الهزيمة النفسية - خطبة (الواعظ رجب 1438هـ)

2017-03-30

اللجنة العلمية

الهزيمة النفسية

الهزيمة النفسية

أعراضها أسبابها و علاجها

أعراض الهزيمة النفسية

أسبابها

آثارها

علاجها

مقدمة: إن أخطر مرض يُمكن أن تصاب به أمةٌ من الأمم هو اليأس والانكسار الداخلي. . . اليأس القتَّال، والخور المميت، والثقة المفقودة، كل هذه هي العدو الحقيقي، والعقبة الكبرى التي تواجه المسلمين، ولنأخذ العبرة مما حلَّ بيهود بني النضير حين غلبهم المسلمون حيث أنهم لم يُؤتَوا لنقصٍ في ذخيرتهم أو عددهم أو ضعف حصونهم، ولكن الله تعالى أصابهم بذنوبهم من داخلهم، إذ قذف في قلوبهم الرعب، فكان ذلك أكبر المصائب وكان العامل في تسليم ديارهم وتخريب بيوتهم

. . . قال تعالى: {مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2]

فأول بوادر الهزيمة العسكرية لأي أمة، هي الهزيمة النفسية واليأس والإحباط، ولذلك سنبين أعراض هذا المرض وأسبابه ونتائجه وعلاجه نصحا لأمتنا وتحذيرا لها من أن يصيبها هذا المرض الخطير

أعراض الهزيمة النفسية

إن للهزيمة النفسية أعراضاً كثيرة خطيرة أهمها ما يلي:

العرض الأول: التقليد الأعمى للأمم الأخرى

بحجة التقدم والحضارة لدول الغرب وتأخر بلاد المسلمين نعق الناعقون بالتقليد الأعمى، والتبعية المقيتة لأهل الباطل، وهذا عرَضٌ من أعراض الهزيمة النفسية، يقول ابن خلدون: المغلوب مولعٌ أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيّه ونحلته وسائر أحواله. (1)

وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-عن وقوع ذلك في أمته إذا فقدوا ثقتهم بربهم وشرعهم، وطلبوا الرقي والتقدم من زبالات أفكار أعدائهم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (( لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ ))، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: (( فَمَنْ )). (2)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ القُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ))، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَفَارِسَ وَالرُّومِ؟ فَقَالَ: (( وَمَنِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ )). (3)

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بني إسرائيل حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ )). (4)

العرض الثاني: اليأس من إمكانية التغيير

لما أرسل الله موسى رسولاً لبني إسرائيل؛ لينقِذَهم من ظلم فرعون، وليخرجهم من عبادة العِباد إلى عبادة ربِّ العباد - اتَّهموا موسى بأنَّه كان سببًا في أذيَّتهم؛ قال الله تعالى: { قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 128، 129] فهمْ ومع أنَّهم يعلمون أنَّ موسى - عليه السلام - نبي من عند الله، وأنَّ في طاعتهم له فلاحًا لهم جميعًا - إلا أنَّ روحهم الانهزامية، التي ترفض التغيير، وتَميل إلى الرِّضا بالواقع - دفعتْهم إلى اتِّهام موسى - عليه السلام - أنَّه كان سببًا آخَر لأذيَّتِهم.

وهذا العرض الخطير أصاب بعض المسلمين في هذه الأيام ممن يرددون هذه الكلمات التي أصبحت تمثل معتقداً لدى بعض المسلمين فهم يرددون "لا فائدة"، "أنت تؤذن في خرابة"، "أنت تنفخ في رماد" "تفرغ لتجارتك. . ولأولادك! ! لوظيفتك! ! هلك الناس". . . . وقد شخَّص النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- هذه النفسيات المهزومة تشخيصاً دقيقاً، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (( إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ )). (5)

قال النووي: روي أهلكهم على وَجْهَيْنِ مَشْهُورَيْنِ رَفْعُ الْكَافِ وَفَتْحُهَا وَالرَّفْعُ أَشْهَرُ وَمَعْنَاهَا أَشَدُّهُمْ هَلَاكًا وَأَمَّا رِوَايَةُ الْفَتْحِ فَمَعْنَاهَا هُوَ جَعَلَهُمْ هَالِكِينَ لَا أَنَّهُمْ هَلَكُوا فِي الْحَقِيقَةِ، وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ هَذَا الذَّمَّ إِنَّمَا هُوَ فِيمَنْ قَالَهُ عَلَى سَبِيلِ الْإِزْرَاءِ عَلَى النَّاسِ وَاحْتِقَارِهِمْ وَتَفْضِيلِ نَفْسِهِ عَلَيْهِمْ وَتَقْبِيحِ أَحْوَالِهِمْ لِأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ سِرَّ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ قَالُوا فَأَمَّا مَنْ قَالَ ذَلِكَ تَحَزُّنًا لِمَا يَرَى فِي نَفْسِهِ وَفِي النَّاسِ مِنَ النَّقْصِ فِي أَمْرِ الدِّينِ فَلَا بَأْسَ عَلَيْهِ. (6)

فهذا عرَض خطير من أعراض الهزيمة النفسية ألا وهو اليأس من إمكانية التغيير لهذا الواقع المر الأليم الذي تحياه الأمة.

العرض الثالث: السلبية المقيتة المتمثلة في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

لقد أظلت سماء الأمة سحابةٌ قاتمةٌ من هذه السلبية القاتلة، المسلم يرى أخاه المسلم على معصية ويهز كتفه ويمضي كأن الأمر لا يعنيه، قال ابن القيم -رحمه الله-: وَأَيُّ خَيْرٍ فِيمَنْ يَرَى مَحَارِمَ اللَّهِ تُنْتَهَكُ وَحُدُودَهُ تُضَاعُ وَدِينَهُ يُتْرَكُ وَسُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُرْغَبُ عَنْهَا وَهُوَ بَارِدُ الْقَلْبِ سَاكِتُ اللِّسَانِ؟ شَيْطَانٌ أَخْرَسُ، وَهَلْ بَلِيَّةُ الدِّينِ إلَّا مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ إذَا سَلَّمْت لَهُمْ مَآكِلَهُمْ وَرِيَاسَاتِهِمْ فَلَا مُبَالَاةَ بِمَا جَرَى عَلَى الدِّينِ؟. (7)

فيُترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة هيبة الناس أو الحياء منهم، وقد نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك كما في حديث أَبِي سَعِيدٍ الخدري -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ هَيْبَةُ النَّاسِ، أَنْ يَتَكَلَّمَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ أَوْ سَمِعَهُ)).(8)

ومن المعلوم من سُنن الله الماضية أن يُسَلِّط عقوباته على المجتمعات التي تفرِّط في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79]

فالهلاك والضياع لمن فرّط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قدرته على ذلك، والنجاة لمن أمر ونهى مع التزام الضوابط الشرعية لذلك، ولنا في هذه الآيات عبرة وعظة، {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } [الأعراف: 164، 165]

وقال تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} [هود: 116]

فنحن جميعاً نركب سفينة واحدة فيها الصالح والطالح، إن نجت السفينة نجا الجميع، وإن هلكت هلك الجميع، كما في حديث النُّعْمَان بْن بَشِيرٍ -رضي الله عنهما-، أن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (( مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا )). (9)

العرض الرابع: الخوف من إظهار الهوية الإسلامية

وهذا عرض فَتّاك من أعراض الهزيمة النفسية، يخشى المسلم الآن في زماننا أن يُظهر السُنة! ! وأن يظهر هويته وبعزةٍ واستعلاء ويخشى أن يُتهم بالإرهاب، بالتخلف، بالجمود بالرجعية، وعدم القدرة على الانفتاح العصري! إلى آخر هذه التهم، والله تعالى يقول: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]

فلا تهِنوا ولا تحزَنوا فإن الإيمانَ يوجب قوةَ القلب والثقةَ بصنع الله تعالى وعدمَ المبالاة بأعدائه. (10) وقال تعالى: { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [المنافقون: 8]

فإن كنت مؤمنا صادقا فأظهر هويتك وأعتز بدينك وعقيدتك وأظهر شعائر دينك

أسباب الهزيمة النفسية

للهزيمة النفسية أسباب كثيرة وعديدة من أهمها:

السبب الأول: ضعف الإيمان

قال السَّرِيّ السَّقطي: ضَعفُ الْإيمان أَصْلُ كلِّ إثم وهَمٍّ وغَمٍّ. (11)

فالأسباب الحقيقية لكل انحطاط داخلية لا خارجية، وليس علينا أن نلوم العواصف حين تحطم شجرة نخرة في أصولها، إنما اللوم على الشجرة النخرة نفسها، لذلك فإن أخطر سبب من أسباب الهزيمة النفسية هو ضعف الإيمان.

قال ابن القيم: إذا أُصيب العبد بمصيبة في نفسه أو ماله، أو بإدالة عدوه عليه، فإنما هي بذنوبه، إما بترك واجب، أو فعل محرم وهو من نقص إيمانه. (12)

السبب الثاني: الجهل بطبيعة الطريق الموصِّل إلى الله

إن الطريق إلى الله ليس هيناً. . . الطريق إلى الله ليس مفروشاً بالورود والزهور، بل إن الطريق مفروش بالمكاره، محفوف بالعنت وبالأذى والابتلاء فيأتي كثير من الناس يردد كلمة الإيمان يحسبها سهلة هينة، يرددها في وقت الرخاء وهو يظن أن الكلمة هينة فإذا ما تعرض على الطريق لأول محكٍ عملي من الفتن والأذى انقلب على عقبيه وتخلى عن طريق الله، قال سبحانه: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } [الحج: 11]

فلابد من معرفة طبيعة الطريق حتى لا تنزلق مع أول منعطف من المنعطفات على طريق المحن والفتن و الابتلاءات، قال تعالى: { الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } [العنكبوت: 1 - 3]

السبب الثالث: ثلاثية. . العجز والكسل والوهن

المفاسد كلها ثمرة العجز والكسل والوهن، وهذه الأمور الثلاثة مفتاح كل شر وأصل المعاصي كلها.(13)

قال الإمام الراغب الأصفهاني: من تعطّل وتبطّل انسلخ من الإنسانية، بل من الحيوانية وصار من جنس الموتى. (14)

وها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبين لنا الداء ويوضحه، كما في حديث ثَوْبَانَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا )). ، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: (( بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ ))، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: (( حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ )). (15)

السبب الرابع: قلة العلم بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-

وكيف لم تهزمه أعاصير الكفر، ولم تزده في نفسه إلا ثباتًا ويقينًا، إلى أن استعذبت ألسنة العرب والعجم شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فلم تكن الأحزاب لتقهره، ولم تكن المغريات لتثنيه، بل سار على طريق ربه عز وجل إلى أن أقر الله عينه بأمته في الدنيا، وسيقر الله عينه بها في الآخرة، لتكون أكثر الأمم دخولاً الجنة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (( عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ. . )). (16)

بعض آثار الهزيمة النفسية

عندما تتمكن الهزيمة النفسية من فرد أو جماعة أو أمة تتسبب في أمراض خطيرة منها:

- الإحباط الدائم واللامبالاة

المنهزمون نفسيا: تجدُهم دائمًا يتحدَّثون عن الواقع السيِّئ، وعن العجْز الذي نعيشُه، وأنَّ غيرَنا حقَّق ما يُريد، فلو أنَّنا كنَّا نقدر على فعل شيءٍ لفعلْناه، وإذا كانت هُناك بعض النِّقاط الإيجابيَّة أو بعض الإنْجازات والنَّجاحات التي تَحقَّقت، فيعمِدون إلى إخفائِها وتشويهها والادِّعاء بأنَّها محض صدفة.

- انحطاط الهمم وانحدار الاهتمامات والرضا بالواقع

الرِّضَا بالواقع وإن كان مؤلمًا مرًّا، وبالتالي عدم حدوث أي تغيير، بل يعمدون إلى محاربة أي مُحاولة للتقدُّم والتغيير؛ بِحجَّة أنَّ هذا سيجلب لَهُم الكثيرَ من المتاعِب، والادِّعاء بأنَّ الحال هكذا أفضل.

وعندما تملَّكت هذه الروح الانهزاميَّة من المسلمين في مراحل معيَّنة، جلبت الكثير من المتاعب، فمثلاً عندما قام التَّتار باجتِياح العالم الإسلامي، ودخول بغداد، وقتْل الخليفة العباسي، كان الجندي من التتار يسير في الشَّارع بلا سلاح، فيقابِل الرَّجُل المسلم، فيقول له: ابقَ مكانَك ولا تتحرَّك حتَّى آتيَ بسيف فأقتُلك، فيبقى المسلم كما هو حتَّى يقتله التتري.

- التنازل عن الحقوق

الروح الانهزاميَّة تدفع الناس بسبب اليأس الذي تملَّكهم إلى التنازُل عن حقوقِهم؛ بِحجَّة أنَّه لا يمكن استرْجاعها، فهم ليسوا قادرين على ذلك، وبالتالي فعليهم الرِّضا بما يُرْمى لهم، فهو أفضل من اللاشيء.

- الانغماس في الشهوات وما يُشبع الغرائز.

- الإكثار من النقد للآخرين

- عدم محبة الناجحين، والعمل دوما على تشويه صورتهم والبحث عن نقائصهم.

- سيطرة أحلام اليقظة على العقل، والأماني الكاذبة بالاشتهار بين الناس، وفعل الخوارقوالمعجزات.

- علاج الهزيمة النفسية

وهذه بعض الأسباب والوسائل التي تقي المسلم من الوقوع في هُوة اليأس والإحباط

1- تقوية الصلة بالله والاعتصام به سبحانه

وهذا أعظم أسباب القوة النفسية والقلبية والبدنية، فلا حول ولا طَول ولا هداية لنا إلا بالله العلي العظيم قال تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ } [التغابن: 11]

وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [آل عمران: 101]

فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور، مكفى، مدفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه من بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته، ظاهرا وباطنا. (17)

2- معرفة سنن الله في كونه

فلله في كونه سنن لا تتغير ولا تتبدل ولا تحابي أحدا، ومعرفتها واليقين بها سبب لثبات القلوب وانشراح الصدر والرضا عن الله والشرع، منها على سبيل المثال:

- من ظن أن الله لا يتم أمره، ولا يؤيد حزبه، ويعليهم ويظفرهم بأعدائه، ويظهرهم عليهم، وأنه يديل الشرك على التوحيد، والباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها التوحيد والحق اضمحلالا لا يقوم بعده أبدا، فقد ظن بالله ظن السوء، ونسبه إلى خلاف ما يليق بكماله وجلاله وصفاته. (18)

- ومنها: أن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة، والدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام. (19)

- ومنها: أن الله تعالى قد يُديل الكافرين على المؤمنين تارة كما يديل المؤمنين على الكافرين ثم تكون العاقبة للمؤمنين.

- وإذا كان في المسلمين ضعف وكان عدوهم ظاهرا عليهم فذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم؛ إما لتفريطهم في أداء الواجبات باطنا وظاهرا وإما لعدوانهم بتعدي الحدود باطنا وظاهرا. (20)

3- القيام بواجب الدعوة إلى الله حسب الاستطاعة

عَن تَميمٍ الدَّارِيِّ -رضي الله عنه-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (( الدِّينُ النَّصِيحَةُ )). قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: (( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ )). (21)

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهما-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً )). (22)

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ )).(23)

4- نشر روح الأمل والثقة بالله، والقضاء على روح اليأس والإحباط بين أفراد الأمة

هذا هو منهج خير الأنام -صلى الله عليه وسلم- فكان -صلى الله عليه وسلم- يقول: (( يُعْجِبُنِي الفَأْلُ )) قَالُوا: وَمَا الفَأْلُ؟ قَالَ: ((كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ )). (24)

وكَانَ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، قَالَ: (( بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا )). (25)

5- التخلص من الوهن والعجز والكسل

عَن أنسِ بن مَالِكٍ -رضي الله عنه-: كُنْتُ أَسْمَعُ النبي -صلى الله عليه وسلم- كَثِيرًا يَقُولُ: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ من العَجْزِ وَالكَسَلِ )). (26)

وعلمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نقول في أذكار الصباح والمساء (( اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ )). (27)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ )). (28)

قال النووي: والمراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداما على العدو في الجهاد وأسرع خروجا إليه وذهابا في طلبه وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى في كل ذلك واحتمال المشاق في ذات الله تعالى وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات وأنشط طلبا لها ومحافظة عليها ونحو ذلك. (29)

6- الاعتزاز بهذا الدين والثقة بنصرة رب العالمين لأوليائه المتقين

قال الله تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور: 55]

7- علو الهمة والبعد عن سفاسف الأمور

فلأن تضيء شمعة خير لك من أن تلعن الظلام ألف مرة. . . . فأعظم ما يدفع عن العبد الانكسار والذل والهوان بعد الإيمان بالله، أن يكون ذا همة عالية ونفس أبية تتطلع إلى المعالي وتترفع عن الدناءات، وهذا ما يوجب للعبد محبة الله، عَن الحُسين بن علِيّ -رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأُمُورِ وأَشْرَافَهَا، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا )). (30)

فعلو الهمة يستلزم الجد، والإباء، وطلب المعالي، ونشد الكمال، والترفع عند الدنايا، والصغائر، ومحقرات الأمور.

والهمة العالية لا تزال بصاحبها تضربه بسياط اللوم والتأنيب، وتزجره عن مواقف الذل، واكتساب الرذائل، وحرمان الفضائل حتى ترفعه من أدنى دركات الحضيض إلى أعلى مقامات المجد والسؤدد.(31)

قال ابن القيم: فمَن عَلَتْ هِمّتُه، وخشعتْ نفسُه اتصف بكل خُلُقٍ جميل، ومَن دنتْ همتُه، وطغتُ نفسُه اتصف بكلِّ خُلُقٍ رَذيل.

وقال: فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار. (32)

8- قراءة سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والتخلق بأخلاقه الرفيعة، وسجاياه العظيمة

وكذلك أخلاق صحبه الكرام الذين سادوا الدنيا بأخلاقهم، ومحاولة الاقتداء بهم؛ لما في ذلك من خير عظيم للإنسان؛ قال الله - تعالى -: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

9- القراءة الصحيحة لتاريخ الأمة وسير السلف الصالح

لا لمجرد الثقافة الذهنية الباردة، وإنما لأخذ العبر من ناحية، ولتتدفق في عروق الأجيال دماءُ الغيرة والعزة والكرامة من ناحية أخرى، وليعلم الجميع أن سلفنا الصالح أخضعوا أكبر الدول في زمانهم مثل دولة الفرس والروم، ونشروا العدل والأمن والاستقرار.

10- مجاهدة النفس للتخلص من أدوائها

قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت: 69]

قال ابن كثير -رحمه الله-: قوله: {والذين جاهدوا فينا} يعني: الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين {لنهدينهم سبلنا}، أي: لنبصرنهم سبلنا، أي: طرقنا في الدنيا والآخرة. (33)

وعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ )). (34)

قال ابن حزم -رحمه الله-: كَانَت فِيَّ عُيُوب فَلم أزل بالرياضة واطلاعي على مَا قَالَت الْأَنْبِيَاء صلوت الله عَلَيْهِم والأفاضل فِي الْأَخْلَاق وَفِي آدَاب النَّفس؛ أعاني مداواتها حَتَّى أعَان الله عز وَجل على أَكثر ذَلِك بتوفيقه وَمَنّه. (35)

---

(1) تاريخ ابن خلدون (1/ 184)

(2) رواه البخاري (7320) ومسلم (2669)

(3) رواه البخاري (7319)

(4) رواه الترمذي (2641) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (6/ 141)

(5) رواه مسلم (2623)

(6) شرح النووي على مسلم (16/ 175)

(7) إعلام الموقعين عن رب العالمين (2/ 121)

(8) رواه أحمد (3/ 53) والترمذي (2191) وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 322)

(9) رواه البخاري (2493)

(10) تفسير أبي السعود (2/ 89)

(11) الزهد الكبير للبيهقي (ص: 352)

(12) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (2/ 182)

(13) راجع زاد المعاد (2/ 326) و (2/ 329)

(14) الذريعة الى مكارم الشريعة لأبي الراغب الأصفهانى (ص: 269)

(15) رواه أحمد (5/ 278) وأبو داود (4292) وصححه الألباني السلسلة الصحيحة (2/ 647)

(16) رواه البخاري (5752) ومسلم (220)

(17) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (2/ 182)

(18) زاد المعاد في هدي خير العباد (3/ 205)

(19) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن تيمية (ص: 29)

(20) مجموع الفتاوى (11/ 645)

(21) رواه مسلم (51)

(22) رواه البخاري (3461)

(23) رواه مسلم (49)

(24) رواه البخاري (5776) ومسلم (2224) من حديث أنس -رضي الله عنه-.

(25) رواه البخاري (69) ومسلم (1732) من حديث أبي موسى -رضي الله عنه-.

(26) رواه البخاري (2893) ومسلم (2706)

(27) رواه مسلم (2723) من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-.

(28) رواه مسلم (2664)

(29) شرح النووي على مسلم (16/ 215)

(30) رواه الطبراني (1076) والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 150) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 384)

(31) سوء الخلق، لمحمد بن إبراهيم الحمد (ص: 98)

(32) الفوائد لابن القيم (ص: 144) و (ص: 177)

(33) تفسير ابن كثير (6/ 296)

(34) رواه أحمد (6/ 22) والترمذي (1621) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1133)

(35) الأخلاق والسير في مداواة النفوس (ص: 33)

عدد المشاهدات 4905