زمن التسلط والهيمنة الشيعية

2009-12-21

جمال المراكبى

الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله ولي الصالحين واشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أله وصحبة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعلى رسل الله أجمعين. وبعد

فإن الله ابتلى هذه الأمة فجعل بأسها بينها شديدا وقدَر عليها من الاختلاف والافتراق مثل ما كتب على الأمم قبلها ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- [ إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِىَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِى مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ وَإِنِّى سَأَلْتُ رَبِّى لأُمَّتِى أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّى قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّى إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ وَإِنِّى أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا - أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا - حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِى بَعْضُهُمْ بَعْضًا ].

وعن عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعَالِيَةِ حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِى مُعَاوِيَةَ دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلاً ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- [ سَأَلْتُ رَبِّى ثَلاَثًا فَأَعْطَانِى ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِى وَاحِدَةً سَأَلْتُ رَبِّى أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِى بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِى بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا ] [ رواهما مسلم ]

وقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم – [ فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ] [ رواه الترمذي ]

وإن أعظم بلاء وقع على هذه الأمة ما أحدثه الروافض من بدع وضلالات تتعلق بالإمامة وعصمة الأئمة والطعن على خير قرون الأمة من أصحاب رسول الله والغلو في آل بيت النبي - صلي الله عليه وسلم - .

لقد قدر الله لهذه الأمة أن تبقي عزيزة قوية ما دام هؤلاء الروافض مقهورين فإذا تسلط هؤلاء الروافض كانت الطامة الكبرى التي تودي بهذه الأمة حين يكون للروافض دولة يتسلطون بها علي مقادير هذه الأمة وعادة ما تنشى هذه الدولة حزبا من الخارجين وقطاع الطريق ليعيث في الأرض فسادا وينفذ مخططاتها لتفتيت وحدة المسلمين

ولكن الله تبارك وتعالي يقيض لهذه الأمة من يدفع عنها الفتنة ويرد كيد الظالمين إلي نحورهم ليحفظ هذه الأمة

ولقد ظل هذا الدين عزيزا طوال حقبة الخلافة الراشدة ثم في خلافة بني أمية والطور الأول من خلافة بني العباس حتي دب الضعف إلي الخلفاء وتسلط عليهم الأمراء والوزراء وتمكن أهل البدع من الروافض والمعتزلة القدرية وصدق رسول الله إذ يَقُولُ [ لاَ يَزَالُ الإِسْلاَمُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَىْ عَشَرَ خَلِيفَةً ]. [ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ]

ومن أعظم الدول الرافضية بلاء علي أهل الإسلام دولة العبيدين الروافض في المغرب ومصر التي عم بلاؤها لمدة تقرب من ثلاثة قرون وتحالفت مع القرامطة قطاع الطريق المحاربين لله ولرسوله الذين عم بلاؤهم حتى قتلوا الحجيج في البلد الحرام واقتلعوا الحجر الأسود من الكعبة وعلقوه على بيت بالبحرين قرابة عشرين عاما

[ ودامت دولة الفاطميين 260 سنة, منها اثنتان وخمسون سنة بالمغرب, ومائتان وثماني سنوات بمصر, وعدد خلفائها أربعة عشر خليفة, أولهم عبيد الله المهدي, وآخرهم العاضد الذي توفى بمصر يوم عاشوراء سنة 567هـ, وبموته انقرضت دولة الفاطميين من المشرق والمغرب. والملك لله وحده يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء ]

قال الذهبي -رحمه الله-: [ ظهر في هذا الوقت الرفض, وأبدى صفحته وشمخ بأنفه في مصر والشام والحجاز والمغرب بالدولة العبيدية, وبالعراق والجزيرة والعجم ببني بويه, وكان الخليفة المطيع ضعيف الرتبة مع بني بويه وضعف بدنه ثم أصابه فالج, وخرس فعزلوه وأقاموا ابنه الطائع لله, وله السكة والخطبة, وقليل من الأمور فكانت مملكة المعز أعظم وأمكن.]

وقال ابن كثير : وقد كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالاً, وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم, وأنجس الملوك سيرة, وأخبثهم سريرة, وظهرت في دولتهم البدع والمنكرات, وكثر أهل الفساد, وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد, وكثرت بأرض الشام النصيرية والدرزية والحشيشية, وتغلب الفرنج على سواحل الشام بكامله, حتى أخذوا القدس ونابلس وعجلون والغور وبلاد غزة وعسقلان وكرك والشوبك وطبرية وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيروت وصفد وطرابلس وأنطاكية وجميع ما والى ذلك, وقتلوا من المسلمين خلقًا وأممًا لا يحصيهم إلا الله, وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان مما لا يحد ولا يوصف, وكل هذه البلاد كانت الصحابة قد فتحوها وصارت دار إسلام, وأخذوا من أموال المسلمين ما لا يحد ولا يوصف, وكادوا أن يتغلبوا على دمشق ولكن الله سلم, وحين زالت أيامهم وانتفض إبرامهم أعاد الله عز وجل هذه البلاد كلها إلى المسلمين بحوله وقوته وجوده ورحمته

وقال السيوطي ولم أورد أحد من الخلفاء العبيدين لأن امامتهم غير صحيحة لأمور

منها : أنهم غير قريشيين و إنما سمتهم بالفاطميين جهلة العوام و إلا فجدهم مجوسي قال القاضي عبد الجبار البصري : اسم جد الخلفاء المصريين سعيد و كان أبوه يهوديا حدادا نشابة و قال القاضي أبو بكر الباقلاني : القداح جد عبيد الله الذي يسمي علماء النسب و سماهم جهلة الناس الفاطميين قال ابن خلكان : أكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدي عبيد الله جد خلفاء مصر حتى إن العزيز بالله ابن المعز في أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة فوجد هناك ورقة فيها هذه الأبيات :

إنما سمعنا نسبا منكرا ... يتلى على المنبر في الجامع

إن كنت فيما تدعي صادقا ... فاذكر أبا بعد الأب السابع

إن ترد تحقيق ما قلته ... فانسب لنا نفسك كالطائع

أو لا دع الأنساب مستورة ... و ادخل بنا في النسب الواسع

فإن أنساب بني هاشم ... يقصر عنها طمع الطامع

 و كتب العزيز إلى الأموي صاحب الأندلس كتابا سبه فيه و هجاه فكتب إليه الأموي [ أما بعد فإنك عرفتنا فهجوتنا و لو عرفناك لأجبناك ] فاشتد ذلك على العزيز فأفحمه عن الجواب ـ يعني أنه دعي لا تعرف قبيلته ـ قال الذهبي : المحققون متفقون على أن عبيد الله المهدي ليس بعلوي و ما أحسن ما قال حفيده المعز صاحب القاهرة ـ و قد سأله ابن طباطبا العلوي عن نسبهم ـ فجذب سيفه من الغمد و قال : هذا نسبي و نثر على الأمراء و الحاضرين الذهب و قال : هذا حسبي

 و منها : أن أكثرهم زنادقة خارجون عن الإسلام و منهم من أظهر سب الأنبياء و منهم من أباح الخمر و منهم من أمر بالسجود له و الخير منهم رافضي خبيث لئيم يأمر بسب الصحابة رضي الله عنهم و مثل هؤلاء لا تنعقد لهم بيعة و لا تصح لهم إمامة

 قال القاضي أبو بكر الباقلاني : كان المهدي عبيد الله باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة الإسلام أعدم العلماء و الفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق و جاء أولاده على أسلوبه : أبا حوا الخمر و الفروج و أشاعوا الرفض

و قال الذهبي : كان القائم بن المهدي شرا من أبيه زنديقا ملعونا أظهر سب الأنبياء و قال : و كان العبيديون على ملة الإسلام شرا من التتر

 و قال أبو الحسن القابسي : إن الذين قتلهم عبيد الله و بنوه من العلماء و العباد أربعة آلاف رجل ليردوهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت فيا حبذا لو كان رافضيا فقط و لكنه زنديق

 و قال القاضي عياض : سئل أبو محمد القيرواني الكيزاني من علماء المالكية عمن أكرهه بنو عبيد ـ يعني خلفاء مصر ـ على الدخول في دعوتهم أو يقتل ؟ قال : يختار القتل و لا يعذر أحد في هذا الأمر كان أول دخولهم قبل أن يعرف أمرهم و أما بعد فقد وجب الفرار فلا يعذر أحد بالخوف بعد إقامته لأن المقام في موضع يطلب من أهله تعطيل الشرائع لا يجوز و إنما أقام من أقام من الفقهاء على المباينة لهم لئلا تخلو للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عن دينهم

 و قال يوسف الرعيني : أجمع العلماء بالقيروان على أن حال بني عبيد حال المرتدين و الزنادقة لما أظهروا من خلاف الشريعة

 و قال ابن خلكان : و قد كانوا يدعون علم المغيبات و أخبارهم في ذلك مشهورة حتى إن العزيز صعد يوما المنبر فرأى ورقة فيها مكتوب :

بالظلم و الجور قد رضينا ... و ليس بالكفر و الحماقة

إن كنت أعطيت علم غيب ... بين لنا كاتب البطاقة

 و كتبت إليه امرأة قصة فيها : بالذي أعز اليهود بميشا و النصارى بابن نسطور و أذل المسلمين بك إلا نظرت في أمري و كان ميشا اليهودي عاملا بالشام و ابن نسطور النصراني بمصر

 و منها : أن مبايعتهم صدرت و الإمام العباسي قائم موجود سابق البيعة فلا تصح إذ لا تصح البيعة لإمامين في وقت واحد و الصحيح المتقدم   أهـ

تاريخ الخلفاء - (ج 1 / ص 12 )

تسلط البويهيين على الخليفة العباسي

وفي خلافة المستكفي تسلط أحمد بن بويه علي الخلافة العباسية وتلقب بمعز الدولة وكان رافضيا خبيثا أذل الخلفاء من بني العباس وقمع السنة ونصر البدعة.

لم يخف البويهيون تشيعهم، بل شجعوا أتباع المذهب الشيعي في بغداد للقيام بالأعمال الاستفزازية ضد أهل السنة، فكانت لا تمر سنة دون شغب واصطدامات تقع بين السنة والشيعة تذهب فيها الأرواح، والممتلكات وتحرق الأسواق، وجاء في حوادث 351هـ : وكتب الشيعة في بغداد بأمر معز الدولة على المساجد بلعن معاوية والخلفاء الثلاثة   والخليفة العباسي لا يقدر على منع ذلك ، وفي سنة 352هـ أمر معز الدولة الناس أن يغلقوا دكاكينهم ويبطلوا الأسواق والبيع والشراء وأن يظهروا النياحة وأن يخرج النساء منتشرات الشعور، مسودات الوجوه، يدرن في البلد بالنوائح ويلطمن وجوههن على الحسين بن علي - رضي الله عنه - ففعل الناس ذلك ولم يكن للسنة قدرة على المنع منه لكثرة الشيعة ولأن السلطان معهم ، وهذا أول مانيح عليه  وقد وصف ابن كثير ما يفعل الشيعة من تعدي لحدود الله في دولة بني بويه في حدود الأربعمائة وما حولها فقال : فكانت الدَّبادب ، تضرب ببغداد ونحوها من البلاد في يوم عاشوراء ويُذرُّ الرماد والتبن في الطرقات والأسواق وتعلق المسوح على الدكاكين ويظهر الناس الحزن والبكاء وكثير منهم لا يشرب الماء ليلتئذ موافقة للحسين، لأنه قتل عطشان ثم تخرج النساء حاسرات عن وجوههن ينحن ويلطمن وجوههن وصدورهن حافيات في الأسواق إلى غير ذلك من البدع الشنيعة والأهواء الفظيعة والهتائك المخترعة.

وأول إشارة إلى الفتن بين الشيعة وأهل السنة خلال العصر البويهي حصلت سنة 338هـ /951م وقد كان من نتيجتها أن نهبت الكرخ (3)، وفي رمضان من سنة 340هـ / 951م وقعت فتنة عظيمة بالكرخ بسبب المذهب (4)، وفي السنة نفسها ظهر ببغداد رجل أدعى بأن أرواح الأنبياء والصديقين تنتقل إليه، وقد وجدت في داره كتباً تدينه بالزندقة فتم القبض عليه : فلما تحقق أنه هالك أدعى أنه شيعي ليحضر عند معز الدولة بن بويه وقد كان معز الدولة بن بويه يؤيد الرافضة، فلما اشتهر عنه ذلك، لم يتمكن الوزير منه خوفاً على نفسه من معز الدولة وأن تقوم عليه الشيعة، إنا لله وإنا إليه راجعون

و حدث في سنة 341هـ أن ظفر الوزير المهلبي بقوم من التناسخية وفيهم امرأة تزعم أن روح فاطمة رضي الله عنها، انتقلت إليها، وفيهم آخر يزعم أنه جبريل، فضربوا فتعزروا بالانتماء لأهل البيت فأمر معز الدولة بإطلاقهم لتشيع كان فيهم، والمشهور عن بني بويه التشيع والرفض ، وهكذا كان لمغالاة بني بويه في التشيع نتائج سيئة الأثر حيث عمت الفوضى والانحرافات العقدية ولم تعد الفوضى قاصرة على بغداد أو مدن العراق الأخرى، بل شملت بعض أنحاء الدولة العباسية الأخرى

وفي سنة 346 هـ تجددت الفتنة بين السنة والشيعة في بغداد بسبب سب الصحابة وكان من نتيجة ذلك أن قتل من الفريقين خلق كثير دون أن تتحرك السلطة لمعالجة الصراع وفي السنة التالية 347هـ انتشرت ظاهرة سب وتكفير الصحابة في كثير من البلدان  واشتدت الفتنة الطائفية بين الرافضة والسنة ووقعة في جمادى الأولى سنة 348هـ حرب شديدة بين أتباع مذاهب السلف من أهل بغداد والمتشيعة وقتل فيها جماعة واحترق من البلد كثير وفي السنة التي تلت، أي سنة 349هـ وبسبب الفتنة الطائفية تعطلت صلاة الجمعة في جميع مساجد بغداد ، وفي سنة 351هـ كتب العامة على مساجد بغداد لعن معاوية بن أبي سفيان ولعن من غصب فاطمة فدكاً، ومن أخرج العباس من الشورى ومن نفي أبا ذر الغفاري ومن منع دفن الحسن عند جده

ولم يمنع معز الدولة ذلك وقد ثار أهل السنة من هذا التعريض المباشر بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وخصوصاً الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول وأقدموا خلال ساعات الليل على إزالة الشعارات التي رفعها الرافضة، غير أن الأمير البويهي معز الدولة أصر على ضرورة إعادة تلك الشعارات وإبقائها مرفوعة رغم ما تشكل من تحد سافر لمشاعر عموم المسلمين من إتباع مذاهب السلف وأهل السنة، وقد نصحه وزيره المهلبي بالامتناع عن ذلك مداراة للرأي العام وبأن يكتب مكان ما محى : لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصرحوا بلعنة معاوية فقط.

قال الذهبي : وضاع أمر الإسلام بدولة بني بويه وبني عبيد الرافضة، وتركوا الجهاد وهاجت نصارى الروم، وأخذوا المدائن وقتلوا وسبوا. وقال : فلقد جرى على الإسلام في المئة الرابعة بلاء شديد بالدولة العبيدية بالمغرب، وبالدولة البُويهية بالمشرق، وبالأعراب القرامطة، فالأمر لله تعالى

 وقال عن عضد الدولة أبو شجاع فنّاخسرو : .. وكان شيعياً جلداً أظهر بالنجف قبراً زعم أنه قبر الإمام علي بنى عليه المشهد، وأقام شعار الرفض ومأتم عاشوراء، ونُقل أنه لما احتُضر ما انطلق لسانه إلا بقوله تعالى : [ ما أغنى عنَّي ماليه، هلك عني سلطانيه ]

انتهاء التسلط الشيعي

ساند السلاجقة الخلافة العباسية في بغداد ونصروا مذهبها السنّي بعد أن أوشكت على الانهيار بين النفوذ البويهي الشيعي في إيران والعراق، والنفوذ العبيدي (الفاطمي) في مصر والشام. فقضى السلاجقة على النفوذ البويهي تماماً وتصدوا للخلافة العبيدية (الفاطمية).

لقد استطاع طغرل بك الزعيم السلجوقي أن يسقط الدولة البويهية في عام 447هـ في بغداد وأن يقضي على الفتن وأزال من على أبواب المساجد سب الصحابة، وقتل شيخ الروافض أبي عبدالله الجلاب لغلوه في الرفض.

ثم كان السقوط التام للدولة العبيدية علي يد صلاح الدين

وقد مدح علماء أهل السنة وفقهاؤهم وحكامهم هذا الفعل الجميل لصلاح الدين ألا وهو القضاء على دولة العبيديين الرافضية الباطنية, وأكثر الشعراء القصائد في مدح صلاح الدين فقال بعضهم:

أبدتم دولة الكفر من  بني عبيد بمصر إن هذا هو الفضل

زنادقة شيعية باطنية مجوس ... وما في الصالحين لهم أصل

يُسرون كفرًا يظهرون تشيعًا ... ليستروا سابور عمهم الجهل

المراجع :  

- دولة السلاجقة للدكتور الصلابي

- تاريخ الخلفاء للسيوطي 

- البداية والنهاية لابن كثير

 

المصدر: مجلة التوحيد

عدد المشاهدات 5950