُنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ).(23)

قال سفيان بن عيينةَ: ما أنعمَ اللَّهُ على عبدٍ من العبادِ نعمةً أعظمُ من أن عرَّفهم "لا

إلهَ إلا اللَّهُ.(24)

وعن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو -رضى الله عنهما- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ).(25)

الوقفة الثانية: الآثار الإيمانية لاسم (الله) وصفة الألوهية

فصفة الأُلوهية أعظم الصفات مكانة وأعلاها قدْرا، لذلك فهي أعظم الصفات أثرا في القلوب وتأثيرا في الإيمان، لو أُعطيت حقها من التعبد بها، فمن آثارها العظيمة:

 - شعور العبد بحاجته واضطراره إلى الله مع كل نفَسٍ من أنفاسه

فحاجة العباد إلى ربهم في عبادتهم إياه وتألههم له، كحاجتهم إليه في خَلْقه لهم، ورزقه إياهم،

ومعافاة أبدانهم، وستر عوراتهم، وتأمين روعاتهم، بل حاجتهم إلى تألهه ومحبته وعبوديته أعظم، فإن ذلك هو الغاية المقصودة لهم.ولا صلاح لهم ولا نعيم ولا فلاح ولا لذة ولا سعادة بدون ذلك بحال.(26) لذلك قال تعالى: { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50]

قال ابن عباس: فِرُّوا منه إليه، واعملوا بطاعته.وقال سهل بن عبد الله: فروا مما سوى الله إلى الله.(27) لأنكم لن تجدوا أحلم ولا أرحم ولا أكرم ولا أجود من الله تعالى.

- امتلاء قلب العبد بمحبة الله

قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165]

فكيف لا يحبُّ العبدُ بكل قلبه وجوارحه مَن يُحسن إليه على الدوام بعدد الأنفاس، مع إساءته؟ فخيره إليه نازل، وشره إليه صاعد، يتحبب إليه بنعمه وهو غني عنه، والعبد يتبغض إليه بالمعاصي وهو فقير إليه، فلا إحسانه وبره وإنعامه إليه يصده عن معصيته، ولا معصية العبد ولؤمه يقطع إحسان ربه عنه.(28)

- ومِن أعجب الأشياء أن تعرفَه ثم لا تُحبَّه.(29) لأن المحبة حقيقة العبودية.(30)

- فعباد الرحمن وخاصته هم الذين يحبونه من كلِّ قلوبهم محبةً تتضاءل أمامها جميعُ المحابِّ، فلا يعارض هذه المحبة في قلوبهم محبة الأولاد والوالدين وجميع محبوبات النفوس، فلما تمَّت محبة الله في قلوبهم أحبوا ما أحبه من أشخاص وأعمال وأزمنة وأمكنة، فصارت محبتهم وكراهتهم تبعًا لإلههم وسيدهم ومحبوبه.(31)

- الاستغناء بالله عمن سواه

قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } [الزمر: 36] قل: بلى يا ربنا.....

فمَن اتسع قلبه لمشهد الإِلهية وقام بحقه من التعبد الذى هو كمال الحب بكمال الذل والتعظيم والقيام بوظائف العبودية، فقد تمَّ له غناه بالإِله الحق، وصار من أَغنى العباد، ولسان حال مثل هذا يقول:

غَنيتُ بلا مال عن الناس كلهم...وإِن الغنَى العالي عن الشيء لا به

فيا له من غنى ما أَعظم خطره وأَجل قدره، تضاءَلت دونه الممالك كلها.(32)

- الوصول إلى تمام العبودية وكمالها

حين يُعطى العبدُ مشهدَ الإلهية حقَّه من الفهم والعمل بما يوجبه، يصل بذلك إلى تمام العبودية وكمالها، لأن هذا المشهد (مشهد الإلهية) هو الجامع لكل أسماء الله وصفاته.

قال ابن القيم: وأكمل الناس عبودية المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر، فلا تحجبه عبودية اسم عن عبودية اسم آخر، وهذه طريقة الكُمَّل من السائرين إلى الله، وهي طريقة مشتقة من قلب القرآن، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180] والدعاء بها يتناول دعاء المسألة، ودعاء الثناء، ودعاء التعبد، وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها، ويأخذوا بحظهم من عبوديتها؛ وهو سبحانه يحب موجب أسمائه وصفاته.(33)

- الشعور بالتقصير في حق الله والبعد عن العجب

فالعبودية الحقة هي علم العبد بما يستحقه الرب جل جلاله من حقوق العبودية، والتزام آدابها الظاهرة والباطنة، وشروطها، ثم يرى العبد أنه أضعف وأعجز وأقل من أن يوفيها حقا، وأن يرضى بها لربه.

وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو أكمل الخلْق عبودية لله تعالى يبيت يراوح بين قدميه حتى تورمتا من طول قيامه، ثم بعد ذلك يناجي ربه قائلا (لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ).(34)

وعن عُتْبَة بن عَبْد -رضى الله عنه- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لو أنَّ رجلاً يُجَرُّ على وجْهِهِ مِنْ يومِ وُلدَ إلى يومِ يمَوتُ هَرَماً في مَرْضاةِ الله عزَّ وجلَّ لَحَقَرَهُ يومَ القِيامَةِ).(35)

الوقفة الثالثة: كيف نتعبد لله تعالى باسمه (الله) وبصفة الألوهية؟

- وثق إيمانك بالله فأنت به لا بغيره

مَن أراد علو بنيانه فعليه بتوثيق أساسه وإحكامه وشدة الاعتناء به، فإن علو البنيان على قدر توثيق الأساس وإحكامه، فالأعمال والدرجات بنيانٌ وأساسها الإيمان، ومتى كان الأساس وثيقا حمل البنيان واعتلى عليه وإذا تهدّم شيء من البنيان سهل تداركه وإذا كان الأساس غيرُ وثيق لم يرتفع البنيان ولم يثبت وإذا تهدم شيء من الأساس سقط البنيان أو كاد فالعارف همتُه تصحيح الأساس وإحكامه، والجاهل يرفع في البناء عن غير أساس فلا يلبث بنيانه أن يسقط؛ قال تعالى {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109]

 فاحمل بنيانك على قوة أساس الإيمان، ولتقوية هذا الأساس أمران: صحة المعرفة بالله وأمره وأسمائه وصفاته، والثاني تجريد الانقياد له ولرسوله دون ما سواه فهذا أوثق أساس أسس العبدُ عليه بنيانه وبحسبه يعتلي البناء.(36)

- أخلص لله في جميع العبادات

قال تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي } [الزمر: 11 - 14]

فالله عز وجل هو المستحق لجميع أنواع العبادة وحده لا شريك له، لأن أوصاف الألوهية اشتملت على جميع أوصاف الكمال، وأوصاف الجلال والعظمة والجمال، وأوصاف الرحمة والبرِّ والكرم والامتنان.(37)

- عظم ربك وكبّره تكبيرا

كل ما يخطر بنفس العباد من التعظيم فالله أكبر منه، سواء من الملائكة والجن والإنس، فهو سبحانه فوق ما يُثني عليه العباد، كما قال أعلم الناس به: (لا أُحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك).فكلما قال العبد "الله أكبر" تحقق قلبُه بأن يكون الله في قلبه أكبر من كل شيء؛ فلا يبقى لمخلوق على القلب ربانية تساوي ربانية الرب فضلا عن أن تكون مثلها.(38)

- كن من أهل الخشية والهيبة لله تعالى

كلما كان العبد بالله أعرف وإليه أقرب، كانت هيبته وإجلاله في قلبه أعظم، وهذه هيبة الجلال، فإنها متعلقة بذات الله وصفاته، وهي أعلى من درجة خوف العامة.(39)

لذلك فأشد الناس هيبة وخشية لله تعالى هم الأنبياء والملائكة والعالمون بالله العاملون بأمره، قال الإمام الغزالي بعد أن ذكر صور ونماذج من مخاوف الأنبياء والملائكة والصالحين: هذه مخاوف الأنبياء والأولياء والعلماء والصالحين، ونحن أجدر بالخوف منهم، ولكن ليس الخوف بكثرة الذنوب ولكن بصفاء القلوب وكمال معرفة علام الغيوب.(40)

- خلّصْ قلبَك من الأغيار

سئل أبو سليمان الداراني: ما أ فضل ما يتقرب به العبد إلى الله عز وجل؟ فقال: أفضل ما تتقرب به إلي ربك، أن يطلع على قلبك وأنت لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو.

فلَيْتكَ تحلُو والحياةُ مَرِيرةٌ...وليتكَ ترضَى والأنامُ غِضَابُ

وليتَ الذي بيني وبينكَ عامرٌ...وبيني وبينَ العالمينَ خَرَابُ

إذا صَحَّ منكَ الودُّ فالكلُّ هَيِّنٌ...وكُلُّ الذي فوقَ الترابِ ترابُ

وقال سهل بن عبد الله: ما من ساعة إلا والله مطلعٌ على قلوب العباد، فأي قلب رأى فيه غيرَه سلَّط عليه إبليس.

و سُئل الشبلي عن قوله عز وجل {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور: 30]

 فقال: أبصار الرؤوس عما حرَّم الله، وأبصار القلوب عما سوى الله عز وجل.(41)

أردناكم صِرْفا فَلَمَّا مزجتُم...بَعُدتم بِمِقْدَار الْتِفاتِكم عَنَّا

وقُلْنَا لكم لَا تُسكنوا الْقلب غَيرنَا...فأسكنتم الأغيارَ مَا أَنْتُم مِنَّا(42)

- تخلّص من الكبر

الكبر يتنافى تماما مع حقيقة العبودية، لأن العبودية مبناها على كمال الحب مع كمال الذل، وتأمل كيف ربط الله تعالى بين تقرير إلهيته وبين السبب الذي منع الكفار من الإقرار بإلهيته ألا وهو الكبر فقال تعالى {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} [النحل: 22، 23]

فأعظم الأسباب التي حملت هؤلاء على كفرهم وعنادهم هو الكبر، لذلك مُنع صاحبُه من دخول الجنة بتلبسه بمثقال ذرة منه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضى الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ).(43)

فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الكبر مقابلا للإيمان، فإن الكبر ينافي حقيقة العبودية، كما ثبت في حديث

 أَبِي هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (قَالَ اللهُ - عز وجل -: الْعِزُّ إِزَارِي وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ).(44) فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية، والكبرياء أعلى من العظمة؛ ولهذا جعلها بمنزلة الرداء، كما جعل العظمة بمنزلة الإزار.

ولهذا كان شعار الصلوات، والأذان، والأعياد هو: التكبير، وكان مستحبا في الأمكنة العالية كالصفا والمروة، وإذا علا الإنسان شرفا أو ركب دابة ونحو ذلك.(45)

 فلو العبدُ عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال وعرف نفسه بالنقائص والآفات لم يتكبر ولم يغضب لها ولم يحسد أحدا على ما أتاه الله فإن الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله وأحب زوالها عنه والله يكره ذلك فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته ولذلك كان إبليس عدوه حقيقة لأن ذنبه كان عن كبر وحسد.(46)

- أظهر الافتقار والذل والانكسار للملك الجبار

فشعار العبودية الصادقة (أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ).(47)

وكَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: (اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ، وَإِذَا أَمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).(48)

فأعظم ما يوجبه مشهد العبودية للمؤمن هو الذل والانكسار والخضوع والافتقار للرب جل جلاله، فيشهد في كل ذرةٍ من ذراته الباطنة والظاهرة ضرورةً تامة، وافتقارا تاما إلى ربه ووليه، ومن بيده صلاحه وفلاحه، وهداه وسعادته؛ وذرة من هذا المشهد ونَفَسٍ منه أحب إلى الله من طاعات أمثال الجبال من المُدلِّين المُعْجبين بأعمالهم وعلومهم وأحوالهم، وأحب القلوب إلى الله سبحانه قلب قد تمكنت منه هذه الكسرة، وملكته هذه الذلة، فهو ناكس الرأس بين يدي ربه، لا يرفع رأسه إليه حياء وخجلا من الله.

قيل لبعض العارفين: أيسجد القلب؟ قال: نعم يسجد سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم اللقاء.وإذا سجد القلب لله هذه السجدة العظمى سجدت معه جميع الجوارح.(49)

فالعبودية تعني كمال الافتقار الذل والانكسار إلى الله من كل وجه، وهذا الافتقار هو عين الغنى.(50)

- فادعوه بها مسألة وطلبا

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ -رضى الله عنه- قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلًا يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، قَالَ: فَقَالَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى).(51)

وعن مِحْجَن بْن الْأَدْرَعِ -رضى الله عنه- قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اَللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، قَالَ: فَقَالَ: (قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ) ثَلَاثًا.(52)

- وأخيرا التسمية: بعبد الله

التسمية بالأسماء التي فيها تعبيد لله تعالى من أفضل الأسماء وأحبها إلى الله تعالى، عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رضى الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ).(53)

---

(1) تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، لسليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (ص: 14) بتصرف.

(2) فدلالة اسمه تعالى "الله" على ذاته عز وجل مطابقة، وعلى صفة الإلهية تضمنا، وعلى جميع صفات الجلال والكمال التزاما. راجع معارج القبول (1/ 119).

(3) بدائع الفوائد (2/ 249)

(4) مدارج السالكين (1/ 56)

(5) معارج القبول بشرح سلم الوصول (1/ 67)

(6) تفسير الطبري (1/ 121)

(7) تفسير السعدي (ص: 770)

(8) رواه البخاري (2736) ومسلم (2677) وراجع في ذلك المعنى مدارج السالكين (1/ 56)

(9) مدارج السالكين (1/ 56)

(10) فقه الأسماء الحسنى لعبد الرزاق البدر (91)  

(11) رواه البخاري (392)

(12) فقه الأسماء الحسنى لعبد الرزاق البدر (90 - 91)  بتصرف

(13) رواه البخاري (2736) ومسلم (2677)

(14) فقه الأدعية والأذكار للبدر (1/ 151)

(15) مجموع الفتاوى (17/ 211)

(16) فتح الرحيم الملك العلام للشيخ السعدي (ص: 12)

(17) حلية الأولياء (10/ 163)

(18) فتح الرحيم الملك العلام للشيخ السعدي (ص: 13)

(19) طريق الهجرتين وباب السعادتين (ص: 45)

(20) مدارج السالكين (1/ 58)

(21) مدارج السالكين (1/ 58)

(22) زاد المعاد (1/ 36)

(23) رواه أحمد (2/ 170) والبخاري في الأدب المفرد (548) والطبراني (13655) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 259)

(24) تفسير ابن رجب الحنبلي (2/ 274)

(25) رواه أحمد (2/ 213) والترمذي (2639) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 262)

(26) إغاثة اللهفان (1/ 30)

(27) مدارج السالكين (1/ 467)

(28) الداء والدواء (ص: 230)

(29) الفوائد لابن القيم (ص: 47)

(30) مدارج السالكين (3/ 28)

(31) فتح الرحيم الملك العلام للشيخ السعدي (ص: 14)

(32) طريق الهجرتين (ص: 45)

(33) مدارج السالكين (1/ 420)

(34) رواه مسلم (486) من حديث عائشة ’.

(35) رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 424)

(36) الفوائد لابن القيم (ص: 156)

(37) فتح الرحيم الملك العلام للشيخ السعدي (ص: 12)

(38) قاعدة حسنة في الباقيات الصالحات (ص: 35)

(39) مدارج السالكين (1/ 512)

(40) إحياء علوم الدين (4/ 188) بتصرف

(41) التبصرة لابن الجوزي (2/ 209)

(42) المدهش (ص: 326)

(43) رواه مسلم (91)

(44) رواه مسلم (2620)  وأبو داود (4090)

(45) الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/ 190)

(46) الفوائد لابن القيم (ص: 158)

(47) رواه مسلم (771) من حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.

(48) رواه البخاري في الأدب المفرد (1199) والترمذي (3391) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة  (1/ 525)

(49) مدارج السالكين (1/ 428)

(50) طريق الهجرتين(ص: 47) بتصرف

(51) رواه أبو داود (1493) والترمذي (3475) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (2/ 708)

(52) رواه أبو داود (985) وصححه الألباني في صحيح أبي داود - الأم (4/ 140)

(53) رواه أبو داود (4949) والترمذي (2833) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 95)

عدد المشاهدات 7263