خطبة: عبودية الكائنات لرب البريات (سلسلة الواعظ عدد ذو الحجة 1437هـ)

2016-09-01

اللجنة العلمية

عبودية الكائنات لرب البريات

عبودية الكائنات لرب البريات

إنَّ الله سبحانه وتعالى اتصف بصفات الكمال والجمال، وتنزَّه عن كلِّ عيبٍ ونقصٍ، وهو غنيٌّ عما سِواه من المخلوقات، وكل المخلوقات مُفتقِرةٌ إليه، قال سبحانه: { إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } [إبراهيم: 8].

لا تنفعه طاعة العباد مهما أطاعوه، ولا تضره معصيتهم مهما عصوه، لذلك قال سبحانه ((يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا )). (1)

إنه الله ذو الجلال والكبرياء، ذلَّ له كلُّ شيءٍ، وأسلمَ طوعًا وكرهًا، استسلمَ له المؤمنُ بقلبِه وظاهره، والكافرُ مُستسلمٌ له كرهًا بالتسخير والقهر، قال عز وجل: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83]

دانَ الجميعُ لله، فمَن في السماوات والأرض والطيرُ كلُّها تُصلِّي لله وتعبُده بحسب حالِها اللائِق بها، قال عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [النور: 41]

وتدخلُ الملائكةُ كل يومٍ البيتَ المعمور في السماء تُصلِّي فيه لله سبحانه، ، فعَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ -رضي الله عنهما-، في حديث المعراج الطويل وفيه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((فَرُفِعَ لِي البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقَالَ: هَذَا البَيْتُ المَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ)). (2)

بل منهم مَن حالُه القيام أو السجود الدائم لله رب العالمين، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ لَهُمْ: ((تَسْمَعُونَ مَا أَسْمَعُ؟ )) قَالُوا: مَا نَسْمَعُ مِنْ شَيْءٍ. قَالَ: ((إِنِّي لَأَسْمَعُ أَطِيطَ السَّمَاءِ، وَمَا تُلَامُ أَنْ تَئِطَّ، وَمَا فِيهَا مَوْضِعُ شِبْرٍ إِلَّا وَعَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ أَوْ قَائِمٌ ). (3)

وعَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ أَطَّتِ السَّمَاءُ، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ )). (4)

وجميعُ الكائنات تسجُد خاضِعةً ذليلةً لله، قال عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } [الحج: 18].

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: وَالسُّجُودُ مَقْصُودُهُ الْخُضُوعُ، وَسُجُودُ كُلِّ شَيْءٍ بِحَسْبِهِ سُجُودًا يُنَاسِبُهَا وَيَتَضَمَّنُ الْخُضُوعَ لِلرَّبِّ. (5)

يقول ابن القيم -رحمه الله-: هُوَ سُجُودُ الذُّلِّ وَالْقَهْرِ وَالْخُضُوعِ، فَكُلُّ أَحَدٍ خَاضِعٌ لِرُبُوبِيَّتِهِ، ذَلِيلٌ لِعِزَّتِهِ، مَقْهُورٌ تَحْتَ سُلْطَانِهِ تَعَالَى. (6)

والدوابُّ والملائكةُ تسجُد خوفًا من الله، قال تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[النحل: 49، 50]

والشمسُ تذهبُ كلَّ يومٍ تحت العرش لتسجُد لربها وتستأذنه في إكمال مسيرها، عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه-، أنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال له حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: ((أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟ ))، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ((فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ، فَلاَ يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلاَ يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ} [يس: 38] )). (7)

قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ -رحمه الله-: وَقد أنكر قوم سُجُود الشَّمْس وَهُوَ صَحِيح مُمكن. وَلَا مَانع من قدرَة الله تَعَالَى أَن يمكَّن كل شَيْء من الْحَيَوَان والجمادات أَن يسْجد لَهُ. (8)

بل كلُّ ما له ظلٌّ في الكونِ يسجُد لله، قال سبحانه: { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} [النحل: 48]

قال ابن كثير -رحمه الله-: يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ عَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ وَكِبْرِيَائِهِ الَّذِي خَضَعَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، وَدَانَتْ لَهُ الْأَشْيَاءُ وَالْمَخْلُوقَاتُ بِأَسْرِهَا: جَمَادُهَا وَحَيَوَانَاتُهَا، وَمُكَلَّفُوهَا مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْمَلَائِكَةِ، فَأَخْبَرَ أَنَّ كُلَّ مَا لَهُ ظِلٌ يتفيأُ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ، أَيْ: بُكْرَةً وَعَشِيًّا، فَإِنَّهُ سَاجِدٌ بِظِلِّهِ لِلَّهِ تَعَالَى.

قَالَ مُجَاهِدٌ: إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ سَجَدَ كلُّ شَيْءٍ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. (9)

ومع صلاةِ المخلوقاتِ لله وسُجودِهم له فإنهم يُسبِّحونه، قال تعالى: { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44]

والرعد يُسبِّح بحمده سبحانه، قال تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد: 13]

والنملُ يُقدِّسُ الله ويُنزِّهُه عن الشريك والمثيل، عن أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: ((قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ، فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ )). (10)

والنباتُ يُسبِّح الله وحده قال جل في علاه: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } [الرحمن: 6]

فالنجم مَا لَيْسَ لَهُ سَاق من النَّبَات وَالشَّجر مَا له سَاق وَكلهَا سَاجِدَة لله مسبحة بِحَمْدِهِ

قال ابن القيم -رحمه الله-: فتبارك الله ربُّ العالمين الذي يعلمُ مساقِط تلك الأوراق ومنابِتها، فلا تخرجُ منها ورقةٌ إلا بإذنه، ولا تسقُط إلا بعلمِه، ومع هذا فلو شاهَدَها العبادُ على كثرتها وتنوُّعها وهي تُسبِّح بحمد ربِّها مع الثمار والأفنان والأشجار لشاهَدوا من جمالِها أمرًا آخر، ولرأوا خِلقتَها بعينٍ أخرى، ولعلِموا أنها لشأنٍ عظيمٍ خُلِقَت وَأَنَّهَا لم تُخلق سدى. (11)

وكان الصحابةُ -رضي الله عنهم-، وهم مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يسمَعون تسبيحَ الطعام، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود -رضي الله عنه-، قَالَ: لَقَدْ كُنَّا نَأْكُلُ الطَّعَامَ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ. (12)

وكلُّ ذرَّةٍ في الكون تُوحِّدُ الله، قال تعالى: { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } [الإسراء: 44]

قال ابن كثيرٍ -رحمه الله-: وَهَذَا عَامٌّ فِي الْحَيَوَانَاتِ وَالنَّبَاتِ وَالْجَمَادِ. (13)

وكيفيةُ التسبيح لا يعلمُها إلا الله، قال عز وجل: { وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44]

ومع تسبيحِ الحجارة لله تهبِطُ من علوِّها خشيةً من الله خاضعةً مُنكسِرةً له، قال عز وجل: { وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [البقرة: 74]

وتتصدع عند سماع ذكره قال سبحانه: { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } [الحشر: 21]

والسماءُ والأرضُ مُطيعةٌ لله مُمتثلةٌ أمرَه، قال سبحانه: { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11]

ولما عُرِض عليها وعلى الجبال حملُ الأمانة التي هي التكاليفُ الشرعية ولهنَّ ثوابٌ إن فعلن ذلك، وإن لم يقُمن بها فعليهنَّ العقاب، أبَيْن حملَها خوفًا أن لا يقُمنَ بما حمَّلهنَّ لا عِصيانًا لربِّهنَّ قال جل شأنه: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72]

وهذه جماداتٌ تحبُّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانت تُسلِّم عليه في حياته، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ )). (14)

وعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه-، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمَكَّةَ، فَخَرَجَ فِي بَعْضِ نَوَاحِيهَا فَمَا اسْتَقْبَلَهُ شَجَرٌ، وَلَا جَبَلٌ إِلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. (15)

وجِذعُ نخلةٍ فارقَه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فحنَّ له الجِذعُ وبكى؛ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما-: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ، فَإِنَّ لِي غُلاَمًا نَجَّارًا قَالَ: ((إِنْ شِئْتِ))، قَالَ: فَعَمِلَتْ لَهُ المِنْبَرَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ قَعَدَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى المِنْبَرِ الَّذِي صُنِعَ، فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ الَّتِي كَانَ يَخْطُبُ عِنْدَهَا، حَتَّى كَادَتْ تَنْشَقُّ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى أَخَذَهَا، فَضَمَّهَا إِلَيْهِ، فَجَعَلَتْ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّتُ، حَتَّى اسْتَقَرَّتْ، قَالَ: ((بَكَتْ عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ )). (16)

وكَانَ الْحَسَنُ البصريُّ -رحمه الله- إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَوْقًا إِلَى لِقَائِهِ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَشْتَاقُوا إِلَيْهِ. (17)

وصخرةٌ تحرَّكت حين صعِد عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأكابرُ صحابته -رضي الله عنهم-، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ -رضي الله عنهم- فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((اهْدَأْ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ )). (18)

بل اهتزَّ جبلٌ بأكمله لما صعِدَه النبي -صلى الله عليه وسلم- مع خلفاء راشِدين، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى أُحُدٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، قَالَ: ((اثْبُتْ أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدَانِ )). (19)

قال ابن المُنيِّر -رحمه الله-: وهذه هزَّةُ الطرَب، ولهذا نصَّ على مقام النبُوَّة والصدِّيقيَّة والشهادة التي تُوجِبُ سُرورَ ما اتَّصَلت به. (20)

ومن أطاعَ الله ورسولَه وهو مؤمنٌ فإن جبلَ أُحُد يُحبُّه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ)). (21)

قال النووي -رحمه الله-: أُحُدٌ يُحبُّنا حقيقةً، جعلَ الله تعالى فيه تمييزًا يحبّ به. (22)

وكان عند آل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيوانٌ وحشيٌّ إذا دخل النبي بيتَه لم يتحرَّك الحيوان؛ لئلا يُؤذِي النبي -صلى الله عليه وسلم-، قَالَتْ عَائِشَةُ -رضي الله عنها-: كَانَ لآلِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَحْشٌ، فَإِذَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لَعِبَ وَاشْتَدَّ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا أَحَسَّ بِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ دَخَلَ، رَبَضَ، فَلَمْ يَتَرَمْرَمْ مَا دَامَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي الْبَيْتِ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يُؤْذِيَهُ. (23)

وجميعُ المخلوقات سِوى العصاة من الثَّقَلين تشهد للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -رضي الله عنهما-، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ سَفَرٍ، حَتَّى إِذَا دَفَعْنَا إِلَى حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ بَنِي النَّجَّارِ، إِذَا فِيهِ جَمَلٌ لاَ يَدْخُلُ الْحَائِطَ أَحَدٌ إِلاَّ شَدَّ عَلَيْهِ، قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَجَاءَ حَتَّى أَتَى الْحَائِطَ، فَدَعَا الْبَعِيرَ، فَجَاءَ وَاضِعًا مِشْفَرَهُ إِلَى الأَرْضِ، حَتَّى بَرَكَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((هَاتُوا خِطَامَهُ ))، فَخَطَمَهُ، وَدَفَعَهُ إِلَى صَاحِبِهِ، قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ، وقَالَ: ((إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، إِلاَّ يَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلاَّ عَاصِيَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ )). (24)

بل إن أهل السماوات والأرضين ممن يعبد الله ويوحده يدعون ويستغفرون لمعلمي الناس الخير، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ في البحر لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ )). (25)

والشجر والحجر الكلُّ يُوالِي المُؤمنين وينصُرُهم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: ((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ )). (26)

ومنها ما يُلبِّي بتلبِيَة المُسلم، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ، أَوْ شَجَرٍ، أَوْ مَدَرٍ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا )). (27)

وتبكِي السماءُ والأرضُ حُزنًا على فراقِ المؤمن، قال سبحانه عن قوم فرعون: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} [الدخان: 29]

وأَتَى ابنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- رجلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} فَهَلْ تَبْكِي السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ عَلَى أَحَدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ إِلَّا وَلَهُ بَابٌ فِي السَّمَاءِ مِنْهُ يَنْزِلُ رِزْقُهُ، وَفِيهِ يَصْعَدُ عَمَلُهُ، فَإِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ فَأُغْلِقَ بَابُهُ مِنَ السَّمَاءِ الَّذِي كَانَ يَصْعَدُ فِيهِ عَمَلُهُ وَيَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ بَكَى عَلَيْهِ، وَإِذَا فُقِدَ مُصَلَّاهُ مِنَ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يُصَلِّي فِيهَا وَيَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا بَكَتْ عَلَيْهِ. (28)

وأما العُصاةُ فإن المخلوقات تتأذَّى منهم، وإذا ماتوا استراحَت منهم؛ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيِّ -رضي الله عنه-، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ، فَقَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: ((الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ أَذَى الدُّنْيَا وَنَصَبِهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلَادُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَابُّ )). (29)

والشركُ بالله أعظمُ الذنوب، وإذا سمعَت الجمادات شركًا به تعالى فزِعَت إِعْظَامًا لِلرَّبِّ وَإِجْلَالاً له لانتِقاص حقِّه في الألوهية، قال سبحانه: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا } [مريم: 88 - 91]

قال ابن كثيرٍ -رحمه الله-: أَيْ: يَكَادُ يَكُونُ ذَلِكَ عِنْدَ سَمَاعِهِنَّ هَذِهِ الْمَقَالَةَ مِنْ فَجَرَةِ بَنِي آدَمَ، إِعْظَامًا لِلرَّبِّ وَإِجْلَالًا؛ لِأَنَّهُنَّ مَخْلُوقَاتٌ وَمُؤَسَّسَاتٌ عَلَى تَوْحِيدِهِ. (30)

وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [فاطر: 41]

قال ابن القيم -رحمه الله-: وَلَوْلَا أَنَّ رَحْمَتَهُ سَبَقَتْ غَضَبَهُ، وَمَغْفِرَتَهُ سَبَقَتْ عُقُوبَتَهُ، لَزُلْزِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ مِنْ مَعَاصِي الْعِبَادِ. (31)

وقال: في الآية إشعار بأن السموات والأرض تهم وتستأذن بالزوال لعظم ما يأتي به العباد فيمسكها بحلمه ومغفرته. (32)

ونطقَ طائرٌ بالإنكار على المُشركين من بني آدم لشِركهم بالله، ودعاهم إلى التوحيد، قال الهُدهُد لسليمان عليه السلام: { أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [النمل: 22 - 26]

ولما كان الهُدهُد داعيًا إلى الخير وعبادة الله وحده والسجود له نُهِي عن قتله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ: النَّمْلَةُ، وَالنَّحْلَةُ، وَالْهُدْهُدُ، وَالصُّرَدُ )). (33)

وعلل النهي عن قتل الضفدع قائلا ((إِنَّ نَقِيقَهَا تَسْبِيحٌ )). (34)

فالكلُّ من الملائكة والجمادات والنباتات والحيوانات نطقَ بتنزيه الله وتوحيده، وسجدَ لله وأطاعَه.

وحقيقٌ ببني آدم أن يكونوا ضمن هذه المنظومة المتكاملة التي تدور كلها في رحي العبودية لله رب العالمين، مع علمهم بغناه سبحانه عنهم، وأنهم أحوج ما يكونوا لعبادة ربهم جل وعلا

قال ابن القيم -رحمه الله-: اعلم أَن حاجة العبد إِلى أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً في محبته ولا في خوفه ولا في رجائه. . . . . أَعظم من حاجة الجسد إِلى روحه والعين إِلى نورها. بل ضرورته إلى ربه وحاجته إِليه لا تشبهها ضرورة ولا حاجة بل هي فوق كل ضرورة وأَعظم من كل حاجة، ولهذا قال إِمام الحنفاء: {لا أُحِبّ الاَفِلِينَ} [الأنعام: 76]. (35)

وإذا حقَّق الإنسانُ العبوديةَ كان في أعلى درجاتِ الإنسانيةِ وأسمى مراتبِ الشرفِ وأسمى درجاتِ الكمال بقدرِ ما يُحققُ من العبودية، يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: كَمَالُ الْمَخْلُوقِ فِي تَحْقِيقِ عُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ وَكُلَّمَا ازْدَادَ الْعَبْدُ تَحْقِيقًا لِلْعُبُودِيَّةِ ازْدَادَ كَمَالُه وَعَلَتْ دَرَجَتُهُ. (36)

ثم ليعلم أن العبودية سبب للسعادة الأبدية قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: مَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ الْأَبَدِيَّةَ، فَلْيَلْزَمْ عَتَبَةَ الْعُبُودِيَّةِ.

وقال أيضا: فَأَسْعَدُ الْخَلْقِ: أَعْظَمُهُمْ عُبُودِيَّةً لِلَّهِ. (37)

---

(1) رواه مسلم (2577) من حديث أبي ذر -رضي الله عنه-.

(2) رواه البخاري (3207) ومسلم (164)

(3) رواه الطبراني في الكبير (3112) وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 506)

(4) رواه الترمذي (2312) وحسنه الألباني في صحيح الجامع(1/ 481) قال ابن الأثير ‘: الأَطِيط صَوْتُ الْأَقْتَابِ. وأَطِيطُ الْإِبِلِ: أصْوَاتُها وحَنِينُها. أَيْ أَنَّ كَثْرَةَ ما فيها من الملائكة قد أثقلها حَتَّى أَطَّتْ. وَهَذَا مَثَلٌ وَإِيذَانٌ بِكَثْرَةِ الْمَلَائِكَةِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ َثم أَطِيطٌ، وَإِنَّمَا هُوَ كلامُ تَقْرِيبٍ أُرِيدَ بِهِ تَقْرِيرُ عَظَمَةِ اللَّهِ تَعَالَى. النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 54)

(5) مجموع الفتاوى (1/ 45)

(6) مدارج السالكين (1/ 128)

(7) رواه البخاري (3199)

(8) عمدة القاري (15/ 119)

(9) تفسير ابن كثير (4/ 575)

(10) رواه البخاري (3019)

(11) مفتاح دار السعادة (1/ 226)

(12) رواه البخاري (3579)

(13) تفسير ابن كثير (5/ 79)

(14) رواه مسلم (2276)

(15) رواه الحاكم في المستدرك (2/ 677) وذكره الألباني في صحيح السيرة النبوية (ص: 95)

(16) رواه البخاري (2095)

(17) فتح الباري لابن حجر (6/ 602)

(18) رواه مسلم (2417)

(19) رواه البخاري (3686)

(20) شرح القسطلاني لصحيح البخاري (6/ 97)

(21) رواه البخاري (1482) من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.

(22) شرح النووي على مسلم (9/ 139)

(23) رواه أحمد (6/ 112) قولها: وحش، أي: حيوان وحشي، ولعله كان قبل تحريم المدينة، وكان قد صيد من الحل.

قولها: ربض، أي: جلس. لَمْ يَتَرَمْرَمْ: أَيْ سَكَنَ وَلَمْ يَتَحَرَّكْ. النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 263)

(24) رواه أحمد (3/ 310) وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ 295) وَاضِعًا مِشْفَرَهُ: المشفر للبعير كالشفة للإنسان. والخطام: الحبل الذي يقاد به البعير

(25) رواه الترمذي (2685) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 776)

(26) رواه مسلم (2922)

(27) رواه الترمذي (828) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1005)

(28) تفسير ابن كثير (7/ 254)

(29) رواه البخاري (6512) ومسلم (950)

(30) تفسير ابن كثير (5/ 266)

(31) الداء والدواء (ص: 88)

(32) عدة الصابرين (ص: 278)

(33) رواه أبو داود (5267) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1170)

(34) رواه الطبراني في الأوسط (3716) من حديث عبد الله بن عمروٍ -رضي الله عنهما- وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (10/ 330)

(35) طريق الهجرتين (ص: 57) باختصار

(36) مجموع الفتاوى (10/ 176)

(37) مجموع الفتاوى (1/ 39)

عدد المشاهدات 4510