رسالة إلى مسئول

2010-12-02

صفوت نور الدين

حضرة الأستاذ الدكتور وزير التعليم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يطيب لى أن أتقدم باسمي وبالنيابة عن أعضاء مجلس الإدارة بتهنئتكم بحلول العام الدراسي الجديد ونتمنى من الله العلى القدير أن يوفقكم لتحمل أعباء تربية الأجيال فى مصرنا الحبيبة - صانها الله بشرعه - وتنشئتها على أساس العقيدة الإسلامية والخلق القويم لتكون ذخراً للإسلام وحصناً للمسلمين محافظة على هوية الأمة أمام هجمات الأعداء فتلك أمانة كبرى نسأل الله أن يعينكم عليها فيتخرج من مدارسكم الابن النابه الذى يحفظ كتاب الله والذي يعرف سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرى فيه المثل الأعلى والأسوة الحسنة له . كما يتعلم سيرة الأبطال مثل خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب وأسامة بن زيد وغيرهم من هؤلاء الأخيار وأيضاً يتخرج من البنات من ترى قدوتها فى أخيار النساء مثل عائشة وأسماء وفاطمة وغيرهن من النساء اللائى تربين فى مدرسة المعلم الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحي علمه شديد القوى .

نهيب أيها الوزير المسلم الطيب الناجح أن يكون صلاح الجيل كله على أيديكم فتنظر نظرة بعين المسلم الواعي الفاقه لدينه إلى الأبناء فإن تركهم دون عناية أخرج منهم منحرفين ومدمنين فليس هناك من علاج إلا بتعلم الإسلام القويم .

والله ينصر من ينصر دينه ويخذل من يخذل دينه فكن لدين الله ناصراً يكن الله لخطاك مسدداً ولك معاوناً دائماً .

أيها الوزير النابه إن الدين الذى ننتمي إليه صار فى واقع الناس مهجوراً وفى علمهم مجهولاً والمهمة الكبرى ملقاة على عاتقك أنت ، ويوم القيامة يسأل الله كل إنسان عن أمانته التى أؤتمن عليها ويومها لا يوجد محام يدافع إلا العمل الصالح " يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا " .

وانطلاقاً من هذا الشعور ورجاء أن يجمعنا ربنا فى نعيم الجنة وأن ينجينا من النار نتوجه بهذه الكلمات التى تخرج من القلوب التى أحبت بلادها وأبناءها ودينها .

وانطلاقاً منها لا نجد لنا من ملاذ إلا الدعاء لله رب العالمين أن يجرى الخير على أيديكم وأن يصلح الأبناء بعلمكم الصالح وأن يوفقكم فى قراراتكم وتوجيهاتكم وأن يبقى ذلك فى ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

أيها الوزير الشاب نحب لروح الإسلام أن تجرى فى عروقكم وأن تنقل بفهم صحيح وسلوك قويم لكافة الأبناء . والله الهادى إلى الصراط المستقيم إنه نعم المولى ونعم النصير .

محمد صفوت نور الدين

قال شيخ الأزهر فى عدد ربيع الآخر 1414هـ :

إنه لا شك أن هناك فراغاً دينياً لدى شبابنا - بل لدى بعض الكبار - من الناحية التثقيفية الدينية والإسلامية بوجه خاص فالمدارس تخلو مناهجها التعليمية من الابتدائى وحتى الجامعة من أى قدر مفيد فى هذا الشأن ، وإن ما يدرس من الإبتدائى حتى نهاية المرحلة الثانوية لا يؤهل شخصاً مثقفاً بثقافة مناسبة من الناحية الإسلامية ليعرف ما هو معلوم من الدين بالضرورة وهو الحد الأدنى للثقافة الإسلامية .

ثم نأتى إلى الدراسة العليا والعالية فهى لا شأن لها بهذا إطلاقاً .. مع أن الجامعات بها الشباب المتطلع المستعد للمستقبل والذى يتاح له قدرٌ أكبر من الحرية الشخصية والفكرية والاختلاط بين الجنسين ومع هذا فنحن نهمل زرع أسس التحصين ضد الانحراف بكل صوره فى عقول الشباب وبدون هذا التحصين الغائب بغياب الثقافة الإسلامية لا يمكن للشباب أن يعرف ما هو حقه وما هو واجبه.

عدد المشاهدات 4651